الجمعة ، ٢٩ مارس ٢٠٢٤ الساعة ١١:٥٧ صباحاً

الحوثية .. مهمة التدمير!

حسين الصوفي
الخميس ، ١٥ يناير ٢٠١٥ الساعة ٠٥:٠٤ مساءً
نحن جيلٌ شاءت الأقدار لنا أن نعيش لحظة "سقوط العواصم" العربية والإسلامية ونتكبد المرارة التي وقع فيها أسلافنا الأولون أضعاف ما عانوه ، لأننا رمينا بسنن التاريخ وراء أظهرنا وأطعنا "سادتنا وكبرءنا" وحسبنا أنهم سيأتون "بما لم تستطعه الأوائل" فكان جزاءاً وفاقاً لخذلاننا لأنفسنا.

ما أبشع أن يحرّض الكاتب وصاحب الرأي على بلده وأرضه وثروات وطنه، إنه لا يختلف جرماً بل أسقط من الذي يسعى لدعوة العابثين إلى انتهاك كرامة أمه واغتصاب شرفها!!

يكتب المثقف الحوثي والصحفي الإشتراكي والطالب الإخواني والقيادي الليبرالي والعلماني وما شئت أن تتخيل فتخيل ، يكتب في صفحته منشورات فجّة لكنها ليست بعيداً عن الواقع الذي يدور خلف الكواليس ويتم تحضيره لوطننا في القريب العاجل،
كتب محمد المقالح ما بين القوسين :"استجيبوا لخطاب السيد والا يا ويلكم ههههههههههه !
بعد تبني القاعدة في اليمن لجريمة باريس اصبح لزاما على الرئيس هادي الاستجابة لخطاب السيد عبد الملك الحوثي في ضرورة تحريك الجيش اليمني لضرب معسكرات القاعدة في مارب وغيرها وتحريك اجهزة الامن اليمنية لملاحقة خلايا الارهاب في صنعاء وبقية المدن وفي كل مكان في اليمن والا فان هادي والسلطة اليمنية وحزب الاصلاح وقبائله ومليشياته وكل من يدعم القاعدة في اليمن سيوضوعون جميعا ضمن قائمة حماة الارهاب العالمي كما هي الحقيقة للاسف !"
تأملوا!!

هاقد قصّ لنا الأولون حكاية ابن العلقمي، لكننا لم ندرك جرح الأمة حينها وهي تستقبل طعنات الغدر من ذلك الأحمق؛ حتى رأينا بأعيننا وسمعنا بأصواتنا علاقمة جدد يستلذون ويتحدثون بنشوة عن بيع أوطانهم!!
يبحثون عن كل مبررات ويدخلون من ثقوب صغيرة أضيق من سَمِّ الخياط، لينفذوا منها إلى تدمير الوطن والمواطن.
رفع الحوثي مطالبه الثلاثة في ثورته المزعومة، وقد كان يهدف إلى ما نراه ونلمسه ، كان يهدف إلى إسقاط "الدولة" وإدخال البلاد في الفوضى, وبعد أن دخلت اليمن في الفوضى تماماً كما دخلت لبنان في فوضى "اللاشرعية" ودخلت العراق في فوضى "الطائفية" ودخلت سوريا في فوضى "الحرب والتدمير" تقوم مليشيات الحوثي بجهود مكثفة لتدخل اليمن في كل هذه الفوضاويات "فوضى اللاشرعية ، والطائفية والحرب التدميرية" وقد نجح مع شركائه ، صالح وهادي، في تدمير الشرعيات "شرعية الحوار ، شرعية الخليجية، شرعية الحكومة ، شرعية البرلمان" ويسعى لإطلاق آخر رصاصتان في قلب الوطن ، باستهدافه للدستور ومنابع النفط محافظة مأرب!!

يقول المقالح أن كل بقعة في اليمن يجب أن يتم خوض حرب فيها باسم السيد ينفذه الجيش وإلا فإن فرنسا ستأتي وتقتحم مأرب فيما بريطانيا تتأهب لدخول عدن وحضرموت!!

هكذا يبشركم السيد بأنكم غنيمة سائغة لاحتلال وشيك لأنكم ستدخلون تحت قوائم الإرهاب جملة وتفصيلاً!!
لم يعد اللوم عليهم اليوم ولا على هادي ولا صالح ولا فرنسا ولا إيران أو على لهجة هادي "أيران"!!
اللوم اليوم على الحالة الوطنية العامة ، إن لم تقم وتستيقظ وتتحرك لتكسير أطرها الضيقة أولاً ثم تشكيل فعالية بحجم المخاطر لا تخضع لضغوطات مناطقية ولا سياسية ولا فكرية داخلية أو خارجية بل تقوم من حاجة وطنية تمنع الإنزلاق في هذا المنحدر العفن الذي باتت بلادنا قاب قوسين أو أدنى منه!!

اللوم سيكون علينا جميعاً لأن الوضع يتشكل والغليان الشعبي يتزايد وتترقب كل العيون بلهفة وشوق ظهور قائد يجتمع الناس حوله، قائدٌ لا ينتمي لحقبة صالح وهادي ومن حولهما ولا يرتبط بجهة حزبية أو عسكرية ولو كان منشأه هنا أو هناك ، إلا أنه ليس بمقدور أحد أن يدّعي أن حزبا بعينه أو جهة قادرة على إنقاذ الوطن ما لم تكون أولوياته " الإرادة_اليمنية" وحسب.