لم يعد يخفى على أحد أن ما يحدث اليوم من تحركات مشبوهة لمليشيات الحوثي الإرهابية تحت مبررات رفض الجرعة وإسقاط الحكومة، إنما هي ثورة مضادة يقوم بها النظام السابق بتمويل وتخطيط من صالح وبعض رموز نظامه، بينما يقوم الحوثي فيها بدور تمثيلي ليس إلا.
 
وفي هذا السياق أوضح مصدر محلي بمحافظة صنعاء مشاركة معظم أعضاء المجلس المحلي عن حزب المؤتمر في الصلاة التي دعا لها زعيم جماعة الحوثي في شارع المطار الجمعة الماضية.
 
وبحسب المصدر فإن توجيهات عليا من قيادة المؤتمر قضت بضرورة المشاركة الواسعة لأعضاء وكوادر المؤتمر في كل فعاليات الحوثي حول العاصمة صنعاء، وداخلها.
 
وأكد المصدر بأن الرأي العام السائد في صفوف أعضاء وأنصار المؤتمر الشعبي العام هو أن ما يحدث ثورة شعبية ضد الفساد، وهو ما يتنافى مع مزاعم المؤتمر الشعبي العام حول وقوفه إلى جانب الإصطفاف الوطني الشامل، ورفضه كل ما يهدد أمن الوطن ووحدته ونظامه الجمهوري.
 
وكانت مصادر مطلعة أكدت وجود تواصل مستمر بين رئيس المؤتمر الشعبي العام، وبين زعيم جماعة الحوثي، وأن ذلك التواصل ارتقى مؤخراً إلى مستوى التنسيق المتبادل.
 
وأشارت إلى أن صالح أوفد أحد مشائخ محافظة صنعاء المحسوبين عليه إلى صعدة للقاء عبد الملك الحوثي والتنسيق معه قبل يوم واحد من انطلاق اللجنة الرئاسية المكلفة بالتفاوض مع زعيم الحوثيين.
 
وأوضحت المصادر بأن صالح على علم بكل تحركات الحوثي، وأنه يحاول استثمار تحركات الحوثي لمصلحته، في الوقت الذي يسعى الحوثي للاستفادة من القاعدة الجماهيرية للمؤتمر الشعبي العام لتحقيق  أكبر قدر ممكن من المكاسب الميدانية والسياسية.
 
وحول تسريب أنباء حول ضلوع أطراف مرتبطة بالحوثيين في قضية النفق التي كانت تستهدف الرئيس السابق، أكدت المصادر أن ذلك يندرج ضمن قاعدة ذر الرماد على العيون، حيث تهدف تلك الأنباء إلى لفت نظر الناس عن التحالف بين صالح والحوثيين خصوصاً بعد وصول درجة الخطورة التي تمثلها تحركات الحوثيين إلى ذروتها، وإيهام الناس بأن صالح صار أيضاً مستهدفاً من قبل الحوثيين.
 
الجدير بالذكر أن اللجنة الرئاسية المكلفة بالتواصل مع زعيم جماعة الحوثي عادت اليوم إلى صنعاء والتقت برئيس الجمهورية، معلنةً فشل المفاوضات نتيجة تعنت جماعة الحوثي ورفضها لكل العروض التي قدمتها اللجنة بهدف تخفيف  الاحتقان ووقف التوتر وإنهاء أسبابه.