السبت ، ٢٠ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٤:٠٦ مساءً
القائد العام الأسبق للقوات المسلحة اليمنية: اعادة هيكلة الجيش وتوحيده ضرورة وطنية يجب الإسراع بها
مقترحات من

اللواء محمد عبدالله الإرياني

القائد العام الأسبق للقوات المسلحة اليمنية: اعادة هيكلة الجيش وتوحيده ضرورة وطنية يجب الإسراع بها

قد يعجبك أيضا :

انطلاق منصة (مال) للعملات الرقمية المشفرة برؤية إسلامية

الحوثيون يستنجدون باحفاد بلال لرفد الجبهات...ماذا يحدث؟

مصدر ميداني يكشف حقيقة سيطرة الحوثيين على الجوبه!

شاهد الصور الأولية للحوثيين من أمام منزل مفرح بحيبح بمديرية الجوبه عقب سيطرتهم عليها

عاجل...التحالف العربي يعلن تدمر مسيرة حوثية

اللواء محمد عبدالله الارياني- القائد الاسبق للقوات المسلحة بالاجماع الذي حصل عليه الاخ عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية محلياً واقليمياً ودولياً واصفاً اياه بانه لم يسبق ان حصل عليه اي رئيس قبله وهو ما يؤكد ثقة الشعب اليمني فيه. مؤكداً ان اعادة هيكلة الجيش ضرورة وطنية يجب ان تتم في اسرع وقت ممكن، واضاف في حوار مع «26سبتمبر» ان الهدف من توحيد الجيش واعادة هيكلته هو دمج الوحدات العسكرية لتحقيق الوحدة الوطنية من خلالها وليس الغائها، كما يعتقد البعض وان استمرار انقسام الجيش لا يجوز ابداً ويجب ان يستقر وضعه تحت قيادة واحدة، وعبرعن استيائه الشديد من التصرف غير المسؤول الذي تعرضت له وزارة الداخلية وافضى الى نهب محتوياتها، مشيراً الى ان هذا العمل السيء قد اساء الى سمعة اليمن في الخارج وزعزع ثقة المواطن اليمني في اجهزته الأمنية، مؤكداً انه عمل مشين لا يعبر الا عن سلوك واخلاق مرتكبيه.

واشاد بالقرارات التي اتخذها الاخ رئيس الجمهورية مؤخراً لتشكيل حماية رئاسية والحاق بعض الوحدات بمعسكرات، واصفاً اياها بانها قرارات صائبة تم الاتفاق عليها لمعالجة مشكلة، ودعا كل الاطراف السياسية الى استشعار المسؤولية الوطنية والعمل من اجل اخراج اليمن الى بر الأمان، بعيداً عن المكايدات والتنازل عن مصالحهم الذاتية خدمة للمصلحة الوطنية العليا.. وقال ان الشباب دورهم كبير في عملية التغيير باعتبارهم عماد الامة وان اهدافهم سيتم تحقيقها تدريجياً وليس دفعة واحدة، كما تحدث عن جملة من القضايا الاخرى.. فيما يلي التفاصيل:

