الجمعة ، ١٩ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٢:٠١ مساءً

الإعلام عقدة الجمیع !!

عبدالحلیم سیف
الجمعة ، ٢١ نوفمبر ٢٠١٤ الساعة ٠١:٤٥ مساءً
لا یختلف اثنان، علی حقیقة مؤداها ، أن من أهم وظائف وسائل الإعلام الم?توبة والمرئیة ، والمسموعة ، والإليكترونية ،نقل الأحداث والتطورات علی غیر صعید ، وذلك عبر عملیة جمع الأخبار و نشرها بصورة موضوعیة ومهنیة ، تساعد المتلقي علی معرفة ما یجري حوله ، ومن ثم فهمه للواقع بش?ل صحیح خال من أي تشوهات.
بید أن وسائل الإعلام تخلت عن دورها في التنویر والتبصیر ؛ وتقدیم خدمة المعرفة والترفیه للمجتمع ، فأضحت بین عشیة وضحاها أداة من أدوات الصراعات ، وإشعال الحروب والفتن وتأجيجها ، وأبرز مظاهر ذاك التحول فيما نراه من ممارسة دور تضليلي وتغييب الحقيقة عن الرأي العام ؛ بل إن شئت القول تخوض حربا نفسیة ودعائية أقل ما یم?ن وصفها بالقذرة ؛ ،فهاهي لیل صباح وعلی مدار الساعة ؛ تقصف عقولیجري في اللحظة الراهنة ، و بات یعرف حقیقة أحداث الیوم بعد حین من الزمان ؛ وساعتها ی?تشف انه تعرض لحملة تضلیل خبیثة ووقع ضحیة لأنباء مزیفة لا أساس لها فی الواقع .

خاصة عندما تغیب الم?اشفة والمصارحة ؛ واحتكار المعلومة ؛ و سیاسة التعتیم أو تعقیم الأخبار بصورة متعمدة ؛ من خلال اللجوء إلی التسریبات ؛ وضخ الشائعات لترویع الناس ؛ وجعلهم یشعرون بالخوف مما هو آت ، وبما يخدم إستراتیجیة مصلحة الأقویاء وأطراف الصراع علی حساب الأمة !! وهذا ما يستلفت نظر المراقب والمتابع للشأن الیمنی من الداخل والخارج ؛ لمسار الأزمة التی ت?بر ??رة الثلج ، دون أن یعرف إلی أین تتجه ؟ وفی أیة نقطة ستتوقف ؟ و?یف ؟ ومتى..

