السبت ، ٢٠ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٦:٣٥ مساءً

الثورة مقبرة المؤامرات

علي السورقي
الجمعة ، ١١ نوفمبر ٢٠١١ الساعة ٠٨:٤٠ مساءً
منذُ إنطـلاقة المارد الثوري الشبابي في وطننـا اليمني الحبيب في 3 فبـراير 2011م
آذن الوطن بمرحلة جديدة في التغييــر فحج الشباب بتركيبة النوعي والمواطن بتصنيفـه
العمـري وأتـوا رجـالاً وعلى كل الميادين والساحات يأتون من كل بيت ثـائـر ..!!

فكان للحضور طيف جماهيري وشعبي منقطع النظيـر وللفعل حس وطني وسلوك حضاري
عكس الوعي الثقافي والتعامل الإنساني لابناء اليمن السعيد مهد العروبة ومحراب الإسلام
تعالت الصحيات الجماهيريـة مطالبة بالتغييـر السلمي وتجسد المسيرات الحضارية الـراقيـة
بصـدور عارية وشعارات وطنيـة تطالب بالحريـة والتغييـر كاهدف ثوري وإستحقاق وطني مقدس
تمثل بإسقاط النظام ورحيل رأس هرمه السياسي وهاماناته التقليدية وأزلامه الكافورية بإعتباره
صاحب اكبر منجر تدميـري في عملية إنتـاج العصـابات السياسية من هواميـر الفسـاد والإفساد
دوت صيحات الشعب الثائـر وحاول النظام أن يضع إصابعه في فمـه كي يلوذ وهنــاً بالصمود إلا
أن الواقع بفعله الجماهيري وغضبه الثوري لن يسعفه لألتقـاط أنفاسة الأمارة تخبط زيف وخنوع
تساقط أورقـة البشرية وخبت صحفه الصفراء وتـرنح إعلامه البغبغــائي دارت عليـه الدوائـر وكاد
أن يقع بين سندان الوطن ومطـرقة الثـورة لا مفــر .. وبينمـا ؟؟