حاوره: احمد ناصر الشريف
< سؤالنا الأول يتعلق بالمشهد السياسي الحالي.. كيف تقرأونه؟ وهل القوى السياسية قادرة على اخراج اليمن من وضعه الراهن الى وضع افضل؟
<< المشهد السياسي الحالي بحاجة الى تعاون كل الأطراف والقوى السياسية واستشعارها جميعاً لخطورة الموقف.. لأننا اذا لم نتعاون اليوم ونتكاتف في سبيل اخراج بلادنا من المأزق الذي وقعت فيه فمتى سنتعاون.
يجب ان ندرك جيداً بأن اليمن ما تزال تعيش ازمة وان كان قد حدثت انفراجة بعد الموافقة على المبادرة الخليجية التي وقعت عليها مختلف الاطراف السياسية بما فيها الرئيس السابق الأخ علي عبدالله صالح وتوج هذا التوقيع بحفل تسليم السلطة الى الاخ الرئيس عبدربه منصور هادي بدار الرئاسة.. لكن هذا لا يعني ان المشاكل انتهت فالاحتكاكات ما تزال موجودة ولا يوجد استقرار امني.. اضافة الى تردي الأوضاع الاقتصادية التي انعكست سلباً على حياة المواطن الذي اصبح يعاني اقتصادياً وامنياً.. وعليه نتمنى من الاخ عبدربه منصور رئيس الجمهورية ومن حكومة الوفاق الوطني ان يضعوا في مقدمة اولوياتهم موضوع الاستقرار الأمني و الاقتصادي كونهما موضوعين متلازمين.
فبدون ترسيخ الامن والاستقرار وايجاد الحلول الاقتصادية المناسبة والممكنة للحد مما يعانيه المواطن في ظروفه المعيشية لا يمكن ان تستقر الامور وان كان املنا كبيراً في اجتياز هذه المرحلة مهما كانت معقدة بتعاون الجميع.. وعلى كل الأطراف السياسية ان يتنازلوا من اجل الوطن ومصلحته العلياء ويشعروا ان مصالحهم الذاتية ليست مقدمة على مصلحة الوطن العليا.
بل يجب على كل فريق ان يدرك بان مصلحته الخاصة لا يمكن ان تمرر او تتحقق على حساب مصلحة الوطن.. نحن اليوم احوج ما نكون الى التسامح والتوافق والتصالح حتى نجتاز هذه المرحلة.
فيما يخص الاقتصاد لابد ان توضع له خطط لتنفيذ مشاريع استراتيجية بدعم الدول المجاورة وفي مقدمتهم الاشقاء في المملكة العربية السعودية لان مساهمتهم في استقرار اليمن هو استقرار لهم بالدرجة الأولى واعتقد انهم يدركون هذه الحقيقة.
ان عدم الاستقرار في اليمن ينعكس سلباً على الجيران واي مشاكل تتعرض لها اليمن لن يكونوا بعيدين عنها ابداً ولذلك يجب ان يقفوا الى جانب اليمنيين في محنتهم هذه لا سيما وان الاستقرار لن يتحقق إلا بوجود الرخاء الذي يشعر به كل مواطن ولذلك فالمؤمل منهم ان يقدموا دعماً سخياً لليمن يؤدي الى ايجاد حلول جذرية للمشاكل التي يعاني منها الشعب اليمني وعليهم ان يستفيدوا من التجارب السابقة فالحلول الجزئية والمهدئة لا يمكن ان ينتج عنها استقراراً يستفيد منه الجميع.. على سبيل المثال قبل فترة قصيرة قام الهلال الاحمر الإماراتي بالدعوة الى يوم مفتوح في الإمارات للتبرع لليمن وهذه خطوة غير موفقة لان اليمنيين لم يصل بهم الحال الى درجة ان يتم التبرع لهم في المساجد وانما الهدف من تقديم هذه المساعدات التي سموها إنسانية هو تشويه سمعة الشعب اليمني وعليه فقد سارعت الى إرسال برقية من القاهرة الى الاخ الرئيس عبدربه منصور هادي والأخ محمد سالم باسندوة رئيس حكومة الوفاق الوطني عاتبتهم فيها على قبولهم لهذه المساعدات ورجوتهم فيها ان لا يتكرر مثل هذا الموقف في الامارات العربية المتحدة او غيرها.. لان المطلوب من الإخوان في مجلس التعاون الخليجي هو تقديم مساعدات مجزية تسهم في انتشال اليمن من الوضع الذي يمر به.. اما قضية المساعدات الإنسانية والتبرع في المساجد فيمكن ان يقوم بها اليمنيين انفسهم وهم قادرين على فتح باب التبرعات داخل اليمن نفسها وسيجمعون مبالغ اكبر من تلك التي تم ارسالها من قبل الهلال الأحمر الإماراتي بالإضافة الى انني تألمت كثيراً حينما تم التركيز على هذا الموضوع في الإعلام بهدف غير بريئ فأساءوا الى اليمنيين وشوهوا سمعتنا ونحن لم نصل الى مرحلة هذه الشفقة وكانوا يظهرون صور للأطفال الجائعين وهي تمثل حالة استثنائية ولا تمثل حالة عامة.. ومثل هذه الحالات موجودة حتى في الدول الغنية ومنها دول الخليج نفسها وليست نتيجة مجاعة.
فأنا اعلم يقيناً ان اليمنيين لديهم روح التكافل ولا يمكن لأي جار حالته ميسورة ان يترك جاره الفقير يعاني.

