شهدت الآونة الأخيرة تزايد أعداد المقاتلين في صفوف مليشيات جماعة الحوثي المسلحة من شريحة الأطفال، حيث يسقط في كل معركة من معارك الحوثي العشرات من الأطفال ما بين قتيل وجريح وكذلك أسير.
وبحسب المصادر فإن الآلاف من الأطفال المغرر بهم قد انخرطوا في صفوف مليشيات الحوثي المسلحة، بعد أن قامت الجماعة بغسل أدمغتهم والتغرير بهم، والكذب على أهاليهم بحجة أنهم يدرسونهم في مدارس ومعاهد صعدة، إلا أن الحقيقة أن الجماعة قد زجّت بهم في معارك طاحنة في مختلف الجبهات للقتال، وهو ما يعتبر انتهاكاً صارخاً لحقوق الطفولة، وجريمة يعاقب عليها القانون الدولي.
وفي هذا السياق أكدت مصادر محلية بمحافظة الجوف مقتل عدد من الأطفال الذين كانوا يقاتلون في صفوف مليشيات الحوثي خلال المعارك التي شهدتها منطقة الغيل ومناطق أخرى يوم أمس الأول.
وبحسب المصادر فإن عدد من قتلى الحوثيين هم من الأطفال كما توضحه الصورة المرفقة بهذا الخبر، في الوقت الذي لم تقم المنظمات المعنية بالدفاع عن الأطفال ووقف الانتهاكات بحقهم بأي دور لوقف الإستغلال الوحشي من قبل جماعة الحوثي لهذه الشريحة.
شهود عيان ومواطنون أكدوا بأن جماعة الحوثي قامت مؤخراً بأخذ مئات الأطفال من صعدة وسفيان وغيرها، بعد أن زعمت لأهاليهم بأنها ستقوم بنقلهم إلى صنعاء للمشاركة في الاعتصامات هناك، إلا أن الحقيقة أنهم ذهبوا بهم إلى الجوف للقتال، وهو ما يحدث أيضاً في مختلف الجبهات التي تخوض فيها مليشيات الحوثي حروبها العبثية.
وكانت قضية استخدام جماعة الحوثي للأطفال في القتال، قد أثيرت في وقت سابق من هذا العام، عندما فوجئ عدد من أهالي منطقة دار سلم وحزيز جنوب صنعاء بأطفالهم الذين خرجوا في رحلات طلابية مع جماعة الحوثي، يعودون جثثاُ هامدة في صناديق الموت، حيث تبين لهم فيما بعد أنهم لم يكونوا في رحلات طلابية، وإنما في مهمات قتالية في منطقة أرحب التي سبق وخاض الحوثيون فيها معارك شرسة ضد القبائل.
حينها احتج أهالي الأطفال القتلى، وساد التوتر المنطقة، كما أن منظمات حقوقية حينها تحركت، ونددت باستخدام الأطفال في جبهات القتال من قبل الحوثيين.
لكن لا يبدو أن قيادات جماعة الحوثي يكترثون بأصوات الحقوقيين، أو بكاء الأمهات اللاتي فقدن أولادهن في عمر الزهور، وهو ما يتضح من خلال تزايد أعداد الأطفال الذين يقاتلون في صفوف مليشيات الحوثي في الآونة الأخيرة.
ولم يتوقف الأمر عند استهتار الحوثيين بأرواح الأطفال من خلال الزج بهم في معارك حصادها الموت، بل تجاوز ذلك إلى الاستخفاف بأجسادهم حتى بعد الموت، حيث أكدت مصادر في محافظة الجوف بأن الحوثيون خلفوا وراءهم متعمدين 17 جثة من جثث مقاتليهم الذين سقطوا أمس الأول في المواجهات بمنطقة الغيل، وبحسب المصادر فإن معظم الجثث هي لأطفال في عمر الزهور.
وأضافت المصادر بأن الحوثيين رفضوا استلام جثث قتلاهم رغم مطالبة اللجان الشعبية لهم عبر الوسطاء باستلام تلك الجثث، حيث أكدت المصادر بأن الحوثيين نفو أي علاقة لهم بها، الأمر الذي يؤكد حقيقة وحشية هذه الجماعة وقيادتها التي لا تكترث بأرواح الناس حتى الأطفال منهم.
