الجمعة ، ١٩ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ١٠:٥٥ صباحاً

على بوابة كلية الشرطة

عباس القاضي
الاربعاء ، ٠٧ يناير ٢٠١٥ الساعة ٠٣:٣٦ مساءً
عمل جبان ومستهجن ما قام به صباح اليوم في كلية الشرطة ،،، عشرات القتلى والجرحى في مكان يناط به أمن البلاد ،،، كلية الشرطة .

الأم تودع ابنها وتمسح على رأسه لعله يصبح ضابطا تفتخر ببزته العسكرية أمام جاراتها.

أمشي ربنا يحفظك ويكون معك قالتها والابن قلبه يرجف من السباق الذي سيكون والمتافسة التي سيجتازها والأب يهندم نفسه ليلحقه لمقابلة الضابط الذي يضرب له صدره وهو يقول : ابنك مضمون ،،، اهم حاجة " يزر " بالجري ويكون من أوائل الواصلين في مضمار المسابقة .
أي بشاعة هذه والأب يرى ابنه مجندلا في الأرض مبتور اليد مبقور البطن وقد فقأت إحدى الشظايا عينه والملف مازال بيده ،،، انتحب الأب وهو يحاول أن يفك أصابعه ليأخذ الملف لكن يده المرتعشة ما استطاعت أن تخرج الملف من بين أصابع وليد .

كان وليد يحدث نفسه قبل لحظات من الإنفجار ،،، لا بد أن أحافظ على الملف ،،، أخاف عليه من الضياع أو من التعرق أثناء الجري فيضيع مستقبلي ،،، مستقبلي في العسكرة ،،، لا لا عسكرة أيش ؟ مستقبلي في الضيبطة ،،، أنا لن أرتشي قالها لحظة الإنفجار .
يا الله طالب ينوي الدخول في كلية الشرطة ليصبح ضابطا ولا يرتشي ؛؛؛ قتلوه !!! أي مستقبل ينتظرنا ؟ أي حظ عاثر مقدر لنا .

ساعده أحد رجال الأمن بتفكيك اصابع ابنه الشهيد ليخرج الملف ،،، والأب ينتحب ويقول : سأحتفظ بالملف لأستعرض به أمام أبناء أخواته ،،، ليس لي سواه من الأبناء قالها وهو يستنهض أحد رجال الأمن ليقف على قدميه ،،، ولكنه قال ليتني لم أقف ،،، فقد رأى أم وليد تلوح من بعيد ومن ورائها أخوات وليد،،، بناته .

لم تكن أم وليد وحدها،،، معها أم الطلاب المحتمل موتهم أو جرحهم ،،، سمعوا إحداهن تزغرد فرحا لانهم قالوا لها : ابنك جريح ،،، واتبعوها بخبر : إن يده مبتورة ،،، قالت دون وعي : ولو ولو ولو سوف أأكله بيدي ،،، هان عليها مصابها عندما رأت من فقدت ابنها أو أخاها .

انكب أبو وليد على ابنه يشمه يلثمه الابن ابنه والرائحة رائحة الدم والبارود ،،، يقول : أين كانت هذه اليوم مخبأة لي ؟ أي حياة قادمة تنتظرني ؟ كبف استطيع تهدئة أم وليد وقد بلغنا سن اليأس ،،، ليس من العمر فحسب،،، ولكن من حياتنا كلها .
النائح كتابة ،،،،