الجمعة ، ٢٩ مارس ٢٠٢٤ الساعة ٠٩:٠٠ صباحاً

«الإعلام الاقتصادي» يدافع عن قيم المهنة

عارف أبو حاتم
الثلاثاء ، ٠٩ ديسمبر ٢٠١٤ الساعة ١٢:٣٠ مساءً
في خضم التسابق المحموم بين مراكز القوى على استقطاب الصحافيين وتحويلهم من قادة رأي عام إلى مسوّقين لسياسات وقناعات الداعمين والمموّلين؛ تبرز مسألة «الحيادية في الإعلام» هي واحدة من أهم القضايا التي يجب التركيز والاشتغال عليها حتى لا تفقد الصحافة قيمتها وتحرق مكانتها.
فالصحافي حين يلغي ذاته ويفقد الإحساس بقيمة مهنته ويتحوّل إلى مدافع ومنافح عن أحد بعينه؛ يكون قد وضع نفسه طرفاً في الصراع وعليه أن يتحمّل تبعات ذلك.

وفي هذا السياق يتقدّم مركز الدراسات والإعلام الاقتصادي كمدافع عن شرف المهنة ومتمسّك بعروة القيم، ويسعى إلى إعادة الثقة بين الصحافي ومهنته، ويشتغل على توليد القناعات لدى الصحافيين بأنهم أكبر قيمةً وأسمى مكانةً من كل الجهات التي تمتلك أو تموّل وسائل الإعلام التي يعملون فيها.

وبالتعاون مع بعثة الاتحاد الأوروبي؛ نظّم المركز دورة “الحياد في الصحافة اليمنية” بصنعاء يومي 6 – 7 ديسمبر الجاري، وتولّيت مهمة التدريب فيها ليومين متتالين عشتها بمعيّة 25 مشاركاً ومشاركةً هم من أجمل وأنبل شباب الصحافة اليمنية، وأكثرهم حماساً وحيوية.
ونحن الصحافيين عموماً بحاجة إلى التركيز على أدق التفاصيل المعنية بالحياد الإعلامي ومعرفة مستويات أدائنا المهني، إذ عادةً ما نركّز على أن الحياد هو الفصل بين الرأي والخبر، ونتجاهل النقاط الأكثر أهمية مثل تقبُّل الهدايا والهبات والدعم، وهي واحدة من أخطر المنافذ التي يلج منها ماسخو القيم الصحفية، فضلاً عن ضرورة الفصل بين الحياد والموضوعية، فالحياد أن تقف على مسافة متساوية من كل الأطراف، أما الموضوعية فمسألة نسبية وفيها اختلافات جوهرية عديدة.

فالمدرسة الصحفية الأمريكية ترى أن الموضوعية ليست ضرورية، والصحافي يحمل قيماً وآراء وأفكاراً ومعتقدات ولا يستطيع الفكاك منها ولابد أن تنعكس في مقالته، ويقابل ذلك رأي آخر يقوده الصحافي الشهير “ليونارد داوني” رئيس تحرير الـ“واشنطن بوست” ويرى أن الموضوعية مسألة من صميم العمل الصحفي، ووصل به الحال إلى عدم تسجيل اسمه في كشوفات الانتخابات حتى لا يدلي بصوته لأحد؛ لأنه صحافي ولن يميل إلى طرف دون آخر..!!.

وغير ذلك هناك لا حياد في العنوان والمضمون والصورة ونوع الخط وحجمه، وفي عبارات التهويل والتهوين والترهيب، والميل إلى تصديق مصادر الأخبار التي تحمل نفس وجهة نظر الصحافي، وفي اختيار الكتّاب والمشاركين والمعلّقين على الأحداث.

"الجمهةرية نت "