الثلاثاء ، ٢٣ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٨:٤٢ مساءً

سهرة صبّاحي مع أحمد عوض بن مبارك

عبد الملك شمسان
الثلاثاء ، ٠٤ نوفمبر ٢٠١٤ الساعة ٠٣:٣٠ مساءً
طلع عندي منشور من صفحة أحمد عوض بن مبارك من خلال مشاركة لأحد أصدقائي، كان يطلب ترشيح وزراء على الفيس، سألت نفسي أيش علاقة بن مبارك بالتشكيل الحكومي!؟ كبر السؤال براسي، قلت هل معقول أن يقول هذا بعد تفويض الأطراف السياسية للرئيس وبحّاح بشأن التشكيل الحكومي، ويريد أن يقول إنه هو من سيشكل الحكومة بموجب هذا التفويض باعتباره مديرا لمكتب الرئيس المفوض؟! وهذا السؤال أثار سؤالا آخر: ألا يعرف أنه سيتسبب بهذه الرسالة السلبية في نقض التفويض من قبل الأطراف التي رفضت سابقا رئاسته للحكومة..!؟ ضقت من هذا التصرف الغبي، وقلت: مش كفاية إنه يعمل الآن مديرا لمكتب الرئيس بدون قرار!؟ ومعقول أنه يعمل مقالب للرئيس وبهذا الحجم؟! وإذا كان كذلك، فماذا يعني هذا بالنسبة للرئيس؟! وإذا كان مدير مكتبه يتعامل معه هكذا فكيف بالآخرين، وكيف بالمليشيات المسلحة، وكيف وكيف..!؟

المهم، نصف ساعة وأنا أحلل هذا المنشور، وبعدها قررت أدخل صفحته وأقرأ منشوراته، وأخذ الموضوع تقريبا نصف ساعة، وبعدها رجعت إلى جوجل أراجع تصريحاته وأحاديثه، وقرابة ساعة وأنا أنسخ وألصق وأقرأ وأقارن، وبعدها طلعت براسي وقلت والله ما يفلُت، ولابد ما أحلل هذا التعب وأحلل هذا الوقت اللي أخذه عنوة، وأخرّج هذا التعب من ظهره، وبدأت أكتب فيه حتى خلصت الكلام اللي عندي، وقبل النشر قلت لنفسي: مش معقول ينشر بن مبارك هذا الكلام، وإذا كانت الصفحة مزورة فسيكون هذا المقال إساءة بحقه، وفضيحة بحق (13) سنة من تاريخي النضالي في الصحافة السياسية، ولابد إذن من البحث للتأكد من هذه الصفحة.. عملت بحث فطلعت لي صفحة أخرى باسمه، دخلت أقرأ المنشورات وأحلل وأقارن، كانت أقرب إليه وأنها صفحته الحقيقية، والمعنى أن تعبي الأول كله راح هدر..

وبما أنني جديد على الفيس وغشيم، فقلت أسأل صديقي "طُلبي سندروس" الذي أرسل لي رسالة بالصدفة، سألته ما إذا كان يعرف الصفحة الحقيقية لابن مبارك فقال ليس عنده علم، قررت أستعين بالزميل العزيز مجاهد السلالي، وأرسلت إليه ذات الطلب فقال إن النت ضعيف ولا يسمح بتقديم خدمة من هذا النوع.. تحولت إلى الزميل العزيز منصور الفقيه، وبمجرد أن وصلته رسالتي قال الكهرباء طافية والبطارية على وشك أن تنفد، وقال لي ستجد بن مبارك الحقيقي بين أصدقاء ياسر الرعيني، دخلت أبحث عن بن مبارك بين خمسة آلاف صديق في صفحة ياسر الرعيني لما طلعت عيوني، ولم أجد بن مبارك.. أخيرا لجأت إلى العزيز وليد العماري، أرسلت له رسالة وبعد ربع ساعة وصلني الرد، وقال أبشر، وما هي إلا دقيقة أو أقل حتى وصلني رابط الصفحة الأصلية، وجاءت لحظة الحسم.. فتحت الرابط وإذا هي صفحة ثالثة مختلفة عن الصفحتين اللعينتين!!

دخلت الصفحة الجديدة، ورحت أقرأ المنشورات واحدا بعد الآخر، لم يكن بين الثلاث الصفحات فرق واضح لدرجة تجعلك تدرك عملية التزوير، ووجدت ثالث منشور في هذه الصفحة الأصلية يشتكي به من تزوير صفحات باسمه، ويقول: "انتشرت عدد من الصفحات باسمي على الفيسبوك ....في معظمها مؤيده في مضمونها الا اني اؤكد بأنه ليس لي اية علاقة بها مطلقا ...لزم التنويه ....بالغ تقديري". والآن، عودوا إلى المنشور بالصفحة المزورة رقم واحد حيث يقول: "نريد أسماء شخصيات وطنية مستقلة ...تتميز بالكفاءة". انظروا إلى التطابق في كثرة استخدام النقاط بين الكلمات، وبإمكان أي شخص منكم يجد نفسه فارغا مثلي أن يدخل ويبدأ المقارنة، ويركز فقط على طريقة استخدام الفواصل والنقاط ليخرج بنتيجة من اثنتين: إما أن الشخص المزوِّر على درجة عالية جدا من الاحتراف بحيث يتكلم بنفس اللغة ونفس الأسلوب وطريقة الكتابة، وإما أن أحمد بن مبارك هو نفسه يلعب دورين، وربما أكثر من دور. أعود هنا إلى هذه الجملة من منشوره السابق إذ قال: "انتشرت عدد من الصفحات باسمي على الفيسبوك ....في معظمها مؤيده في مضمونها الا اني اؤكد بأنه ليس لي اية علاقة بها مطلقا". وأتساءل: كيف يتحدث شخص عن صفحة مزورة باسمه ويصفها بكل حنية بأنها "في معظمها مؤيده في مضمونها"!؟ ما علينا، ربما أنه أراد أن يقول لأصدقائه ومتابعيه لا يخدعكم تطابق هذه الصفحات مع رؤيتي وطريقتي في الكلام..

نهايته، ثمان ساعات تقريبا وأنا منهمك في هذه القضية ومعتكف على هذه القضية، وفي الأخير لم أتمكن حتى من نشر المقال الذي كتبته، وراحت الليلة فطيس، وطلعت سنوات الخبرة في الصحافة السياسية فشوش، ولهذا قلت مش مشكلة لو زدت أخسر ربع ساعة في كتابة هذه الأسطر وأضيفها إلى الثمان الساعات الأولى، وأنشرها على الفيس على أمل أن أشغل بها أي حد على اعتبار أن الأعور يشتي الناس عُور مثله والمودّف يشتي الناس يودفوا مثله، ودامت أوقاتكم مملوؤة بالعمل المفيد والنافع!

من صفحة الكاتب على " الفيس بوك "