الخميس ، ٢٨ مارس ٢٠٢٤ الساعة ٠٢:٥٩ مساءً

المناطق الوسطى خارج اهتمام الدولة !!

شجاع سيدم
الاربعاء ، ٠٣ ديسمبر ٢٠١٤ الساعة ٠٣:٤٧ مساءً
منذ اكثر من ستة عقود هي عمر ثورة 26 سبتمبر والى الآن ، ولم تحظَ
المناطق الوسطى بأي اهتمام حكومي سوى في توجيه الحرب عليها في السبعينيات من القرن الماضي .

ويمكننا القول لم يكن هناك اهتمام بانشاء مشاريع في تلك المناطق عدا اهتمام خاطف ببعض المشاريع خلال الفترة القصيرة لحكم الشهيد ابراهيم وبعدها طواها النسيان ،برغم انه خلال فترة حكم الحمدي تم اعتماد وحدات مجنزرة مخصصة للمنطقة لشق الطرق واصلاح الطرق الجاهزة الا انها تفرقت في ما بعد لنافذي المؤتمر وبعض مشايخ المنطقة.

وأيضا كان هناك آبار حكومية لتغذية قرى المنطقة بالمياة الا ان لصوص المنطقة نهبوا مخصاصاتها وذلك بمباركة الحزب الحاكم آنذاك وظلت المنطقة ترزح في ظلام دامس مع عدم اي وجود أي خدمات كهربائية وغياب كلي لشق وتعبيد واصلاح الطرق وانعدام كامل لمشاريع المياه .. حيث اعتمد المواطن على الحمير والحمير فقط لنقل المياه من منابعها الى بيوتهم مع تعرض الكثير من تلك المنابع للتلوث والنضوب الكلي خلال السنوات العشر الاخيرة وانا شخصيا خلال مشاهداتي الاخيرة وفي قريتنا فقط نضبت اكثر من عشرة عيون كانت تغذي القرية وتدر ارباح على بعض الاسر بسبب استفادتهم منها لقرب مزارعهم منها ويرجع سبب ذلك الى كثرة الحفر العشوائي للابار وايضا وضع سد في منطقة صخرية ادى الى حجز المياة نهائيا عن المناطق التي في الاسفل وتبخرها الى السماء دون ان يستفيد منها احد وهذا بسبب جهل وغباء المهندسين الإنشائيين الذين اشرفوا على إنشاء تلك السدود .

وقصة المياة في المنطقة قصة ذات شجون حيث ان المعاناة لا وصف لها بسبب ما قد يترتب على بعد اماكن جلب المياة من مخاطر على الاطفال والنساء الذين يتحملون عبئ ذلك فقد يتأخرون الى ساعات متاخرة من الليل وايضا احينا يتجهون الى تلك المنابع والابار بعد منتصف الليل او قبيل الفجر ايام البرد الشديد وايضا تعرضهم لبعض الحيونات المفترسة .

اما الكهرباء فلها شجونها هي الاخرى ولا زال الناس في تلك لمناطق يعتمدون على طرق الاضاءة البدائية من "طرمبة او المسرجة والنوارة" وذلك بسبب عدم فتح التيار الكهربائي سوى دقائق معدودة في كل مرة تاتي اليهم ومن ثم تنقطع لساعات .

ومن خلال زياتي الاخيرة للمنطقة لاحظت ذلك وعرفت حجم المعاناة التي يعاني الناس منها بالاضافة الى ضعف التار الكهربائي ..

أين المجالس المحلية التي لم تهتم الا باستلام مخصصاتها واين مسؤولو الكهرباء والمياه والطرقات في المنطقة اليس فيهم رجل رشيد يلتفت ويهتم بمعاناة المواطنين.

اليس فيهم من يخاف من المال الحرام وما يترتب على ذلك .