قرار سياسي
< يتم حالياً التحضير لمؤتمر المانحين الذي سيعقد قريباً في الرياض.. ما المطلوب من هذا المؤتمر تحديداً؟
<< المطلوب من مؤتمر المانحين الذي يتم التحضير لعقده في الرياض اتخاذ قرار سياسي جريء من قبل الاشقاء في دول مجلس التعاون الخليجي من اجل انتشال اليمن من وضعها الاقتصادي لا سيما وفي اليمن مجالات واسعة يمكن الاستثمار فيها مثل الطرقات والمشاريع الصناعية والصحية وغيرها.. اليمن ما تزال بكراً وبحاجة الى كل شيء وبدل ما يذهب اخواننا الخليجيين للإستثمار في بلدان بعيدة فجارهم القريب أولى.. هؤلاء لديهم استثمارات كبيرة في امريكا وأوربا ونحن لا نريد منهم إلا ان يستثمروا عندنا في اليمن بنسبة صغيرة جداً ولا نقول لهم اسحبوا اموالكم وتعالوا استثمروها في اليمن.
في اليمن مشاريع استراتيجية خاصة في البنية التحتية التي يمكن ان يحققوا منها مكاسب اكثر مما يكسبوه في الدول الاخرى.. لكن هذا كما قلت لن يتأتى إلا بقرار سياسي.. اما ان يتم الأمر مثلما حصل في الماضي كإجتماع لندن حيث يحضرون للإجتماع ثم يعلنون عن تقديم مبالغ عبر وسائل الاعلام ولا يأتي منها شيئ بحجة انه لا يوجد استعداد لدى اليمنيين لإستيعاب ما سيتم تنفيذه من مشاريع.. فلا اعتقد ان هذا عذراً او حجة لعدم الوفاء بما وعدوا به.. صحيح قد يكون هناك تخوف بسبب وجود بعض المشاكل ولا ننكر ايضاً ان الفساد كان مستشري في الماضي وما زال موجوداً حتى الآن.. لكن كان بأمكانهم ان يفوا بتعهداتهم ويقوموا بتنفيذ المشاريع تحت اشرافهم ويأتوا بخبراء من قبلهم وبالتحديد اخواننا في السعودية والخليج الذين من مصلحتهم أولاً واخيراً ان تنتقل اليمن من حالتها الراهنة الى حالة افضل لان اليمن يشكل عمقاً استراتيجياً للسعودية ولكل دول الخليج ويجب ان يدركوا ان مصلحة اليمن مرتبطة بمصالحهم وان كل ما كان اليمن مستقراً وفي رخاء كلما كانوا هم في استقرار.. وبالعكس عندما يكون اليمن في وضع غير مستقر كلما تعرضوا هم لمشاكل كبيرة.
وبقدر ما نشكرهم على كل مساعدة يقدمونها لليمن بقدر ما نستشعر ان ذلك من واجبهم ومن مصلحتهم ان يقدموا مثل هذه المساعدة.

