الجمعة ، ١٩ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٢:٥٨ مساءً

عاجل : إلى مروان الغفوري

د.عبد الوهاب الديلمي
الخميس ، ٠١ يناير ٢٠١٥ الساعة ٠٢:٠٠ مساءً
الأخ الأستاذ مروان الغفوري
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أما بعد:
فقد قرأت مقالك بعنوان: "ما ينبغي أن يعلمه الرسول الليلة"
والذي نقلت فيه عبارات لبعض الساخرين من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وتطرقت إلى الحديث عن مواقف له صلى الله عليه وآله وسلم بأسلوب ساخر أيضاً، كما عرجت على الحديث عما يفعله من وصفتهم بأنهم أبناؤه، ولم أجد في المقال الأسلوب الذي يجب على المسلم التعامل به مع مقام رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، والغيرة الإيمانية التي تستوجب الدفاع عن خير البريّة، وتفنيد كل باطل قِيْل في شأنه، كما هو الواجب ديناً على كل من يؤمن به، ويعرف منزلته، مع التفريق بين دعوته، ومنهجه، وأخلاقه، وعدله، ورحمته، وبين ما يُحدثه من ينتسب إليه في الدين، أو النسب، ممن حادوا عن منهجه وطريقته، وبيان أنه بريء من كل مخالفة أو انحراف، أيّاً كان مصدره.

ولكن جاء الكلام غالبه لمجرد عرض لكلام الآخرين، أو تصرفات الذين يسيئون إلى الإسلام ورسوله، وقد خرج المقال كله حتى عن أدب التخاطب مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.

وأودّ هنا من باب الحرص عليك، وحتى لا يُساء الظن بك، أن يكون لك كلام واضح، وموقف صارم في تفنيد كل باطل جاء في المقال المذكور، دفاعاً عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وذبّاً عن مقامه الرفيع، حتى لا تكون مشاركاً فيه.

وإن كان الأصل في مثل هذا الكلام أن لا ينشر، فقد يصادف نفوساً ضعيفة، فتُفتن به، فتكون أنت سبباً في فتنته، فلا تسلم من الإثم، فإنَّ نشر أيّ شبهة أو باطل إذا لم يُدفع بالحجة والبرهان، وإلا فإنها ربما تركت في نفس السامع أو القارئ أثراً سيئاً، لا يسهل بعد ذلك إزالته.
وهذا من باب الحرص عليك وعلى سمعتك، وقبل ذلك على براءة ذمتك عند الله عز وجل، حتى لا تتعرض لغضبه سبحانه، وهو أغير على دينه ونبيّه، وما أردت لك إلا الخير، وأرجو الله أن يوفقك إلى المسارعة للاستجابة للنصح، حتى تكون من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه بإذن الله.

وفق الله الجميع إلى ما يحبه ويرضاه.. آمين