إب المدينة الوادعة والمسالمة التي طالما اشتاقت أفئدة الناس للعيش والاستقرار فيها، أو لقضاء سويعات على أرضها لم تعد كذلك، الجنة التي كانت تنعم بالأمن لم تعد اليوم كذلك لقد غاب كل هذا وحل محلة القتل والعنف ولعل الذاكرة الجمعية لأبناء اب ستحتفظ وعلى المدى البعيد ان قدوم الحوثين على اب كان نذير شوم عليهم.
التفجير الانتحاري الذي حدث اليوم في قاعة المركز الثقافي وراح ضحيته اكثر من عشرين قتيلا من الابرياء جريمة بشعة ومدانة وتتحمل مسؤوليته جماعة الحوثي كونها تمثل سطلة الامر الواقع في البلاد ،وهي بحكم هذا الواقع الجديد وتصدرها للمشهد في اليمن معنية بتوفير الحماية الكافية لفعاليات الاحتفال بالمولد النبوي الذي تحول الى مأساة جماعية يعيش مرارتها اهالي واقارب الضحايا.
ينتابك كثير من القلق وانت ترى القبح يتسلل يحاول ان يبحث له عن مكان ليكون جزء من هوية هذه المدينة وشخصيتها ،لكنك ما تلبث ان تستعيد الامل بان إب قادرة على استعادة هدوئها ورونقها البهي.
اعرف براءة ابناء إب وفطرتهم النقية فلم يكن حضورهم الاحتفال اقتناعا بفكرة السيد بل ازدراء بفكرة السيد ،لأبناء إب طريقتهم الخاصة في التعامل مع الامور الرديئة قد يأخذون مال السيد لكنهم لا يبيعونه عقولهم بل يعطونه الوهم.
ان تكون ابن هذه المدينة فخسائرك كثيرة ومتعددة فليس بوسعك رؤية إب وهي تعيش شرخا روحيا مع ذاتها الجميلة بل كيف لك ان تتطلع في وجهها وهي منكسرة وحزينة دون ان تستطيع تضميد جراحها.
حسناً ها هي إب تودع هذا العام والالم يعتصر قلبها لكنكم ستذهبون بقبحكم وستبقى إب جميلة كما هي عادتها ،اما انتم فقتلة ومجرمون ومارقون من الدين فاقة بشاعتكم كل المقاييس.
