الاربعاء ، ٢٤ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٢:٢٨ صباحاً

المولد و الكريسمس

طارق عثمان
الاثنين ، ٢٩ ديسمبر ٢٠١٤ الساعة ٠٨:٤٢ مساءً


يا إلهي كم يحب هؤلاء المسيحيون نبيهم !!!
انظروا كيف يحتفلون بمولده كل عام و يعلقون الزينات و يتفننوا في تزيين شجرة عيد الميلاد كما يقومون بإطلاق الألعاب النارية و إنارة الشوارع و شرفات المنازل والأبراج العملاقة و ينفقون مليارات لأجل العيد ( المجيد ) .

لا ينسى محبو النبي أيضا أن يظهروا فرحتهم بمولده المجيد بشرب الخمر و إحياء الليالي الحمراء و اقتراف كل المنكرات التي نهى عنها ابن مريم ...
عيسى عليه السلام لم يولد أساسا في الشتاء بل في الصيف في موسم التمر ( وهزي إليك بجذع النخلة ) لكن لا مشكلة !!
المهم هو العيد و إظهار حب الرسول حتى لو كان الاحتفال بدعة أدخلها الرومان حين اعتنقوا المسيحية بعد قرون من موت المسيح و جعلوا الموعد هو رأس السنة الرومانية و لكن أضفوا عليها بعدا دينيا بجعلها مولدا مجيدا ثم جاءت شركة كوكا كولا واخترعت بابا نويل أو سانتا كلوز الذي كان شخصية إعلانية للترويج لتناول المشروب الغازي حتى في أيام الشتاء و ألبسوه الأحمر و الأبيض شعار الشركة .

يفعل من يدعي حب سيد البرية محمد صلى الله عليه و سلم في اليمن الشيء ذاته لكن على الطريقة الإسلامية فيعلقون الزينات و الخرق الخضراء التي لو كسي بها فقراء اليمن لكفتهم ثم لا ينسون شتم وطعن ومعاقبة من لم يحتفل برسول ( الرحمة ) و يتهمونه بعدم حبه و أنه مبغض له صلى عليه الله و سلم ..
يحتفل المسيحيون بمولد رسولهم بإتيان كل ما يتناقض مع رسالته و يفعل بعض من يريدنا أن نحتفل بمولد المصطفى محمد بنفس الطريقة .

محمد يا قوم لم يبعث مفخخا ولا ناهبا و لا مقتحما و لا منتقما بل متمما للأخلاق و القيم داعيا للحرية و العدل و المساواة بين البشر بعث رحمة للعالمين فكيف أصدق أن من يرتكب كل الجرائم المخالفة لدينه حتى تلك التي كانت مستهجنة قبل بعثته أنه يحبه أكثر ممن يلتزم بأخلاقه دون خرق و قطع قماش ...
مثلما لم يعرف المسيحيون عيد المولد إلا بعد قرون لم يعرف المسلمون المولد النبوي إلا بعد 361 سنة من هجرته صلى الله عليه و سلم ومن قوم شكك الناس بادعائهم الانتساب للرسول فسموا أنفسهم فاطميين لتأكيد الانتساب ثم أقاموا المولد ليثبتوا للناس أن النبي خاصتهم بدليل أنهم هم من يتبنى الاحتفال به .
و لست هنا في موضع اتهام كل من يحتفل في صدق نيته بل في موضع اتهام من أفعاله تناقض جوهر و روح وتعاليم محمد في أنه يستغل المناسبة فقط للترويج لمشروعه السياسي ...

أو كما يقول الزميل فارس غازي جرمل موضحا الغاية .
((خاف العبيديون في مصر من ثورة الناس عليهم بسبب سوء حكمهم للبلاد وطريقة إدارتهم لشئون العباد فقرروا استمالة قلوب العامة بنشر الاحتفالات والموالد ولم يكن المولد النبوي إلا واحدا منها وأشهرها إذ ابتكروا فكرة الموالد الأربعة : النبوي، والعلوي، والفاطمي، والإمام الحاضر .
لذا فإن الباعث على الموالد عند البعض هو سياسي صرف إذ يراد منه تحقيق الرضا الشعبي والظهور بمظهر المحب للنبي وآله
دون أن يكون لبعض مقيميه أي قدرة على تقديم أي مظهر شرعي في هذه الاحتفالات . فالغرض هو شعبي تعبوي جماهيري يهدف إلى إرضاء العامة وتجييشهم لخدمة فكرة سياسية معينة وذلك بربط القائمين عليها بصاحب المناسبة وإظهارهم بمظهر المحب الغيور للدين ورموزه ))