الاربعاء ، ٢٤ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٥:٣٨ مساءً

اليمن في كأس الخليج ــ خُلاصة 3 عقود من الغباء السياسي اليمني

صبري الشرام
الثلاثاء ، ٢٥ نوفمبر ٢٠١٤ الساعة ١٢:٢٥ مساءً
لا أريد أن أققلل من الإنجاز الذي أنجزه المنتخب اليمني في خليجي 22 ، من خروج مشرف ولأول مرة في دورته الحالية ، من حين تققرر مشاركته في دورة كأس الخليج، ولكن لأذكر أن ذلك القرار كان نتاج جهد وعمل سياسي دام عقود ، عفواً ليس عمل سياسي وإنما عمالة سياسية على اثرها قُدمت التنازلات التي كلفت اليمن أرض وإنسان الكثير من مقدراته وموارده بل جزء كبير من أرضه

... ،وعودة الى قرار مشاركة اليمن في كأس الخليج الذي إن لم تخني الذاكرة كان في إحدى قمم مجلس التعاون الخليجي في عام 2006 في (مسقط) ، حيث تمخضت تلك القمة قرار ضم اليمن جزئياً في بعض هيئات المجلس وهي (الصحة ـ التعليم ـ الشئون الإجتماعية والعمل ـ ودورة الخليج لكرة القدم ) ، وإعطاء اليمن مهله قُدرت بعشر سنوات قبل النظر في ضمها بشكل كامل ، بحيث يتم في هذه الفترة تنفيذ إلتزامات تقوم بها اليمن وبمساعدة خليجية من أهمها أن تقوم اليمن بتطوير أنظمتها الإدارية والمالية وأن تكون هذه الأنظمه أكثر شفافية ، وان تطور وضعها الإقتصادي ، وغيرها من الإلتزامات وتعهدت دول المجلس بالوفاء بإلتزاماتها تجاه اليمن لتحقيق ذلك ،،، هذا وقد استُقبل هذا القرار من قبل القيادة السياسية حينها بالترحيب وروجت له وسائل إعلام السلطة بأنه نجاح حققته القيادة السياسية ، ورقص الشعب المغلوب على أمره على أنغام ذلك التدليس والزيف التي تعودت السلطة وقيادتها السياسية العزف عليه في تشويه وجه الحقيقة ، ليتسنى لها الإستمرار والسير قُدماً في طريق عمالتها وخيانتها لشعب والوظن ،،،

وكأن الهدف الأعلى والأسمى للسلطه في اليمن من اليوم الذي تم فيه إنشاء مجلس التعاون الخليجي هو إنضمام اليمن لهذا المجلس ويترتب على هذا الهدف كل الأهداف السياسية والإقتصادية والإجتماعية و....، وبنيت عليه غايات واهيه ،وأهداف مبهمه ،وأحلام تفتقد لأدنى اسس تقربها من الواقع ، وللعودة بالتاريخ فقد طلبت اليمن (الشطر الشمالي سابقاً) الإنضمام للمجلس إبان تأسيسه مباشرة في 1981م غير أن الطلب رُفض بحجة أن اليمن في حالة إنقسام (شطر شمالي وشطر جنوبي ) وأن أحد الشطرين كان على علاقة قويه مع الإتحادالسوفييتي ، وأستمر الإلحاح من قبل اليمن الشمالي بالإنضمام وبكل وسائل المراضاة والوساطات خلال الثمانينيات وفي نهاية الثمانينيات حين وصلت سلطة الشمال حد اليأس إتجهت للإنضمام لتجمع اخر (مجلس التعاون العربي ) الذي كان يضم بالإظافة لليمن العراق ومصر والاردن ضنا منها ان هذا الاخير سيلبي لها ما كانت تأمله من الأول ، وشاء القدر مُكللاً نضالات متراكمة للشعب اليمني جنوباً وشمالاً أن يتم توقيع إتفاق الوحدة في 30 نوفمبر 1989م ومن ثم إعلان الوحدة رسمياً في 22 يونيو1990م ، وبدأ مرحلة جديدة في اليمن وما ترتب عليها من تحديث في نظامها السياسي ، ومروراً بحرب الخليج وموقف اليمن من غزو العراق للكويت والذي كان للأمانه منصف وعادل (لا لغزو الكويت ولا لتدخل الأجنبي ) غير أن الخبره في الخليج أخذوا من اليمن موقفاً عدائياً وما ترتب عليه من تأزيم اليمن إقتصادياً وعودة اكثر من مليوني مغترب يمني ، وعند تلك المرحلة من التاريخ لعبة العمالة دورها بإتجاه إعادة القرار السياسي ليكون طوع الخليج وبالأخص الجارة السعودية ، وبدأت القبادة السياسية في اليمن من تقديم تنازلاتها ، وعودة هدف الإنضمام للمجلس الخليجي كهدف رئيسي لسلطة اليمن الموحدة ، والذي على أثره وشروطه تم التخلص من الشريك الأساسي في الوحدة إبان الحرب الظالمة في 1994م ، واستمرت سياسة الخضوع لنيل الرضى الخليجي للقبول بإنضمام اليمن لمجلس التعاون الخليجي ، وأستمر الرفض هذه المره بحجة النزاع والمشاكل الحدودية مع اليمن والسعودية ، واليمن وعمان ، ولأجل نيل الرضى تم إبرام صفقات البيع والتنازل بأجزاء كبيرة من أرض اليمن ....

حتى تمخضت هذه السياسة اليمنية الغبية بقبول جزئي يإنضمام اليمن في بعض هيئات او مؤسسات مجلس التعاون الخليجي المذكورة سلفاً والتي من ضمنها مشاركة منتخب اليمن في كأس الخليج ، وعلى فكرة هو البند الوحيد المُفعل من بين مجالات الضم ، هذا لتوضيح مدى غباء السياسة اليمنية والثمن الباهض الذي دفعته اليمن لسماح لها بالمشاركة في دورة الخليج لكرة القدم والغير معترف بها حتى الأن من منظمة الفيفا العالمية ..

ونختم بقول شاعر اليمن الكبير ( فضيع جهل ما يجري .. والأفضع منه أن تدري)