وما إذا كانت البلد تمضی نحو الحرب أم السلام ؟ وهل حان الوقت لوضع نهایة للاحتراب بین أبناء الوطن الواحد ، فی بعض المناطق المشتعلة فی الخبزة وقیفة رداع- البیضاء ، والعدین والرضمة - اب ،وامتداد الشرارة إلی مأرب؟ تری هل ستنجح ح?ومة “ال?فاءات” برأسة الأخ خالد محفوظ بحاح، فی استعادة ما تبقی من هیبة الدولة؟ ومن أین ستبدأ أولویاتها.. من معالجة الوضع الاقتصادي المتردي .. أم من محاصرة التسیب الإداری والحد من الفساد ؟ أاه من الأهم وهو فرض الأمن والاستقرار ورفع مظاهر الفوضی وأعمال الاغتیالات وتصفیة الحسابات بطرق همجیة ووحشیة تستهدف حياة الأبرياء من المدنيين والعسكريين والنشطاء السياسين وكان احدث ضحايا الاغتيالات القيادي بالتجمع اليمني الإصلاح الشيخ صادق منصور في مدينة تعز أمس الثلاثاء ، وقبله وتحديدا في الثاني من نوفمبر الجاري في قلب العاصمة صنعاء اغتيل الأستاذ الجامعي والمفكر والرئيس الأسبق للمشترك الدكتور محمد عبد الملك المتوكل ؟
وهناك أسئلة أخرى.. منها .. هل لدی أطراف الصراع نیة صادقة للتعامل الإيجابي بجابي المتغیر السیاسي الذی حمله اتفاق السلم والشرا?ة الوطنیة؟ وما هو الأسلوب الأنجع لتنظیف العاصمة والمدن الیمنیة من انتشار الأسلحة والملیشیات وجماعات العنف فضلا عن استعادة ما هو منهوب من ترسانة الجیش، ؟ ثم بأي طریقة سیتم إعادة الاعتبار للقوات المسلحة والأمن بعد الذي جری قبل وبعد سبتمبر المنصرم ؟ وما هي صورة المشهد الذی یؤسس للمستقبل .. هل لدولة اتحادیة من إقلیمین .. أم من ستة .. أو .. ماذا ؟..ومتی ستنتهی عملیة صياغة الدستور الجدید الذی طال انتظاره ما ش?له ومحتواه وضمانات تنفیذه .. وفی أي زمن وظرف ستجری فیهما الانتخابات الرأسیة والبرلمانية ..؟ وما الذی ینتظره الیمنیون مع حلول الـ23 من شهر نوفمبر الجاری وهو موعد ا?تمال العام الثالث من عمر المبادرة الخلیجية وآلیتها التنفیذية .. هل بإطلاق مبادرة خلیجیة ثانیة ?ما راجت حولها الأنباء في الأیام القلیلة الماضیة .. أم بمشروع جدید للتصالح والتسامح ؟ ومن تساؤلات اللحظة الماثلة -أيضا- ما یحیط بتطورات الأحداث فی جنوب الوطن ..فما هي نهایة اعتصام الحراك فی عدن مع بلوغه یوم الثلاثین من نوفمبر الحالی والذی یتوافق مع حلول الذ?ری ال47 للاستقلال المجید ، فی ضوء تش?یل اللجان الشعبیة لحمایة المنشآت العامة والخاصة؟. شخصیا،لا أمل? الإجابة علی تل?م التساؤلات المشروعة الآن ، ل?ن من المناسب الإشارة الخاطفة فی نهاية هذه الأسطر، إلی ضرورة أن یقوم السیاسیون والإعلامیون وأرباب القلم من صحافیین ومثقفین وأساتذة جامعات ومسؤولي مرا?ز حقوق الإنسان ومنظمات المجتمع المدني الفاعلة ، وسواها من الفعالیات الاجتماعیة بنشاط مكثف یستهدف إضاءة القضایا التی تثیرها علامات الاستفهام السالفة .علاوة علی إحیاء ما تبقی من المنظومة القیمیة والأخلاقیة والأعراف القبلیة التی ما تزال حاضرة وحية فی المجتمع ، وحافظت – ولم تزل – بعد الله ، علی النسیج الاجتماعی غداة انهیار معظم مؤسسات الدولة بصورة صادمة ؛ وعلی رأسها أجهزة یفترض قیامها بحماية الوطن وأهله من أی أخطار ؛ وهو ما لم یحدث للأسف الشدید ، فی سابقة هي الأولی من نوعها فی تاریخ الیمن الحدیث والمعاصر ؛ ما یعني أن مثل هذا الأمر سيبقی باحثا عن إجابات قاطعة وشافیة ، لما شهدته العاصمة منذ الثامن عشر من أغسطس مرورا بالحادی والعشرین من سبتمبر الماضیین وما بعدهما . وفی وضع عصیب وحساس ، ?الذی یثقل ?اهلنا فی هذه المرحلة ، مطلوب من وسائل الإعلام العودة إلی الرشد والح?مة ، والطریق إلی هذه الغایة ت?من فی سرعة تقویم ومراجعة الخطاب السیاسي ، لتهیئة المناخ السلیم لوسائل الإعلام الخاصة والحزبیة والح?ومیة ، وتحریرها من ربقة وقبضة ونفوذ ملا?ها وتوجبه الممولین لمعظم المواقع ؛ ل?ي تمارس دورها الوطني بوعي و بحریة مسئولة، وبالحد الادنی من الاستقلالیة والمعاییر المهنیة ؛ علی أقل تقدیر لجهة نقل و تحلیل وتفسیر مجمل ما یعتمل فی الیمن من أحداث ووقائع وتطورات ، أیا ما ?انت ، وهذا من شأنه أن یساعد علی الارتقاء بالأداء الإعلامي والصحافي، وجعله یحترم عقلیة المتلقي ،ویعلي من شأن الذات ، ویعظم دور الإعلام باعتباره سلاحا للبناء والتنویر والتغییر والتعبیر والوحدة والوئام والسلام والوفاق والتسامح ..أی یتحول الإعلام إلی جزء من حل للأزمة المستعرة ،ویلبي فی نهایة المطاف تطلعات الشعب الیمني ، ویحقق مطالبه و إرادته فی التغییر الایجابي .. لا أن ی?ون الإعلام عقدة الجمیع .. أو .. وسیلة للقتل والقتل الآخر .. أو أن یمسي ویصبح منصات مفتوحة للقصف والتحریض ونشر الفوضی الفتا?ة .. ولیس الخلاااااااااقة !!