الجمعة ، ٢٩ مارس ٢٠٢٤ الساعة ٠١:٤٠ صباحاً

رسالة جمهور منتخبنا للداخل

مارب الورد
الخميس ، ٢٠ نوفمبر ٢٠١٤ الساعة ٠١:٠٠ مساءً
كان مشجعو منتخبنا الوطني المشارك في بطولة خليجي 22 المقامة حاليا في السعودية العنوان الأبرز والأجمل للبطولة لتزيين مدرجات الملاعب بالأعلام الوطنية والشعارات الراقية التي تهتف لليمن "أمنا جميعاً",كما غنى عنها فناننا الكبير أبو بكر سالم في إحدى روائعه الجميلة.

لم يكن اليمنيون الذين حضروا من كل مكان في السعودية تاركين أعمالهم لأجل متابعة مباريات منتخبهم مجرد مشجعين مثل أي جمهور آخر يؤازر منتخب بلاده في المسابقات المختلفة وإنما كانوا رسلا لبلدهم رافعين علمه هاتفين باسمه ولا شيء غير ذلك.

أرد الجمهور اليمني أن يبعث من مدرجات الكرة رسائل بالجملة للسياسيين في الداخل أبلغها وأهمها دعوتهم لأن يجتمعوا حول اليمن وأن يضعوا مصلحته فوق كل اعتبار وألا يسمحوا للصغائر والخلافات الهامشية الثانوية الضيقة أن تنسيهم الوطن الكبير إلى درجة التفرج عليه وهو ينهار أمامنا وبمقدورنا إيقاف هذا التدهور وإعادته إلى سكة الاستقرار والبناء.

الأمر لا علاقة له بالسياسة ذلك أن الوطن أكبر من السياسة بكلها,وخير دليل أن الحشود الغفيرة التي اكتظت بها مدرجات استاذ الملك فهد لم تأتِ لتشجيع منتخبنا حتى يبلغ المباراة النهائية وهي تعرف أصلا مستواه وإمكانياته وحدود قدراته وإن كانت تطمح مثل لاعبينا, ولا هي جاءت من أجل أن تحصد جائزة الجمهور الأكبر بين مشجعي المنتخبات المشاركة بما فيها المنتخب السعودي المضيف.

مرة أخرى أرادت هذه الجماهير أن تبعث لمن يهمه أمر البلد في الداخل ,أن اليمن موجود لدى أبنائه المغتربين وهم لن يقصروا عن واجباتهم ولن يتخلوا عنه وسيظل اسمه هو المرفوع وعلمه هو الشامخ وما عداه مجرد شعارات ومسميات لا تقدم ولا تؤخر.

إحدى هذه الرسائل هي طالما ونحن اجتمعنا صفاً واحداً خلف منتخبنا الوطني لكرة القدم ولم نهتف إلا له متمنين الفوز والانتصار وفي كل الأحوال لن نكون إلا خلفه فلماذا لا نكرر الأمر ذاته بالاصطفاف دعماً لبناء اليمن ونتجاوز خلافاتنا السياسية والشخصية.

نجح منتخبنا في أداء ما عليه بغض النظر عن النتائج في المباريات مثلما قدم جمهورنا درساً بالغ الدلالة في الوطنية وحب اليمن والاجتماع حول هذه المعاني العظيمة, وهي ما يجب أن نستفيد منها من ملاعب الكرة ومدرجات المشجعين إلى طاولة حوار السياسيين في الداخل.

" الثورة نت"