وبحسب المتابعين فإن مليشيات الحوثي سرّعت مؤخراً في تنفيذ خطتها في الاستيلاء على المناطق الواقعة حول العاصمة صنعاء،  من خلال فتح جبهات جديدة في بني مطر، إلى جانب همدان، وذلك بعد التحركات الأخيرة للرئيس هادي ضد رموز النظام السابق، ودخول الجيش بقوة في خط المواجهة مع تلك المليشيات.

 

البعض رجح فرضية سعي الحوثي لتطويق العاصمة صنعاء، والسيطرة على الطرق الرئيسية التي تربطها ببقية المحافظات، وهذا ما يتضح جلياً من خلال سعيها للسيطرة على جبل «ضين»الاستراتيجي والذي يقع على طريق صنعاء عمران، واليوم فتح الحوثيون حرباً جديدة في منطقة «الظفير»ببني مطر غرب العاصمة، والهدف منها هو السيطرة على جبل الظفير الذي يشرف على طريق صنعاء المحويت، وفي حال تمكن الحوثيين من السيطرة عليه فإنهم بذلك يكونون قد سيطروا على الجهة الشمالية من العاصمة صنعاء وعلى الطريق التي تربطها بالمحويت.

 

ولعل الخطورة تكمن في أن الحوثيون باتوا على مقربة كبيرة من طريق صنعاء الحديدة، التي تمر عبر مديرية بني مطر، وهي الطريق التي تمثل عصب الحياة بالنسبة للعاصمة صنعاء، وفي  حال تم السيطرة عليها، فإن العاصمة صنعاء تكون قد قُطع عنها الشريان الرئيسي الذي يمدها بالغذاء والوقود وكل مقومات الحياة.

 

أضف إلى ذلك التواجد الملحوظ لعناصر الحوثي في مديرية بني حشيش الواقعة شرق العاصمة صنعاء والتي تمثل أحد معاقل الجماعة في محافظة صنعاء، حيث تؤكد المصادر وجود نية مبيتة لدى الحوثيين في السيطرة على مواقع هامة هناك، وبما يمكنها من الاستيلاء على طريق صنعاء مأرب .

 

وجنوباً تشهد المناطق المتاخمة للعاصمة صنعاء وبالتحديد في مديرية سنحان تواجداً ملحوظاً لمليشيات الحوثي أيضاً.

 

ولو أعدنا النظر في هذه التفاصيل وجمعناها لاتضحت  لنا الصورة أكثر، ولتبين أن الحوثيين يسعون لتطويق العاصمة صنعاء، تمهيداً للسيطرة عليها، وربما حينها ستنشط الخلايا الحوثية النائمة في العاصمة صنعاء والتي لا أحد يستطيع تجاهل وجودها .

 

تطورات ميدانية

 

ميدانياً استمرت المواجهات بين مليشيات الحوثي القادمة من همدان، وبين أهالي قرية الظفير الواقعة شمال غرب صنعاء حتى عصر اليوم، حيث تمكن أبناء المنطقة من إفشال محاولة سيطرة الحوثيين على جبل الظفير الهام.

 

ورغم دخول تلك المليشيات إلى القرية المتاخمة للجبل، وقيامها بتفجير أربعة منازل، واعتقال الشيخ عبد الله الظفيري بعد تفجير منزله، إلى جانب 4 آخرين، إلا أنها لم تتمكن من البقاء في القرية، ولم تتقدم ناحية الجبل.

 

وبحسب المصادر المحلية فإن أبناء الظفير المتمركزين في جبل الظفير تمكنوا من صد هجوم الحوثيين، ودمروا طقمين تابعين للحوثي، وقتل وجرخ من كان على متنهما، وهو ما اضطر مليشيات الحوثي إلى قصف جبل الظفير بالمدفعية الثقيلة والهاونات من شبام وثلا ومواقع أخرى، وقد أسفر القصف عن مقتل شخص من أبناء المنطقة وجرح 5 آخرين.

 

وفي همدان قصفت قوات الجيش المرابطة في منطقة نقم وتبة زيد في ضروان وكذا في الجايف الأسفل  عصر اليوم مواقع الحوثيين في بيت الحداد والغيل وبني مونس والجايف الأعلى وغيرها، في الوقت الذي أخلى الحوثيون 24 جثة في منطقة الجايف الأسفل وحدها.

 

وبحسب المصادر فقد وصلت تعزيزات عسكرية كبيرة من قوات الاحتياط والمنطقة العسكرية السادسة إلى مناطق المواجهات في همدان، وذلك لردع مليشيات الحوثي التي تسعى للسيطرة على جبل ضين من جهة همدان.

 

عمران هي الأخرى كان لها نصيب من اعتداءات الحوثي اليوم الإثنين، حيث بادرت مليشيات الحوثي منذ فجر اليوم بقصف مواقع الجيش في جبل الجنات، وذلك من مواقعها في جبل المحشاش، حيث قام الجيش بقصف مواقع الحوثيين في المحشاش بالمدفعية الثقيلة والهاونات والدبابات، في حين حلق الطيران الحربي ظهر اليوم فوق سماء عمران والمواقع التي تشهد مواجهات، إلا أنه لم يقصف أي أهداف.

 

وفي محيط جبل ضين جددت مليشيات الحوثي قصفها لمواقع الجيش في الجبل بمختلف الأسلحة الثقيلة، من مواقعها في بني ميمون وسحب وعمد وروى وغيرها، من جانبه قامت قوات الجيش في جبل ضين بقصف مواقع الحوثيين في تلك المناطق بمختلف الأسلحة الثقيلة، وبحسب  المصادر فقد تم تدمير العديد من الأهداف الحوثية، وقتل وأصيب منهم العشرات، يأتي هذا بالتزامن مع قيام مليشيات الحوثي باحتلال السجن المركزي بعمران بعد أيام قليلة من تسليمه للجنة التهدئة.