إجماع تاريخي
> في ظل الأوضاع المعقدة التي تعيشها اليمن حالياً والانقسامات كيف تقيم ما تم انجازه خلال الفترة الماضية من عمر الفترة الانتقالية وهل استطاع الأخ الرئيس عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية المجمع عليه محلياً واقليمياً ودولياً ان يشكل عامل توازن جنب اليمن الكثير من المشاكل؟
>> الحقيقة التي يجب أن نعترف بها هو انه لم يحصل في تاريخ اليمن اجماع على رئيس يحكمه مثلما حصل للأخ عبدربه منصور هادي ليس على المستوى المحلي فحسب وانما على المستوى الإقليمي والدولي.. فالاستفتاء الشعبي كان ممتازاً فقد حصل على اغلبية كبيرة جداً بالاضافة الى الدعم الاقليمي والدولي لكن مع ذلك فالخطوات الاصلاحية التي يقوم بها الاخ رئيس الجمهورية وحكومة الوفاق الوطني تكاد تكون بطيئة جداً ولا تعبر عن تطلعات اليمنيين للاسراع في الخروج باليمن الى بر الأمان ولذلك فالمطلوب من الاخ رئيس الجمهورية بحكم ما يمتلكه من صلاحيات وتفويض شعبي ودعم اقليمي ودولي ان يسرع باتخاذ قرارات جريئة وخطوات اصلاحية سريعة لأن ايام الفترة الانتقالية تتناقص ونخشى ان تنتهي ولم نصل بعد الى ما كنا نصبوا اليه ان يتحقق.

أهمية توحيد الجيش
> كيف تنظر إلى القرارات الأخيرة التي اصدرها الرئيس عبدربه منصور هادي المتعلقة بتشكيل حماية رئاسية ودمج بعض الوحدات والحاقها بمعسكرات؟
>> هذه خطوة جيدة.. لكن من المفترض ان يتم توحيد الجيش ودمج وحداته اتذكر انه بعد انتصار ملحمة السبعين يوماً اصدرنا عدة قرارات بدمج الوحدات العسكرية وتذمر البعض من هذه القرارات بحجة انها تستهدف بعض المعارضين والغاء بعض الوحدات فقلت لهم ليست القضية هكذا وأنا شخصياً لا أرضى أن يتم الغاء اي وحدة عسكرية وانما الهدف هو دمج الوحدات لنحقق من خلالها الوحدة الوطنية من جانب ولكي نتمكن من دعم وحدات بحيث تكون قوية جداً.
ان استمرار انقسام الجيش لا يجوز ابداً ويجب أن يستقر ويتبع قيادة واحدة.
وبالمناسبة انا مستاء جداً مما حدث لوزارة الداخلية بسبب هذا الانقسام.. فاذا كانت الداخلية لم تستطيع ان تحمي نفسها فكيف تستطيع ان تحمي أمن المواطن.. بل يكفينا ما حدث من تشويه لسمعتنا في الخارج بسبب ما حدث في وزارة الداخلية فبالنسبة للمواطن في الداخل سوف تتزعزع ثقته بالداخلية وبالأمن وبالدولة وعلى مستوى الخارج لاشك انهم سيطرحون الكثير من التساؤلات حول ما وصلنا اليه من فوضى وعدم احترام للأنظمة والقوانين وحتى لبعضنا البعض.. هل معقول ان يتم مهاجمة وزارة الداخلية ويتم نهبها.. مازلت الى الآن اشعر بمزيد من الألم بسبب ما حدث من تصرفات غير مسؤولة، واكثر ما كان يؤلمني مشاهد النهب المنظم على شاشات الفضائيات الخارجية وكنت أكثر ايلاماً حينما كنت اشاهد جنوداً وهم يحملون الكراسي وبعض المعدات على ظهورهم.
> كيف تصف هذا التصرف غير المسؤول ومن يقف وراءه؟
>> هذا العمل في منتهى السوء ولا يعبر الا عن سلوك واخلاق من قاموا به لكن من المفترض ان نسرع بالخطوات العملية التي من خلالها يمكن ان نتفادى حدوث مثل هذه الاعمال غير المسؤولة ولذلك لابد ان نسرع في دمج الوحدات العسكرية وقضية توحيد الجيش قضية مهمة جداً يجب أن يعطى لها الأولوية.

