الاربعاء ، ١٧ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠١:١١ صباحاً
صحفية يمنية تروي تفاصيل قصة مأساة صديقتها الطبيبة «العانس»
مقترحات من

صحفية يمنية تروي تفاصيل قصة مأساة صديقتها الطبيبة «العانس»

قد يعجبك أيضا :

انطلاق منصة (مال) للعملات الرقمية المشفرة برؤية إسلامية

الحوثيون يستنجدون باحفاد بلال لرفد الجبهات...ماذا يحدث؟

مصدر ميداني يكشف حقيقة سيطرة الحوثيين على الجوبه!

شاهد الصور الأولية للحوثيين من أمام منزل مفرح بحيبح بمديرية الجوبه عقب سيطرتهم عليها

عاجل...التحالف العربي يعلن تدمر مسيرة حوثية

�ديقتي شبيهة بقصص الكثير من الفتيات في اليمن اللواتي يطلق عليهن لقب "عانس". هي لم تختر اللقب القاسي جدا. المجتمع أطلقه عليها تلقائياً ما إن وصلت إلى عمر 28 سنة. ها هي الآن على مشارف الأربعين ومازالت كما كانت دائماً، تحمل قلب مراهقة وتحلم أحلام الأطفال.

صديقتي من عائلة متشددة قبلية، حيث أغلب فتيات العائلة لسن متعلمات. ومن تدخل المدرسة لا تصل إلى الجامعة لأسباب عديدة، منها الخوف من الاختلاط بالرجال، والخوف من أن الشهادة الجامعية قد تدفعها إلى التفكير بأن تعمل! فاذا أصبحت امرأة عاملة أخافت الرجال الذين يرون في المرأة المتعلمة شخصية قوية ومستقلة قد تكون نداً لهم، أو في بعض الأحيان افضل منهم. المتعلمة التي تعمل تكون بمثابة وجع رأس ليسوا بحاجة إليه هم الذين يبحثون عن الزوجة التي لا تجيد إلا الطاعة والخنوع التامين.

لحسن حظ صديقتي أن والدها قرر تحدي المجتمع والعائلة التي لا يوجد فيها نساء تلقين تعليماً عالياً. علم إبنته أفضل تعليم وتابع تفوقها عاماً بعام إلى أن وصلت إلى كلية الطب وهي من الكليات التي تخيف حتى الرجال الذين قد يوصفون بالمنفتحين لأنه مجال يحتاج إلى سنين طويلة من التعليم ثم انشغال كبير في المستشفيات.

وبدخول صديقتي للجامعة ضاعت أي فرصة لها بالزواج من قريب لها في العائلة. ووالدها لم يسمح لها بالإختلاط والخروج والتعرف على الناس، فانحسرت دائرة علاقاتها كثيراً ولم يكن جمالها يؤهلها لتكون العروس اللقطة التي ما إن تلمحها إحدى الأمهات في أحد الأعراس لتختارها عروساً لابنها.

الشابة التي دخلت على الجامعة مشدودة بالخوف من امراض المجتمع وتقاليده كانت شديدة الحزم والحدة في التعاطي مع زملائها خوفاً من أي تصرف يفهم بطريقة خاطئة. ووصلت في حدتها هذه إلى أن اصبحت منفرة لأي شخص يرغب في التعرف عليها. اختارت أن تستمر في الطريق الآمن ولا تقترب من أي شيء قد يغضب والدها في يوم من الأيام. هكذا خسرت فرصاً واحتمالات كثيرة في الحياة الجامعية لن تتكرر لاحقا. وهي خسارات لا تعوض بالطبع.

رأت زميلاتها يختلطن ويتعرفن على شبان وتعقد زيجات كثيرة بينما هي لم تجرؤ على الإقدام ولو على خطوة واحدة تظن أنها قد تعرض سمعتها للخطر، حتى لو كانت تلك الخطوة حديثاً بريئاً مع زميل. ومع أنها كانت تحلم بأن تكمل دراستها في الخارج فإن والدها لم يسمح لها بذلك، فانتهى حلمها بالسفر.

صديقتي مثل أي فتاة حلمت بأن تحب وتجد حباً بالمقابل لكنها اكتفت بحب من طرف واحد لأحد الأطباء العائدين بعد دراستهم في الخارج، وكان يبدو عليه أنه أكثر انفتاحاً من غيره. لكن الدكتور لم يشعر بها ولم يلحظ وجودها، واستمرت في تخيل حياتها معه وكان أكثر ما شدها له هو حلمها بأنه سيسمح لها بالدراسة في الخارج، وقيادة السيارة.

كل هذا لم يحدث وما زالت صديقتي كما هي. تستمع إلى أغاني الحب وتنتظر حلماً قد يتحقق وقد لا يتحقق. والمجتمع نفسه الذي بالكاد سمح لها بأن تصير طبيبة، مع آلاف العراقيل في دربها، لا يرى فيها الدكتورة التي صارتها، بقدر ما يرى فيها العانس، كأن عدم الزواج ذنب لا يمحوه أي انجاز، حتى لو كان شهادة في الطب.

 * للاستماع لماقالته هند الارياني عن صديقتها الطبيبة العانس اضغط هنا

الخبر التالي : بالصور..فستان زفاف عمره 50 عاماً وارتدته 25 عروساً

الأكثر قراءة الآن :

هام...قيادي بارز في المجلس الانتقالي يُعلن استقالته(الإسم)

رئيس مجلس الشورى يحث واشنطن على ممارسة ضغط أكبر على الحوثيين !

منظمة ميون تجدد مطالبتها للحوثيين بفك الحصار على مديرية العبديه

بحوزة سعودي ومقيم...السلطات السعوديه تحبط تهريب شحنة مخدرات ضخمة

الخدمة المدنية تعلن يوم الخميس اجازة رسمية

مقترحات من