هو في لحظة إحتضــاره الأخيـر الذليل جــاءه الفـرج على طبق من مشتـرك شـر غاسق وقـب
فكانت تلك التصـريحات الغيـر حصيفة لبعض قادة المعـارضة والتي إتسمت بالغبـاء السيـاسي
هى القشة التي قسمت ظهـر الثورة الشبابية محدث فيه جرح حزبـي سخيف وعملت حينـــاً
على تعثــر المسار الثوري بين تضاريس التصـريحات الهـوجاء والتي أستغلها النظام منتفســاً
الصعـداء فكانت له فرصة ثمينة عقيمـة إستغلها لدغدغة المشاعر لدى العامة من البسطـاء
من الناس والذي يمارس معهم هذه اللُعبة القذرة طوال فترة حكمـة في 33 العجـاف والتي لم
تثمــر ولن تعطـي من خيـر سوى الفقـر وإنتاج المفسدين وثقافة التمـايز بين إبناء الوطن على
حساب المواطنة والهويـة .. وهنا تأبط النظام شـراً ساعدته على ذلك بغبـاء المعارضة الحمقـاء
فعمل على تعميق الخلاف وحشد البعض من الموالات والمتنفذين والمعاقين فكرياً زأجتمـاعيـاً
وتحويل الحدث الثوري الجماهيري إلى صراع حـزبي سياسي إستطاع أن ينفذ بجلده الكرتوني
ولو مؤقتاً فتـارة يتمحور في كيفية الخـلاص واخـرى يستول الحوار مدركاً أن لعاب المعارضة حقـاً
يسيل صديد على المناصب الوزارية والسلطة العنكبوتية كيف لا وهم من إنتاجه إلا من رحم ربي
وحنكته المبادئ ورضع الحرية والكرامة عقيق وطن ..!!
هنا فقط سعى النظام متقلاً بالزخم الثوري الملتف حول عنقه على أقلمة الحدث فكانت لعنـة
الصـراع الثنائي والتي نتج عنها بئساً التدخل الأقليمي ممثل بالمؤامـرة الخليجية سيئت الصيت
التي تجاوزت إهداف الثورة عن قصد وحق الشعب في الحرية التغييـر مع سبق الإصرار والتعدي
إذاً ما يأخذ على المعارضة ممثلة بالمشترك أنها ربما بغبـاء سارعت إلى الجلوس على مائــدة اللئام
وشـرعت في البصم على المؤامرة الخليجية دون أن تتعمق في القـرأة الداخلية والخارجية لمظمونها
الحقيقي والذي يحمل في باطنه وظاهرة تغليب المصالح الأقليمية والدولية
على مصالح الوطن اليمني وليس ادل من ذلك الاجماع الخارجي بكل مسمياته على المــؤامرة
والتي اوجدت للنظام فرصة لم يكن يحلم بها على الإطلاق . وهنا يمكننـا القول والتأكيد بـأن مصلحة
الوطن فوق مصالح الأشخاص الذاتية والحزبية وكفي لعب على أوتـار الوطنية والتلاعب
بعقول الناس فلقد شبت عن الطوق أرضي يا مـروغها فنظر لدجلك كُهـان وغـلامان فلسنا بحاجة
إلى تصريحات رنانة من سين هنا وصاد هناك فهدف الثورة هو التغييـر الجذري للنظام وليس خروج
علي صالح من حياة اليمنيين كفرد بل كنظام فاسد أنتج الفساد .. ولكي لا يساء الفهــم
هنا فأن القصد بالنظام هواميره وهاماناته المتنفذة بل أن هناك من القيادات الوسطية والحـزبية
في النظام من الشرفاء الكثير إن لم يكونوا الغالبية من يتوقوا إلى التغييـر والحداثة سوء ممـن
أنظموا إلى الثورة أو من يزالون في صف النظام بئساً لمن يحلولون الإيهام بثقافة الإجتثـاث فتلك ثقافة
شاذه عن مجتمعنـا اليمني وقيمه العروبية الأصيلة التي تقوم على الشراكة الوطنية مع كل الشرفاء
والأحـرار من أبنا الوطن المنتجين للخيـر تبـاً لكل صوت نشـاز ينمنـم بعقوبات إقتصادية على الوطن
أو يسعى بين التامـرك والنـاتو مهــرولا في تسول التدخل الخارجي والوصول إلى المنـاصب على
وقع الهمــر وعـزف االمارنــز على طريقة الكـرزايات وثقافـة احفاد ابو لؤلؤة الخميني وثـوار النـاتو نخن
يمــانيون فليعلم الجميع أن المبادرة الخليجية صناعة أمريكية بالتوافق والتقاسم والمحاصصة
وبقاء الأطراف في حالة تأزم وفترات إنتقالية وهمية تغذي
الصراع وتتوارى المد الثوري فرفقـاً المعارضة بأنفسكم التواقة للسلطة فتجربة المجرب خطاء والتجربة بالفاسدين
خطاء مرتين !! فالتأريخ لا يـرحم وعلى رسلك بن عمـــر أيها الموت القادم من الغرب فاليمن عبر التأريخ
عُـرفت بمقبرة الغـزات وها هنـا ثورة شباب يماني لا يداني الردى

ولا يساوم على المبادئ والأهداف التي من اجلها قدم التضحيات الجسام وروى الأرض بدمــاء
الشباب الحر النقي والـزكي من أجل التغييـر والمدنية وإقتلاع كل مواطن الفساد والتخلف والعسكرة والشمولية
المتردية ... أنها الثــورة اليمانية الشبابية السلمية مقبـرة المـؤامرات والتصحرة الثورية التي تتحطم عليها روؤس
التـأمر وثعالب المكـر والخيانة الوطنية .. ثـورة تغييـر
مدنية وعلى كل من شاخ فكـره عن الأنتـاج وعقم فعله السياسي أن يلزم منزله مواطناً فالثورة
منطلق التغييـر والشباب بديل ثوري لتوأمي الصـراع