ضرورة وطنية
> كقائد عام سابق للقوات المسلحة.. كيف تنظر إلى اعادة هيكلة الجيش؟
>> اعادة هيكلة الجيش ضرورة وطنية ولذلك لابد من التسريع في اتخاذ قرارات جريئة تحقق هذا الهدف واعتقد ان القرارات التي تم اتخاذها مؤخراً كانت صائبة لكن لابد ان تكون قرارات توافقية ولا تتخذ من جانب واحد حتى لا تصطدم بالتنفيذ البعض يقولون ان القرارات اتخذت من قبل جانب واحد.. اما انا فقد لاحظت ان هذه القرارات متفق عليها كمعالجة لمشكلة.. ولذلك ارجوا من الاخوان في كل الاطراف ان يستشعروا ان ما يتم هو لمصلحة الجميع ويخدم بالدرجة الأولى المصلحة الوطنية ومن مصلحة الجميع ايضاً ان يتوحد الجيش وان تعاد هيكلته وليس من مصلحة اي طرف ان يبقى الجيش مقسماً لأن الانقسام يؤدي إلى توتر والتوتر يؤدي الى تصادم ومن حسن حظنا ان التدخل الخارجي خفف نوعاً من هذا التوتر مع انني كنت في الماضي ارفض اي تدخل خاصة في شأن الجيش لكن اذا كان هذا التدخل ايجابياً وسوف يجنبنا المشاكل فلابد ان نقبله شرط ان يكون تدخلاً محايداً لاينحاز الى اي طرف وانما من اجل مصلحة اليمن وهذا ما هو حادث فعلاً فالتدخلات الخارجية الحالية هي لصالح اليمن.
> الا ترى ان القرارات من السهل اصدارها لكن المشكلة تبقى في تنفيذها؟
>> اذا لم تنفذ القرارات فما هي الفائدة من اصدارها واتخاذها ولا اعتقد ان الرئيس عبدربه منصور هادي يصدر قرارات وهو غير قادر على تنفيذها.. ان قيمة القرارات في ترجمتها على أرض الواقع وأنا واثق أن الجميع متعاونين على التنفيذ خاصة في ظل الاصرار على اعادة الهيكلة وتوحيد الجيش لما فيه مصلحة اليمن.

خطوات بطيئة
> ايضاً كيف ترى ما انجزته حكومة الوفاق الوطني حتى الآن؟
>> لا يوجد انجاز كبير نستطيع ان نقول عليه أنه يحسب لحكومة الوفاق الوطني.. من وجهة نظري ومن خلال متابعتي لما تقوم به حكومة الوفاق الوطني استطيع القول انها اعمال روتينية لم ترقى بعد الى ان نسميها انجازات ولذلك على الوزراء ان يعملوا كفريق واحد ولا يمثلون اطراف بعينها ويفترض ان ينسوا انتماءاتهم الحزبية ويعملوا من اجل خدمة الوطن واخراج اليمن من ازمتها.
> الانتماءات الحزبية تظل قائمة بدليل ما يحدث من خلافات في مجلس الوزراء من يخدم هذا التوجه؟
>> هذا خلل.. واذا ما استمر هذا الخلل فلا نعتقد ان الحكومة سوف تحقق نجاحات تذكر لأن كل وزير فيها سيظل منشغلاً بمصلحة حزبه على حساب المصلحة الوطنية.
المطلوب من الوزراء أن يستشعروا المسؤولية وان يدركوا انهم يعملون في ظل اوضاع معقدة وحساسة جداً والشعب مراهن عليهم لاخراجه من هذا الوضع ومن يعتقد غير ذلك فلا يصلح أن يكون وزيراً ويجب أن تتخذ الاجراءات ضده وحتى استبعاده من الحكومة.

