الاربعاء ، ٢٤ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٦:٤٥ صباحاً

فات الأوان

علي منصر
الخميس ، ٢٢ يناير ٢٠١٥ الساعة ٠٢:٢٧ مساءً
تعطش جديد ،لاستنزاف ما تبقى من أرواح يمنية ،والعودة بالتنمية إلى ما قبل الف عام ،هذه حصيلة أولية لتنبؤات جديدة على خلفية أحداث اليوم ،بعد أن صحى أبليس من سكرته ،وأفاق من ديمومة تبلده ،ولكنها إفاقة متأخرة أشبه بصرخة هافتة غير قادرة على الوصول إلى مسامع صاحبها.


فاق ،ولما أستفاق ، أعدّ موعده للفراق ... ...هذه الكلمات ملخصة للقرار الأخير الذي أتخذه هادي مؤخرًا بضرب بعض من جماعة أنصار الله على خلفية أحداث اختطاف مكتب رئاسة الجمهورية بن مبارك من قبل أنصار الله ،ظنًا منه أنه لا زال بوسعه إصدار القرارات ، والتحكم في زمام الحكم ،وتلاشي ما يُستطاع تلاشيه ، وإعادة هيبة الدولة التي أصبحت شبهُ معدومة .،وتناسى تقاعساته المستمرة ،والتبريرات التي لم تكن مُقنعة بنسبة ولو حتى ضئيلة .

تقاعسات هادي ،هي من جعلت من الدولة تظهر بتلك الصورة الركيكة جدًا في الآونة الأخيرة ،وهي من سمحة لشّريحة الحوثية من التمدد والتوغل أكثر في التمترس في المؤسسات العسكرية والمدنية واستطاعت جماعة أنصار الله من كسب ذلك الضعف وفق خطط استراتيجية محكمة في التفيذ ، لتصبح هي من تصدر القرارات وتفرض الهيمنة على الغالبية العظمى من المجتمع اليمني، وتدير العملية السياسية في اليمن، ولا بد أن نؤمن بتلك الحقيقة التي لا ينكرها سوى غجري أتى من عصور الانحطاط من القرن الماضي.


إذن هي حقيقية أن الحوثي أصبح سلطة مطلقة من حيث التوجيه، والتنفيذ ،لا سيما الإخراج ،فهو سلطة فعلية بل ومؤثرة لم يستطع هادي أن يفهم ذلك ،.فظل منهك في كتابة التبريرات والقاءها ،التي غابة عنها المسؤولية في التنفيذ وإخضاع جميع المكونات السياسية بالالتزام بما أقرته مسودة الحوار الوطني ،ولكن كما يقال السحر ينقلب على الساحر ،وما نراه اليوم من مأزق وضع فيه هادي هو أكبر دليل على ذلك، فقد أصبح محاصر في بيته ،منتظر أن تمطر السماء عليه بفرج قريب ،لقرار غابت عنه العقلانية ربما ،فقد زجت به هذه الهفوة من استغلال أنصار الله لتلك الهفوة ،لإنهاء صلاحيته في الوقت القريب ،وليظل قابع في في بيته محاصر ،لا حول له ولا قوة .


هي مرحلة حرجة جدًا فتوتر لا زال قائم،ولكن الأفضل أن يخرج هادي بما الحياء وأن يقدم استقالته ، لا أن يستمر على تعنته ،وتقديسه للكرسي كما فعل من قبله الأولون ،والأحرى أن ينفذ بجلده ،فأنصار الله قادمة ...وأما رسالتي له فهي :إرحل يا هادي فقد فات الأوان فقراراتك اليوم مردودة عليك ، إرحل فالقطط لا تزئر .
أما أنصار الله فهنيئًا لكم السلطة
ادخلوها بسلام آمنين....