الجمعة ، ٢٩ مارس ٢٠٢٤ الساعة ٠٥:٢٥ مساءً

اللجان الرئاسية مقبرة القذارات !

عبد الباسط القاعدي
الخميس ، ١٥ يناير ٢٠١٥ الساعة ٠٦:٣٠ مساءً
يفهم الرئيس هادي اتفاق السلم والشراكة على انه تسليم المحافظات للتتار الجدد ولذا سارع بعد فشل الميليشيات في اجتياح مأرب الى تشكيل لجنة رئاسية لحل قضايا مأرب والجوف وفق اتفاق السلم والشراكة.
تبدو الرئاسة اليمنية كرديف لحركة الحوثي المسلحة حيث تقوم بما عجز الحوثي عن تحقيقه فاللجان الرئاسية المتعاقبة كانت تمهيدا إما لاسقاط المعسكرات أو اجتياح المدن أو امتصاص غضب وحنق القوى الوطنية، حيث تقوم هذه اللجان بوظيفة (الفازلين) كميسر ومسهل لتزحلق الغزاة من مدينة الى أخرى ومن معسكر الى آخر ومن مؤسسة الى مؤسسة، ولعلكم تتذكرون الدور التآمري الذي قامت به اللجان على عمران ومعسكراتها.

ينص القرار القاضي بتشكيل اللجنة الرئاسية على ان تباشر عملها فورا، ضعوا عشرة خطوط تحت كلمة فورا، وكأن المحافظات تتمرغ في خير اتفاق السلم والشراكة ولم يبق من اليمن إلا محافظتي مأرب والجوف ولذا وجب إعادة هاتين المحافظتين الى حضيرة (الميليشيا) حتى تحظى بنصيبها من هذا الخير الوفير.

لكل مسألة تكتفي الرئاسة بتشكيل لجنة، تتذكرون حادثة العرضي وفرصة ال24 ساعة التي منحت للجنة الرئاسية والى الان لم تطلع تلك اللجنة الرأي العام على نتائج التحقيق في تلك الحادثة التي هزت الوجدان اليمني والعالمي.

أصبحت اللجان الرئاسية مقبرة للقذارات والنفايات الخطرة، تخفي كل الخيانات، وفي الوقت ذاته تستخدم كمهدئات موضعية لامتصاص غضب الشعب فيما يراهن مدمنو هذه اللجان على ضعف الذاكرة الجمعية لليمنيين.
اللجان هي الكارثة الكبرى التي دمرت بلادنا، وإذا أردت أن تميع قضية ما فشكل لها لجنة، وإذا أردت أن تساند طرف ما فأعنه على قضاء حوائجه بلجنة، وبحسب رتبة اللجنة يكون الأثر وأبركها اللجان الرئاسية وهي أعلى مراتب الحض والنصيب.

وهذا شأن قضية مأرب التي استعصت على الحل وصمدت في وجه التآمر فرمتها صنعاء بلجنة تعمل على تفكيك القبائل تمهيدا لتسليمها لقمة سائغة للحلفاء الجدد.
لن يستقيم الأمر لحكام صنعاء بدون نفط مأرب وغازها وطاقتها ولذا تم تأجيلها حتى يتم الانتهاء من ترتيب بقية المحافظات ولأن مأرب لن تكون لينة مطواعة كغيرها فهي بحاجة الى حشد كامل القوة والطاقة والعتاد، وهذا ما يحصل الان حيث تم اعلان النفير العام في صفوف الحوثي وحلفاءه في كافة المناطق التي تواليهم وتقف الى جانبهم.

تشكل مأرب استثناء فها هي تعلن رفضها للغزو الميليشاوي بكافة أحزابها وقبائلها في فارقة تفتقدها الأرض اليمنية منذ أمد بعيد؛ الاجماع الذي تعيشه المحافظة يعد بارقة أمل في واقعنا المأساوي المنقسم على بعضه.

لن تنالوا من مأرب التي تشع مجدا وألقا وحضارة، ولن تخذلنا تلك (البلدة الطيبة).