الجمعة ، ٢٩ مارس ٢٠٢٤ الساعة ٠١:٤٠ مساءً

رسالة الى الرئيس القادم 2/5

محمد حمود الفقيه
السبت ، ١٢ نوفمبر ٢٠١١ الساعة ٠٧:٤٠ مساءً
الاخ رئيس الجمهورية الموقر ...تحية من القلب طيبة مملوؤة بالامل والحب والوجدان , سيدي الرئيس , لقد كنت تعلم ما آلت اليه الاوضاع في بلادنا بسبب الحكم الفردي المتسلط , والذي راهن على فئة قليلة من الشعب اليمني , لنصرته وقت المحن والشدائد , ولم ينظر الى الشعب اليمني ككل من أقصاه الى أقصاه , ولم يعي أن مسؤوليته كرئيس للبلاد على كل شبر من ارضنا الحبيبة , فقد قام النظام الفردي البائد , قام بالعناية الفائقة والحميمة لمجموعة من المتنفذين في جوف الجسد اليمني , ونسي ان هنالك شعبا له حقوق وعليه واجبات , فعندما شجع ودعم المحسوبية الضيقة , كانت النتائج كما رأيت , انتفاضة شعبية من ألمهرة شرقاً الى الحديدة غربًا , ومن عدن جنوباً الى صعدة شمالاً , لقد اعتقد النظام السابق ان اليمنيون لايمكن ان يقوموا بثورة بتاتاً , وذلك لما كان يتلقاه من بطانته الفاسده أن امور البلاد بخير , وان الرعية لازالت في سباتها , نسي ان النايم قد يستيقض ويفيق من سباته , ولهذا فقد تفاجئ بما جرى في عموم الميادين والساحات اليمنية ..

سيدي الرئيس .. اني اوجه لك نصيحة تستفيد منها طيلة حكمك المخول لك من قبل الشعب , يجب أن تختار بطانتك من خيرة الناس الذين تتمتع ملفاتهم الوطنية بالبياض الناصع , كي يساعدوك في اداء الرسالة على أتم وجه , فالبطانة النظيفة هي التي ستقودك الى بر الأمان , انك ان اعتمدت على الفاسدين والمتنفذين , فأعلم ان امامك شعب قد تجرد من التخلف والتمزق , وتوحد على كلمة واحدة , ومطلب واحد , وهو التغيير , فلذا حذاري حذاري من تكرار ما فعله السابقون من قبلك ..

فخامة الرئيس .. ان المبررات التي كان يتذرع بها النظام الفاسد البائد , كانت لا محالة واهية , فقد كان يتحجج بالوحدة وما ادراك ما الوحدة , ولو كان كما يقول , أنه هو من وحد البلاد والعباد , لكان قدم الغالي والنفيس لاجل الحفاظ عليها , لكن سرعان ما طلب منه أن يغادر حفاظا على الوحدة اليمنية المباركة , واذا به يتلكئ وينظر الى المغنم الذي غنمه من الوحدة اليمنية , قبل ان ينظر الى المصلحة الوطنية الكبرى , فوجدنا من كلامه أنه كما قال تعالى في كتابه الكريم : (( كباسط كفيه الى الماء ليبلغ فاه وما هو بالغه )) صدق الله تالعظيم ..فكانت خطاباته كلها محاولة تخدير للمشاعر , وكان كلامه خاويا من المعاني والدلالات المعتبرة , فيا لله كم خطب , ويا لله كم زجر , ولم تحقق عباراته قرباناً عند شعبه المظلوم , ولذلك سيدي الرئيس ’ اني لك ناصح أن لا تتكلم بما لاتفعل , فهذه من صفات المنافقين , ان كل حرف يخرج من شفتيك , اعلم انه محسوب ومنظور له ونتائجه , فخير الكلام ما قل ودل , فالعمل العمل خير من الابواق الرنانة , وانك ان عملت على رصف الشوارع والطرقات مثلاًً ..خير لك من رصف الطوابير ...

سيدي .. العالم تغير بتغير التقدم والتطور , فما من خطوة تخطوها الا وعلمنا بها وعرفناها في حينها ووقتها , نستطيع بذلك الحكم عليك , سيدي .. انك ان تنزل الى الساحات العامة , ومجالس الفقراء , خيرٌ لك من أن تترفع على المنبر لالقاء الخطب والمواعيظ , فكلما انخفظ جناحك نحونا , زادك اله رفعة ومكانة , سيدي . انك ان زرت مريضاً الى المستشفى , خيرٌ لك من ان ياتي اليك المريض بنفسة , يجب عليك اذاً أن تشارك الفقير في فقره , والمريض في مرضه , والمحروم من حرمانه , والمقطوع من قطيعته , لا تتجاهل احدا , ولا تعمد على تهميش احداً , فنحن وإياك سواسية , لافرق بينا الا بالتقوى , ولا فرق بينا الا اننا أمناك على حقنا , وعاهدناك على دربناء , وبايعناك على السمع والطاعة اذا ما أطعتنا واستمعت اليناء , فكن لنا خير ممثل , وكن لنا خير سيد وزعيم ...