الجمعة ، ٢٩ مارس ٢٠٢٤ الساعة ٠٨:٣٦ صباحاً

يكذب ويكذب حتى صار في نظر نفسه صادقا!

نزار القاضي
الاربعاء ، ٢١ يناير ٢٠١٥ الساعة ٠٤:١٧ مساءً
ساعة ونصف تقريباً من الكذب والمراوغة والتكرار والتحذلق والاستخفاف بعقول الناس قضاها عبدالملك الحوثي في خطاب متلفز هذه الليلة، خطاب انتظر الكثير من افراد الشعب ان يكون اكثر (إرهاباً) مما كان عليه.

فبينما استكملت ميليشياته الارهابية السيطرة على كآفة مؤسسات الدولة بمافيها الرئاسة والمقرات الأمنية والاستخباراتية والعسكرية ونهبها، واعتدائهم وحصارهم المسلح لرئيس الجمهورية في منزله ووضعهم لرئيس الوزراء تحت الإقامة الجبرية في القصر الجمهوري، واخفائهم لأمين عام مؤتمر الحوار الوطني مدير عام مكتب الرئاسة وعدد من المسئولين في اماكن مجهولة،، انتظر المواطنين ومختلف المكونات السياسية والإجتماعية والمهنية وأيضاً المقيمين في اليمن من هيئات دبلوماسية ومنظمات خطاب هام لزعيم المتمردين يعلن فيه انتهاء الإنقلاب والسيطرة على الحكم او ربما (قتل الرئيس ومعاونيه)، والانتهاء لاعلان تشكيل مجلس حكم يحكم عبره هو وحليفاه صالح (ذو الخبرة) ونجله (ذو النفوذ والقوة) إضافة لما هو متوقع من إعلان حرب ضد محافظتي مارب وتعز اللتان عجز وميليشياته عن اقتحامهما والسيطرة عليهما، إلا أن الرجل ظهر (ملوّكاً ) حديث كل خطاباته السابقة، تهريج أحمق في تأكيد ثورية همجية ميليشياته، تبلد صلف في ادعاء تمثيل الشعب ككل والوصاية على قراراته وخياراته، كذب في شرح الوضع الراهن واحداثه، تزييف تنصله وميليشياته من التزاماتهم و الاتفاقات التي كانو طرفها، والعشوائية في توزيع التهم التآمرية والتخوينية نحو كل الداخل وكل الخارج و…

الرجل الذي بدى هذه المرة (دون عقل) كأحد أفراد ميليشياته المتمترسين باسلحتهم في المؤسسات، اخذ يهدد ب(تهوجات) دون سقف يحذر الكل من ايصاله اليها ثم يتبعها بتطمينات من لاخطورتها!!
يتهم كل اطراف كل الاتفاقات معه بالتآمر والإنقلاب بينما ميليشياته هي التي تنقلب عليها جميعاً ولم تنفذ أي بند من بين أكثر من (خمسين) بند تضمنتها العديد من الاتفاقات التي وقعت عليها ميليشياته! وأول بند في اتفاق السلم والشراكه الذي حضي ذكره بأكثر من (مائتين) مرة في خطابه الليلة ينص على ان تنسحب ميليشياته من شوارع العاصمة والمدن بينما ميليشياته اللحظة هذه تسيطر على كل شوارع وكل مؤسسات الدولة في العاصمة وعدد من المدن، حتى (هواء) العاصمة يسيطرون عليه ب(ضجيج) اسلحتهم ودخانها!!!
نفى الرجل في هذا الخطاب استهدافهم لاي مكون او طائفة او منطقة او دولة، كتطمين لمن يرفض وجودهم من محافظات ومكونات ومواطنين ودول جوار، في استغباء ساذج لعقول مشاهديه ومستمعيه واتباعه أيضاً، وكأن (تفجير) ميليشياته لمقرات حزب الاصلاح ومنازل قياداته في المحافظات التي يسيطرون عليها، وتفجير جوامع السنة او السيطرة عليها و(تحويلها) مذهبياً، ووضع ثقل ونيران أسلحتهم على محافظات رفضتهم سابقاً وتفجير صراعات طائفية و(انتقامية) فيها وأيضاً الخطاب التحريضي ضد دول الجوار وعبارات الكراهية التي يتضمنها شعارهم لا توحي ولا يجب ان توحي بأي إشارات خوف او أية إستشعارات قلق!!!

عبدالملك .. يقول انه بطل او سوبرمان وطني، انقذ الوطن في مراحل كثيرة اخرها كانت عصر اليوم من كاااارثة او مصيبة تآمرية حد وصفه، ولا يطمح لاي مكسب شخصي سوى (شراكة) كررها في كل جملة طيلة خطابه بينما يعرفها (لعاب) إصراره عليها على انها (إبتلاع) !!!

والاسوأ من كل ماسبق أن الرجل يتحدث (متوهماً)وهو في قرارة عقليته (مؤمناً) ان الشعب اليمني بل والوطنين العربي والإسلامي تلك اللحظة يتابعون حديثه بتبجيل واعتزاز، وبانتظار ان ينتهي ستدوي (الصرخة) في كل بقاع الدنيا حتى ترتطم ببرج التجارة العالمي في نيويورك وتهتز أمريكا !!!