الاربعاء ، ٢٤ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠١:٥٢ مساءً

اتفاق الحوثي والإصلاح

احلام القصاب
الاربعاء ، ٠٣ ديسمبر ٢٠١٤ الساعة ١٢:٤٠ مساءً
سياسة الاستدراج التي يمارسها البعض في محاولة للتخلص من بعض الاطراف التي اثبتت فشلها سابقاً بعد استدراج الحوثة والدفع بهم للاستيلاء على صنعاء والتمدد في المحافظات لم ولن تكون الاخيرة والركون على التنسيق مع بعض الاطراف الدولية لن تكون اكثر من محاولة لتنفيذ مشروع هذه الاطراف على حساب اليمن ولن تحمي احد مثلما يتصور البعض (فالركون على الدعم الامريكي كمن يركن على عشاء خالته) ..

لن تتوقف محاولة البعض عن خلق الظروف لإحداث صراع بين بعض الاطراف السياسية استدراكاً للمحاولة الفاشلة لجر هذه الاطراف له في 21 سبتمبر للإجهاز عليها او على اقل تقدير فرض عقوبات على بعض الاطراف كمعرقلي لمبادرة انتقال السلطة الخليجية بعد فشل استدراجها في سبتمبر الماضي وتحييدها عن الحركة والتأثير في المشهد السياسي ومحاولة استفزاز الاصلاح بمحاولة مصادرة اموال وشركات حميد الاحمر او توجيه الاساءة لصادق الاحمر لدفعهم للمواجهة ايضا لم تفلح (مع علم الجميع موقف حميد الاحمر من الحروب الستة التي شُنت ضد الحوثة وكذلك صادق الاحمر الذي لا يوجد أي خلافات بينه وبين الحوثة) لا يمكن الا أن تكون في نفس الاتجاه الذي يحاول فيه البعض الدفع للمواجهة بين الاصلاح والحوثة ..

يعلم الحوثة مدى الغضب الشعبي لمحاولتهم فرض سياسة الامر الواقع والتوسع في المناطق والمدن ارتكازاً على القوة التي يظنون أن الجميع عاجز عن التعامل معهم وردعهم بل يجب عليهم أن لا يندفعوا كثيراً في الاتجاه الذي يحقق لمن يسعى لإسقاط الاطراف السياسية الفاعلة على الارض ليبقى الجميع خارج المعادلة السياسية لليمن الجديد او محدود التأثير ..

قد يختلف الكثير مع الخطوة التي اقدم عليها التجمع اليمني للإصلاح في محاولة الاتفاق والتنسيق مع الحوثة الا أن هذه الخطوة رغم صعوبة هضمها من قبل البعض بعد الحروب التي شنتها مليشيات الحوثي والدماء التي سفكت والانتهاكات التي اُرتكبت الا أنه يعد مؤشر ايجابي على مدى إدراك الاصلاح وربما الحوثة للمخطط الذي يرسم لهما في هذه المرحلة وخاصة بعد وضع الرئيس السابق كأحد معرقلي المبادرة الخليجية لانتقال السلطة وبعض الاطراف في الحركة الحوثية ونجا الاصلاح من الزج به في معركة اسقاط صنعاء او تصنيفه كأحد معرقلي المبادرة الخليجية لانتقال السلطة إن لم ينهكما الصراع الذي كان يراد له وللحوثة خوضه ..

على الاصلاح والحركة الحوثية العمل والتنسيق على تنفيذ كل الاتفاقات التي اجمعت كل القوى السياسية ووقعت عليها وعدم التغرير بهما لخوض أي صراع من أي نوع كان في هذه المرحلة (الحاسمة) وحتى لا يتفرد طرف ما لفرض رؤاه ومشروعه الخاص في اليمن وكأن اليمن ملكية خاصة ..
فالرئيس السابق تم تحييده تماماً إن لم نقل تم تشويه تاريخه السياسي بفرض عقوبات عليه من قبل مجلس الامن الدولي بعد وضعه كأحد معرقلي مبادرة انتقال السلطة والحوثة تم تصنيفهم كذلك الا أن المخطط استثنى زعيم الحركة في هذه المرحلة حتى اشعار آخر مع تصورنا أن فرض العقوبات كانت ستأتي اكلها وستجنب اليمن الكثير من الكوارث التي حدثت خلال السنوات القليلة الماضية في حال تم فرضها منذ بداية الاغتيالات واستهداف الكهرباء وانابيب النفط وتهجير المواطنين وقتلهم وحصار صنعاء إلا أن فرضها الأن بعد كل هذا الخراب والدماء وسقوط صنعاء والمدن الاخرى لا يعدو كونه تصفية حسابات بين بعض الاطراف السياسية ..

لا يمكن الوثوق بالطرح القائل أن امريكا تدعم الحوثة الا في اطار الدور المطلوب منهم لعبه مرحلياً فالكثير من الاطراف استخدمت (وتستخدم ) الحوثة لتنفيذ ما يخدم اهدافها في الوقت الذي يتم تهيئة الارضية والاسباب التي ستستخدم لاحقاً للانقضاض عليهم فالجميع سيسعى لتسوية اوضاعه مع الداخل والخارج على اساس قدرته على ازالة الخطر الذي يمثله الحوثة من اجل الحصول على الدعم اللازم اما لتخليص نفسه من الورطة التي اوقع نفسه فيه او بغرض الثأر الذي تم ايجاد مبرراته المفتعلة او بغرض انهاك أي قوى قد تشكل عائق امام بسط سيطرة وإرادة طرف ما على المشهد السياسي في اليمن ..

لهذا من الحكمة أن يتم اتباع طرق اخرى في التعامل بين الاطراف السياسية غير التي يراد للإصلاح والحوثة اتباعها بغرض اضعافهما و الاجهاز عليهما لتمرير سياسات تخدم طرف او اطراف لا ترغب أن يشاركها احد في إدارة شؤون البلاد وفق شراكة سياسية حقيقية وحتى لا يتفرد طرف في المرحلة القادمة في حكم اليمن بعد تهيئة الظروف لذلك (مع صعوبته واستحالته) ما يجعل لمثل هذه المحاولات حد . حفظ الله اليمن