الجمعة ، ١٩ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ١٠:٠٧ صباحاً

كم خصما... يقف امام الثورة؟

محمد حمود الفقيه
الاثنين ، ١٤ نوفمبر ٢٠١١ الساعة ٠٢:٤٠ مساءً
اندلعت شرار الثورة الشبابية السلمية في اليمن في بداية السنة الموشكة على الانتهاء ، وكانت الحسابات المتوقعة للنجاح على أنها سريعة ، خاصة بعد نجاح ثورتي تونس ومصر السلميتين ، واجهت الثورة اليمنية العديد من الإرهاصات والمطبات ، ولازالت أمامها الكثير ، وكان أول خصم يقف أمام الثورة ، النظام العائلي الذي كان سببا لقيامها .

استخدم النظام الصالحي العديد من الوسائل لمحاولة إجهاض الثورة ومحاولة إقناع الشعب اليمني العودة الى بيوتهم ، بائت تلك المحولات با الفشل ، وصمد اليمنيون في ساحات الحرية والتغيير مناشدين رحيل علي صالح وأقربائه ، لكن الجدير ذكره - ان الثورة الشبابية السلمية واجهت خصوما كثيرة ، ومن أبرز تلك الخصوم.. الأنظمة الملكية الموجودة في محيطنا الإقليمي ، فقد عملت بعض الأنظمة المجاورة على محاولة إجهاض الثورة اليمنية في السر و العلن ، نتيجة الخوف من انتقال العدوى الثورية الى دول الجوار ، ومن أبرز الوسائل التي اتخذتها هذه الدول (المبادرة الخليجية ) وفرت هذه المبادرة فرصا كبيرة لصالح في الصمود أمام الموجات البشرية الهائلة المنادية برحيلة عن السلطة ، وتم تدويل هذه المبادرة إقليميا ودوليا .

سعى الرئيس اليمني على محاولة تظليل العالم مما يجري في بلاده ، واستخدم الرئيس صالح ورقة ما يسمى بالإرهاب ، للحفاظ على بقائه في السلطة ، وعرض نفسه على ان يقوم بالحرب بالوكالة عن الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي في مكافحتهما للإرهاب ، وكانت هذه الورقة نسبيا قوية خاصة بعد ما جاء مقتل أنور العولقي والذي كان يعد من أبرز المطلوبين للولايات المتحدة الأمريكية ، زادت هذه الحادثة من عمر الرئيس في السلطة ، وعمدت الولايات المتحدة على ايهام العالم عبر مطالبتها في أكثر من تصريح لنقل السلطة في اليمن ، لكن أمريكا التي تدعي أنها حامية لحقوق الانسان في العالم يبدو لها الوضع مختلف في اليمن ، فكيف ستعمل الولايات المتحدة بجدية لإزالة هذا النظام الفاسد ، وهو يعمل مكللا ليل نهار معها لمحاربة ما يسمى بالإرهاب ، وفتح المجال الجوي اليمني لاستباحة دماء اليمنييي وانتهاكا سافرا لسيادتهم ،وعندما فقدت أمريكا ودول الخليج باستثناء قطر فقدت الحليف الاستراتيجي المصري بعد الإطاحة به في ثورة 25 ياناير ، عادت تحلق مجددا في الشرق الأوسط وتبحث عن حلفاء جدد ، رغم ان صالح ليس بالحليف الثمين ، لكن في الوضع الحالي تحتاج الولايات المتحدة لصالح ولو على حساب الديمقراطية التي تدعو اليها ، فقد حصلت أمريكا من صالح مالم تحصل عليه عند غيره ، خصوصا في مكافحتها للإرهاب .

دول الخليج النفطية .. هي الأخيرة سعت بعد سقوط مبارك الى ضم الدولتين الملكيتين _ الأردن والمغرب _ الى مجلس التعاون الخليجي ، والعجيب في الأمر ان دول الخليج لم تعمل لصالح من قبل كما فعلت الآن ، فقد تجاوزت الدول الخليجية انضمام اليمن اليها ، رغم محاولات اليمن السعي لدخول المجلس من قبل ، ولذا يجب على أخوتنا في الخليج ان يقفوا ضد الجرائم المرتكبة بحق الشعب اليمني ، وواجب عليهم الوقوف أيضا مع الشعب اليمني ، فالرئيس سيذهب لا محالة ، والشعوب هي التي ستبقى حية ، فمن مصلحة دول الجوار، ان تظل مع الشعب اليمني وليس ضده .

يا أخواننا في الخليج : أننا اضهرنا لكم خاصة وللعالم عامة في ثورتنا هذه أننا شعب مسالم ، إذ نواجه السلاح بصدورنا العارية ، لسنا مجرمون كما يدعي النظام ، ولسنا قتلة ، إنما نحن شعب قد أفاق من غيبوبته الطويله ، إنما نحن شعب قد إستيقط من نومه العميق ، نحن أمة استبيحت ثرواتها وأموالها للفاسدين ، نحن شعب قتل منا الكثير على أيادي آثمة وفقد منا الكثير وتهجر منا الكثير ، أننا نمد يد السلمية الى كل من يقف معنا في محنتنا هذه ، لقد بينا في خروجنا هذا ان نحن أمة ليست بالإرهابية كما وصفونا وليست بالعدوانية كما روج لها النظام القاتل والمتسلط ، حري بكم يا أخواننا في الجامعة العربية ان تقفوا معنا ، فنحن لن نستسلم أما ان ننتصر أو نموت .