الجمعة ، ٢٩ مارس ٢٠٢٤ الساعة ٠٣:٥٠ صباحاً

حتى لا تغيب الحكمة اليمانية

عكاظ
الاربعاء ، ٢٩ اكتوبر ٢٠١٤ الساعة ١١:٠٠ صباحاً
الأحداث في اليمن متلاحقة حتى لتبدو في تفاصيلها متناقضة في الكثير من الأحيان، ولكن ما تزال الدولة تسعى لإعادة مكانتها ومسؤوليتها، فقد طلب الرئيس من الحوثيين إخلاء العاصمة من مظاهر السلاح وتسليمها لأجهزة الدولة للقيام بمسؤولياتها، والالتزام باتفاقية السلم والشراكة حتى لا تغرق البلاد في المزيد من المشكلات، لكن يبدو أن الاعتماد على لغة الغلبة والقوة أغرت البعض بتجاوز الاتفاق بغض النظر عن النتائج المترتبة على هذا التجاوز.

وليس خافيا أن اليمن المستقر قوة خير لأهله وللمنطقة، واليمن المضطرب نار تحرق أبناءها وخطر يتهدد أمن واستقرار الجميع، وهذه الحقائق والقناعة بأثرها هي التي حركت أشقاء اليمن وأصدقائه والهيئات الدولية لتقديم العون والمساعدة لإزالة الأسباب المؤدية إلى استمرار التقاتل الذي سيؤدي إلى المزيد من الدمار.

وإذا كانت تداعيات الأحداث قد فرضت واقعا جديدا نتج عنه توصل الأطراف المتصارعة إلى اتفاقية السلم والشراكة، مع اعتقاد البعض أنه يملك القدرة على إحكام قبضته على مقاليد الأمور، فإن تعقيد المشكلة وطبيعة الصراع والعناصر المشاركة فيه وامتداداته الإقليمية توجب على اليمنيين أن لا يفقدوا حكمتهم في هذه الظروف وأن يفرقوا بين من يريد لهم الخير ومن يريد استغلال بعضهم لتنفيذ أجندة لا تخدم الإنسان اليمني مهما كانت انتماءاته وتوجهاته.

إن استمرار التوتر والمضي على طريق فرض الاختيارات والإرادات والتوجهات بالقوة لن يحل المشكلة بل سيفتح الباب للكثير من الأطراف لتستغل الظرف من أجل تحقيق أهدافها المناقضة لمصلحة هذا البلد.