السبت ، ٢٠ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٢:٥٥ صباحاً

معركة الحوثيين وحلفائهم مع الرئيس هادي -الانزلاق نحو الفوضى الشاملة-

فضل عبدالكريم الجهمي
الأحد ، ٠٩ نوفمبر ٢٠١٤ الساعة ٠٩:٢٣ صباحاً
بدأت ملامح معركة الحوثيين والرئيس منصور تظهر وبوضوح بعد سقوط عمران مباشرة حينما حاول الرئيس من خلال زيارته الخاطفة والجريئة والغير محسوب عواقبها لعمران التي سقطت بيد الحوثيين احتوى تداعيات سقوط عمران ومقتل القائد العسكري ألقشيبي وما دار قبل وخلال المعركة وبعدها من تساؤلات حيال مواقف الرئيس ووزير دفاعه ؟

إعلان الرئيس ومن عمران إن المدينة عادت إلى أحضان الدولة وإنها باتت خالية من المليشيات المسلحة وتوجيهاته لأجهزة الدولة بالاستمرار في عملها سرعان ما تبددت تلك التوجيهات وذهبت أدراج الرياح وعاد الوضع في عمران إلى ما قبل زيارة الرئيس بساعات تحت سيادة وسيطرة مليشيات الحوثي

كانت زيارة الاحتوى لعمران وبطلب منه وقبوله حماية الحوثيين محاولة من الرئيس للتغطية على سياساته الفاشلة وللتغطية على عجزه أو عدم جراءته في اتخاذ قرارات حاسمة ومصيرية في الوقت المناسب ، لقد ذهب إلى عمران ، للحصول على مكاسب وانتصارات معنوية وسياسية كتلك التي حصل عليها أثناء زيارته لمعسكر العرضي أبان اقتحام القاعدة للمعسكر تلك الزيارة التي عززت من مكانته بين الجماهير وحسنت من وضعه السياسي ،ولكنه عاد من عمران مثقلا بتعدد الخصوم مكبلا عن ما تبقى له من مساحة يستطيع التحرك خلالها .

كذلك فقد كانت هذه الزيارة هيا بمثابة اختبار واكتشاف لقدرات الطرفين منصور و الحوثيين حيث تمكن الحوثيين من قراءة الرئيس منصور جيدا ومعرفة حدود قدراته بينما عجز الرئيس عن قراءة الحوثيين وقراءة تحالفاتهم وأهدافهم ما بعد عمران ، ومن فحوى ما قرؤوه في هذه الزيارة اتخذ الحوثيين قرارهم الذكي والشجاع بان يبقى منصور في ضيافتهم الإجبارية وتحت حمايتهم كما طلب طالما بقي في السلطة.

لم يترك الحوثيين للرئيس منصور بعد هذه الزيارة فرصة لمراجعة سياساته واتخاذ القرارات المناسبة لمعرفتهم إن آلية اتخاذ القرارات لديه بطيئة ومعوقة فقرروا الانتقال مباشرة لإسقاط صنعاء مستفيدين من تحالفاتهم أولا وثانيا من خلال إعداد خطة محكمة وذكية تشل من شرعية وقدرة الرئيس على المواجهة (شرعية الجماهير).

بدأت معركة منصور الحقيقية مع الحوثيين تأخذ طابعا ميدانيا سياسيا بعد سقوط صنعاء وحسم المعركة عسكريا لصالح الحوثيين وحلفائهم ، فالأسلوب الذي اتخذه الحوثيين قبل سقوط صنعاء ومع سقوطها وسقوط الدولة ، الاعتصامات الجماهيرية لشرعنة خطواتهم لجأ إليها الرئيس عبد ربه منصور في الجنوب حيث ملعبه الحقيقي فاخذ اعتصام الحراك الجنوبي في عدن زخما شعبيا ورسميا وسياسيا في حركة تعد الأخطر لا على المتصارعين ذاتهم بل وعلى اليمن عموما فأي سقوط مفاجأ للمحافظات الجنوبية وانفصالها أو محاولة انفصالها وما سيترتب عليها من تداعيات غير مسبوقة بسبب عمق ارتباط الوحدة في الوجدان الشعبي سيتحملها الحوثيين بسبب تصرفاتهم الغير مدروسة والغير مسئولة.

اليوم ينتقل منصور ومن معه إلى خطوات تصعيديه جماهيرية وسياسية خطرة لمواجهة تعنت وغرور الحوثيين وحلفائهم وبنفس أساليبهم وبنفس أسلوب شرعيتهم اعتصامات جماهيرية بالتوازي مع لجان شعبية جنوبية لحماية المؤسسات والمواجهة المليشيات والإرهاب

أدرك الحوثيين وحلفائهم رسالة منصور وفهموا المغزى واستشعروا النتائج المترتبة على هذا الصراع وخطورتها وخصوصا وأنهم سيتحملون المسئولية التاريخية أمام الشعب في حال تجزأت اليمن وذهبت أحلام اليمنيين سدى في وطن موحد قوي

والمواجهة الأخطار واحتوائها قبل استفحالها وقبل أن تكون عصية على كل أنواع الحلول سارع الحوثيين وحلفائهم لرفع سقف المواجهة من خلال خلق أزمات جديدة ورفع نبرة خطابهم العدائي وكأنهم بذلك يريدون إيصال رسالة معاكسة لمنصور وحلفائه فحواها يجب أن يبقى الصراع في صنعاء وعلى صنعاء وان لا يتعدى ذلك.

وفي ضل هذا الصراع المحموم بين الرئيس والحوثيين وحلفائهم فان تداعياته تتسارع وتتنوع أساليبه وتتبدل إطرافه فتارة يتم التصعيد الحوثي من منطلقهم الثوري وتارة يتم التصعيد من قبل رأس النظام السابق وأزلامه وحزبه بهدف دفع الرئيس للانسحاب أو الاستسلام أو الوقوع في أخطاء إستراتيجية تدفع اليمن ثمنها

وأمام هذا الضغط الشديد على الرئيس وبكل الوسائل ومنها خلعه من الأمانة العامة لحزب المؤتمر الشعبي وهو ما يعتبر أهانه له فان حتمية أن يتحول الصراع من صراع سياسي مصلحي إلى صراع سياسي مناطقي صار امرأ واردا وبقوة

نحن أمام معركة حقيقية وخطيرة جدا يستخدم فيها المتحاربون كل ما يمتلكونه من أسلحة سياسية ضاغطة قد تؤدي إلى الانزلاق نحو فوضى شاملة يخرج منها الجميع خاسرين