الثلاثاء ، ١٦ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٩:١٤ صباحاً

حكاية عمارة

عباس القاضي
الأحد ، ٠٧ ديسمبر ٢٠١٤ الساعة ١٢:٠٠ مساءً
عمارة جديدة مكونة من ستة عشر شقة في أحد شوارع صنعاء ،،، استأجرها مجموعة ،،، كلهم تزوجوا بالثانية بعضهم بتنسيق وبعضهم بدون .

علمت الزوجات الأول ،،، فقدن مظاهرة إلى العمارة الشؤم في نظرهن ،،، اكتشفن أن غرف النوم كلهن اما جنوبية او جنوبية غربية ،،، صحن كلهن بصوت واحد ،،، هااااه والدفا ؟؟ ،
سلم الله أنهم كانوا غير موجودين في تلك اللحظة ،،، والاصوات القادمة من بعيد للنساء المنكوبات ولسمنتهن الزائدة ،،، خافت النساء الجديدات ،،، كونهن صغيرات السن نحيفات البدن ،،، رشيقات القد ،،، اغلقن على انفسهن الأبواب بالمفاتيح ،،، وظللن مرتجفات ،،، مرعوبات من تلك السمينة ،،، أم البنات ،،، لا تدعم الباب ،،، فتفتتح الأبواب كلها ،،، القديمات متجمعات ،،، والأخيرات متفرقات .
تجمع الناس ليشاهدوا الموقف ،،، وكلما ازدحموا ،،، علا أصوات التحدي ،،، وارتفع سقف الإنتقام .

الوقت يمضي ،،، وطلاب المدارس في خروجهم ،،، فبدأت بعضهن يتململن من البقاء ،،، الجهال بلا غداء والأولاد عاد يعودوا ما با حدو في البيت ،،، قالت إحدى الزوجات المرتبعة طولا وعرضا ،
قالت الطويلة النحيفة ،،، ونقابها ينتفخ ويعود : داري إن حد بلغهم إننا ها هنا ومش رايحين يجيئوا ،،، بإشارة إلى اليأس وتجسيد إلى رأي العودة ،،،، أما تلك السمينة القصيرة فقد اتخذت من إحدى زوايا بيت الدرج مكانا لتبكي ،،، وعندما تحلقن حولها ،،، قالت : اشتي أشوف من هذه التي تبيت تلاعب زوجي ويلاعبها ،،،، وأني على فراش الحرمان أصطلي ؟،،، وأردفت بصوت جاد : أكيد ،،، أنها رشيقة وزغنونة ،،، هو السبب كنت كذا ،،، لكن الله يسامحه هو الذي أكلني محلول عنبر وسمنت ،،،واجهشت بالبكاء من جديد ،،، وتعالت الأصوات بكاء ونحببا ،،، وهن يقلن : الله واكبر عليك يالعتبر .

سكوت ،،، سكوت ،،، قالت المرأة السمينة الطويلة ،،، لابد أن نتخذ خطوة أولية ،،، ثم نمضي لنعاود التجمع صباح كل خميس ،،، ثم التفتت للمرأة القصيرة النحيفة التي كانت ماتزال تبكي وتدعي على العنبر رغم نحافتها ،،، قالت لها : اذهبي وهات ورقة مقوى وقلم عريض ،،،، ذهبت المرأة القصيرة ،،، دون أن تسأل لماذا ،،، وعادت بها ،،، ثم قالت صاحبة الصوت الأعلى : من هي صاحبة خط جميل ؟ رفعت إحداهن وهي تشمر ساعدها : إني مديرة أنشطة بإحدى المدارس ،،، ثم اردفت : الكلب ابن الكلب عاده ماغلفش سنة من حين تزوجني ،،،، فالت لها : اكتبي ،،، اكتبي ،،، اكتبي عندك : عمارة الخونة
وقبل الخروج من العمارة ،،، وضعن اللافتة في جدار المدخل.