السبت ، ٢٠ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٩:٥٧ صباحاً

من مبارك رضوان للسيد الرئيس (هذا من فضل الفساد)

د. أحمد عبيد بن دغر
الخميس ، ٠١ يناير ١٩٧٠ الساعة ٠٣:٠٠ صباحاً
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته سيادة رئيس الدولة المفدى
وكما يقال وفي الليلة الظلماء يفتقد البدر ، وفي الأوقات العصيبة تتماسك المجتمعات
المتحضرة ، لكن في مثل مجتمعاتنا وللأسف الشديد تكبر الهموم لتصبح بحجم الوطن ، وتضيع
معالم الحقيقة بين أصحابها وبين من يحاول التغطية عليها بالموارية والخداع .
إني اشعر وغالبية الشعب بالألم يعتصر قلوبنا ، وخيبة الأمل الكبيرة من العجز المعيب
للقيادة والحكومة الفاشلة بما افقدتناه إياه من أمل في الإصلاح ومكافحة الفساد الإجرامي
الطاغوتي الفاشي الذي يجتاح هذا الوطن العظيم . لكن هل هذا يعني أن كل شيء قد انتهى
وانه يجب علينا أن نستسلم لقدر يصوغه لنا الفاسدون المجرمون بنفوذهم ووفقا لرغباتهم
ومصالحهم ، لا وألف لا .. فالشعوب لايهزمها أفراد مهما كان نفوذهم وسلطانهم فهكذا يقول
التاريخ ......... وبعد
سيدي الرئيس : هنالك مقولة تقول ( إن الفساد هو العدو ، وان الفاسدون هم أول واخطر
الأعداء على الوطن والامه والعروبة والإسلام ) فلتتعامل معهم سيدي الرئيس كأخطر الأعداء
.
فلا تقدم ، ولا تطور ، ولا تحديث ، ولا تنمية ، في ظل الفساد ياسيادة الرئيس
سيدي الرئيس : لن آتي بجديد إذا قلت لك بان الآفة الكبرى في بلدي اليمن هي الفساد ، لكن
رجاء الشعب كله ياسيادة الرئيس معلق عليكم الأمل في القضاء على هذه الآفة وهذا السرطان
اللعين الذي بدء ينتشر ويزحف وبقوة إلى كل مفصل من مفاصل الدولة .
إن الفساد ياسيدي الرئيس هو الذي حول الفكر الثقافي في بلادنا إلى جثه شبه هامدة ، وفرض
على المثقفين والمفكرين حلان أحلاهما مر ، فإما أن ينضموا للمطبلين والمنافقين
والدجالين ، وإما أن يعيشوا حالة من الانعزالية والانطوائية عن مجتمعهم ، وهم إلى ذالك
مترقبون للجنون بين لحظة وأخرى ، لعدم استطاعة عقولهم على رجاحتها استيعاب تناقضات
الواقع .
الفساد ياسيدي الرئيس هو الذي نسف ولا يزال ينسف كل جسور الثقة التي يمكن أن يتم بنائها
بين الحاكم والمحكوم ، وهو الذي يجهد لانتزاع أي خطوة تتخذها القيادة والحكومة تجاه
المواطن من أثرها الايجابي ، إما بتعطيلها أو بتكبيلها بالتعليمات التنفيذية الكثيرة ،
أو بالعمل ضدها نهارا جهارا ، بدون خوف من عقاب أو مسائلة ضاربين كل القوانين الرادعة
عرض الحائط . وكمثال بسيط على هذا ياسيادة الرئيس فساد أولئك المسئولين المتنفذين
بالتحالف مع التجار ( الحيتان الكبار) الانتهازيين دائما ما يحول أي رفع للرواتب إلى
نقمة فإذا ارتفعت الرواتب بنسبة 10% مثلا فان الأسعار تتضاعف و ترتفع بعدها مباشرة
وتزيد إلى 50% .
إن الفساد وما أدراك ما الفساد هو الذي جعل سيرة بلادنا اليمن في الخارج مجرد ( علكة )
في فم اللي يسوى واللي ما يسواش ، فقلل من مكانتها ، وطعن في قدرها ، من دون أن يجد ابن
الوطن هناك ما يدافع به فيما يخص تهمة الفساد الدامغة واللاصقة به والتي باتت لعنة
تلاحقه أينما حل وأينما وجد .