عماد الأمة
> الشباب هم اصحاب المصلحة الأولي في عملية التغيير.. ماهو المطلوب منهم وصولاً إلى استكمال تحقيق اهداف ثورتهم؟
>> الشباب هم عماد اي أمة وهم الأساس لانطلاق المجتمعات.. لكن ما اريد ان اقوله لأبنائنا الشباب انه من الصعب ان يتحقق كل شيء دفعة واحدة مهما كانت الإمكانيات المتوافرة.. هم قاموا بعملية التغيير وهذا محسوب لهم لكن الأهداف التي رسموها لن تتحقق الا تدريجياً ولذلك فقد جاءت المبادرة الخليجية لتشكل مخرجاً وتضمن عملية التغيير التي قام بها الشباب.. أنا اعتبر هذه المبادرة انها خطوة جيدة على طريق الاصلاح وفي طريق الأهداف التي يتطلعون الى تحقيقها.
نحن بحاجة إلى وقت لاستكمال تحقيق كل اهدافهم وما دامت الخطوة الأولى في عملية التغيير قد تحققت فلا شك انه سيلحقها خطوات اخرى اما الخطوات السريعة فلن تؤدي في النهاية الا إلى انتكاسة وعليه يجب على ابنائنا الشباب ان ينتظروا ويتابعوا تحقيق اهدافهم بتأني.
> ما النصيحة التي تقدمها للشباب كأب؟
>> نصيحة لأبناءنا الشباب أن يكونوا اكثر المتعاونين وصولاً الى تنفيذ ما تضمنته المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية تنفيذاً جيداً ومتكاملاً وان يعملوا من اجل استقرار اليمن.

دور مهم
> ماذا عن دورهم في عملية الحوار الوطني؟
>> الشباب لابد أن يكون لهم دور وكما سبق وقلت الشباب هم الاساس لكن بالنسبة لدورهم في عملية الحوار وفي الخطوات التنفيذية التي سيتم اتخاذها فهذا امر متروك تحديده للقيادة السياسية وللحكومة لأنهم هم الذين يتحاورون مع الشباب والاتفاق على تحديد دورهم وكذلك من خلال الحوار الوطني سيتم التوصل إلى اتفاقات والا لماذا اسمي حوار؟.. صحيح ان الحوار بحاجة إلى بحث وتدقيق وتأني لأن مشكلتنا في العالم العربي العجلة وعدم التحضير.. ولو قارنا ما يجري في عالمنا العربي بما يجري لدى الآخرين سنجد انفسنا متأخرين جداً.. على سبيل المثال القادة الصهاينية يخططون لقضاياهم من قبل عشرات السنين مثلاً في مؤتمر «بارن» الذي عقد في عام 1937م اي قبل انشاء دولة الكيان الصهيوني بحوالي احدى عشر عاماً اتخذوا قرارات يومها جاء في احدها ان دولة اسرائيل وهي لم تنشأ بعد لا يمكن تأمينها مالم يتم صلح منفرد مع احدى الدول العربية المؤثرة التي تستطيع ان تسقط خيار الحرب وظلوا يبحثون عن هذه الدولة فطرحوا سورية وطرحوا العراق حتى توصلوا الى مصر ومن خلال صلح كمب ديفيد الذي رعاه الرئيس الأمريكي الأسبق جيمي كارتر حققوا هدفهم الذي رسموه عام 1937م ولكن لم يحققوه الا في عام 1979م اي بعد 42 عاماً.. ونحن العرب نريد كل شيء يتحقق وليد اللحظة.. لديهم تكتيك واستراتيجيات لكن نحن للأسف نخلط بين التكتيك والاستراتيجية فنخسر كل شيء.

نتائج إيجابية
> ثورات الربيع العربي جعلت الشعوب العربية تقول كلمتها.. في رأيك ما أهم النتائج التي حققتها؟
>> لا شك ان ثورات الربيع العربي  حققت نتائج ايجابية ومن لم يعترف بها او يشكك فيها فهو مخطئ.. صحيح  هناك بعض الثغرات او السلبيات يجب علينا في اليمن بالذات ان نتجنبها.. في ليبيا مثلاً تحدث احياناً مواجهات وهذه يجب أن تنتهي اما ما يحدث في سورية فهو دمار لسورية ولبنيتها التحتية وانا متشائم جداً واخشى ان تؤول الأحداث في سورية إلى ما لا يحمد عقباه اذا ما استمر الداعمين لاسقاط النظام بهذا الشكل المخيف.
واذا لم يتم الوصول الى حل في سورية عن طريق التفاوض والحوار فأعتقد أن سورية سيتم تمزيقها الى عدة دويلات.
> هناك من يعتقد أن الهدف من الثورة السورية هو تدمير الجيش اسوة بما حدث في العراق.. كقائد عسكري ما نصيب ذلك من الصحة؟
>> أنا أميل الى هذا الاعتقاد بأن الثورة في سوريا اصبح الهدف منها تدمير الجيش وتدمير سوريا نفسها واذا لم يتم اجراء تفاوض وحوار للخروج من هذه الازمة فإن الأمور ستتجه نحو التصعيد والضحية في النهاية هي سوريا والشعب السوري ولذلك يجب على النظام وعلى المعارضة ان يدركوا بأن الحل المرضي للجميع هو في الحوار والا فإن اسرائيل ستكون اكثر المستفيدين من احداث سوريا ولن يصلوا الى نتيجة؟

