والكتاب الذي تضمن مقدمة وستة دراسات مختارة عن تاريخ اليمن جاء في مقدمته موجز عن إشكالية الإقدام على دراسة التاريخ الحديث والمعاصر، أو الابتعاد عنها.

 

وأول هذه المواضيع دراسة حول الشخصية الرئيسة التي واكبت الأحداث وأثرت وتأثرت بها ؛ فقد قَدّم الكتاب دراسة حول الإمام يحيى حميد الدين، نشأته، وتعليمه، وعلمه، ومواقفه على الصعيد الداخلي اليمني، ثم مواقفه من مطامع الدول الكبرى التي كانت تحوم حول اليمن كطيور جارحة. وقد ناقش كذلك الأوضاع الداخلية في اليمن، الاجتماعية والثقافية والاقتصادية والسياسية، قبيل وأثناء تولي الإمام يحيى مقاليد الإمامة. ثم تعرض إلى الوضع الدولي والتنافس التجاري الدولي على الموانئ اليمنية.

 

وتضمن الكتاب شهادات معاصرة لمسؤولين أمريكيين حصلت عليها من الوثائق الأمريكية المحفوظة في الأرشيف الوطني الأمريكي مترجمة للعربية مع بعض الإيضاحات الضرورية.

 

وتضمن الكتاب أيضاً بحثاً عن تعز في النصف الأول من القرن العشرين؛ حاول أن يرسم تصوّراً لمدينة تعز في هذه الفترة المتقلبة والمضطربة من تاريخ اليمن والجزيرة العربية، تناول فيها البحث أوضاع هذه المدينة السياسية والإدارية في العهد العثماني المتأخر وعهد الإمام يحيى إلى أن أصبحت مقرّاً للإمام أحمد بن يحيى حميد الدين وعاصمة لليمن خلال السنوات الثلاث الأخيرة من فترة الدراسة.

 

والبحث الأخير دراسة وثائقية عن الموقف الأمريكي من انقلاب عبد الله الوزير على الإمام يحيى حميد الدين؛ الذي كان قد عقد معاهدة مع الولايات المتحدة قبل نحو عام من الإنقلاب عليه؛ رصدت الدراسة موقف الولايات المتحدة من الإمام يحيى ومن اليمن من خلال الوثائق الأمريكية.