سيدي الرئيس : إن الفساد هو نفسه من اختصر الدين في شخصيات وصولية ، وفتاوى تلفيقية ،
فقطع أي تأثير للعلماء على الناس ، وصار الشك هو الأساس في كل ما يقوله أي عالم وهو
الذي أوصل شبابنا إلى هذا الحال من الانهيار وجعل مستقبلهم على كف عفريت .
إن الفساد ياسيدي الرئيس هو الذي قدم ثلة من الحثالة ليكونوا في مواقع المسئولية ، وآخر
المؤهلين النزيهين إلى الصف الثالث أو الرابع أو الخامس أو العاشر ، والأمثلة كثيرة على
هذا سيادة الرئيس .
إن الفساد يا سيدي الرئيس هو الذي نشر ولا يزال ينشر الانحلال في المجتمع ، فهو المسئول
الأكبر عن تفشي ظاهرة السرقة والرشوة والبطالة والفقر، وتدني الأخلاقيات وتأخر سن
الزواج ، وزيادة نسبة العنوسة ، وتفشي الدعارة وبشكل مخيف ، والمتاجرة باللحم الأبيض ،
ناهيك عن إنشاء الثقافة المنحطة على شكل أمثال كثيرة منها على سبيل المثال لا الحصر (
معك قرش تسوى قرش ) ( العلم ما تأكل عيش ) ( خلي الشهادة تنفعك ) والى ما هنالك من
أمثال منحطة
إن السبب الرئيسي ياسيادة الرئيس في انحدار المستوى التعليمي في بلادنا سواء في المدارس
أو الجامعات هو الفساد فهو الذي حول رسالة التدريس السامية إلى مهنة هم الأغلبية ممن
يؤديها رفع العتب عن نفسه ، وقبض راتبه أواخر الشهر .
سيدي الرئيس إن هذا الطاعون الملتصق بوطننا العظيم هو الذي جعل رجال الأعمال
والمستثمرون سواء اليمنيين أو الأجانب يفكرون ألف مره قبل أن يباشروا بعمل أي مشروع
داخل البلد وهو الذي جعلهم يعزفون عن الاستثمار وبذالك يكون قد حرم الدولة بالكثير من
المشاريع التي كانت ستنفذ وتعود بالخير الكثير لبلدنا .
الفساد ياسيادة الرئيس هو الذي يسخر من الحكومة ومن الدولة والقيادة السياسية وهيبتها
قولا وفعلا ، عن ما يبدي عجزها عن محاربته وإيقافه ، مما جعل المواطن يتقن أن محاربة
الفساد لن تأتي إلا بمزيد من الفساد ، فصار يستعيذ بالله من محاربة الفساد !!
إن الفساد يا سيادة الرئيس هو الذي ....... وهو الذي ........ وهو الذي ..........
باختصار يا سيدي الرئيس الفساد هو الذي اغتصب منا " حياتنا الكريمة " وكل شيء جميل في
هذا الوطن الغالي الذي كان يطلق علية ذات يوم بيمن الحكمة والإيمان .
أخيرا وليس آخر سيادة الرئيس
إني على يقين وأقولها لأني احبك وأحب بلدي كما احبك أكثر من تلك الشرذمة الفاسدة التي
تحيط بك . نحن يا سيادة الرئيس نشعر بالظلم فهل أنت مرتاح لسماع أنين الشعب ؟ بالله
عليك اخبرني ياسيادة الرئيس هل أنت مرتاح لسماع أنين الشعب ؟؟
اعرف انك ياسيادة الرئيس تريد الإصلاح والنهوض ببلدنا وبلدك اليمن ، لكن مانراه ياسيدي
الرئيس هو نهوض ثروات من حولكم من الفاسدين .
فإليك أيها الرئيس الموقر يا من لاتدع فرصة إلا وأبديت فيها اهتمامك بالمواطن وشؤونه .
ارفع إليك هذه الرسالة ، وأنت اعلم مني بان الفساد هو المعضلة التي حللتموها فقد حللتم
مشكلات المواطن وهمومه فان لم تصل إليك رسالتي هذه مباشرة فلا اشك من أنها ستصل إليك من
خلال الشرفاء والأحرار في هذا البلد العظيم ، وهم غير قليل في بلدي ، وان لم يحصل فلا
حول ولاقوه إلا بالله العلي العظيم .. والله المستعان

التوقيع
مبارك رضوان