غياب الديمقراطية
> في رأيك ما الذي يجعل التشبث بالحكم في الوطن العربي سبباً لتدمير الشعوب؟
>> غياب الديمقراطية هو الخلل الاساسي الذي يعاني منه العرب ليس من اليوم وانما من خمسينيات القرن الماضي ولذلك فإن اي حاكم ديكتاتوري تأخذه العزة بالإثم ويعتقد في نفسه انه الكل في الكل.. لنأخذ مثلاً الرئيس جمال عبدالناصر رحمه الله لم يحكم عبر مؤسسات دستورية وبالتالي كانت النتيجة المؤسفة هزيمة 5 يونيوعام 1967م ولو كان عنده مؤسسات دستورية كان نظامه استمر ولن يصل العرب الى مرحلة كامب ديفيد حتى لو حدث نوع من السلام مع اسرائيل نتيجة لضغط دولي سيكون سلاماً مشرفاً يضمن عل الأقل ادنى حد من حقوق الشعب الفلسطيني وفي نفس الوقت لن تخرج مصر من معادلة الصراع العربي الاسرائيلي وانما سيستمر دور مصر كقائدة للعالم العربي.
الرئيس جمال عبدالناصر كان زعيماً وطنياً بامتياز  بغض النظر عن ديكتاتوريته وأنا كنت ناصريا متأثراً بتجربته.. لكن مع الأسف الشديد تصور انه يمكن أن يحكم بواسطة الجيش والمخابرات وعبر مجالس صورية.. البعض يعزوا ذلك الى ان فترة الخمسينات والستينات كانت فترة صراع مع اسرائيل ويجب ان يكون الحكم ديكتاتوري لكن أنا اقول هذا تصور خاطئ فأي حاكم يفكر في ان يحكم بدون مؤسسات دستورية فهذا هو الخطأ الذي يشكل كارثة للحاكم والمحكوم  وانا اعتقد انه من مصلحة الزعامات العربية ان تبني لنفسها تاريخاً لأن هذه الحياة لا تساوي شيئاً ولا احداً يبقى فيها مخلدا..ً أي افضل للزعيم العربي ان يحكم فترة من الزمن عشر سنوات مثلاً ويكون له تاريخ ناصع ام يظل متمسكاً بالحكم حتى ينتهي به المطاف الى السجن أو القبر أو المنفى وهذا ما حدث للعديد منهم في ثورات الربيع العربي وعلى الآخرين أن يستفيدوا ممن سبقهم.

الخبر التالي : العثور على فتاة قذفتها مياه البحر بالحديدة وأسعار الفنادق تضطر الزائرين للمبيت في الشؤاطى

الأكثر قراءة الآن :

هام...قيادي بارز في المجلس الانتقالي يُعلن استقالته(الإسم)

رئيس مجلس الشورى يحث واشنطن على ممارسة ضغط أكبر على الحوثيين !

منظمة ميون تجدد مطالبتها للحوثيين بفك الحصار على مديرية العبديه

بحوزة سعودي ومقيم...السلطات السعوديه تحبط تهريب شحنة مخدرات ضخمة

الخدمة المدنية تعلن يوم الخميس اجازة رسمية

مقترحات من