الحوثي يقود انقلاب فاشل لإسقاط الدولة ضمن مخطط إيراني

قد يعجبك أيضا :

مجريات الأحداث وتصاعدها على هذا النحو الخطير على يد عصابة الحوثي المتمردة على أن الهدف هو إسقاط الدولة، وتدمير مؤسساتها، وتصفية كل من لا يزال يؤيد مشروع بناء الدولة اليمنية الحديثة القائمة على الأسس التي أرستها ثورتي سبتمبر وأكتوبر المجيدتين، تمهيداً لإقامة كيان جديد قائم على العنصرية المقيتة وفق مخطط إيراني خبيث.

فمنذ أن كشرت جماعة الحوثي عن أنيابها عقب ثورة 11 فبراير 2011 كانت حريصة على التخفي وراء مظلوميتها، وتحت هذا الغطاء تمكنت من السيطرة على صعدة، وأجزاء من عمران، وحجة والجوف، وعملت على محو كل ما يمت إلى النظام الجمهوري والدولة بأي صلة في هذه المحافظات.

ثم عقب ذلك انتقلت هذه العصابة الإرهابية للتخفي وراء شعارات محاربة التكفيريين والمتشددين ابتداء من حربها الإجرامية على دماج وحاشد وانتهاءً بعمران، وهي الشعارات والأهداف التي تلقى قبولاً لدى الغرب وبالتحديد أمريكا، ما جعلها مرضيٌ عنها لدى القوى الدولية الفاعلة، كل هذا بتخطيط وتوجيه مباشر من طهران.

وفي كل مرحلة من مراحل مخططها الإجرامي لم تعجز هذه الجماعة الإرهابية عن إيجاد غطاء تخفي وراءه أهدافها الحقيقية، حتى وصلت إلى صنعاء، حيث اتخذت من التذمر الشعبي تجاه قرار الجرعة غطاء تخفي وراءه أهدافها، وفعلاً تبنت عصابة الحوثي المطالبة بإسقاط الجرعة والحكومة ظاهرياً، عن طريق الاحتجاجات، لكنها اتخذت من تلك الاحتجاجات وسيلةً لحشد المسلحين، وتلغيم العاصمة، تمهيداً لإسقاط الدولة.

ومؤخراً خلعت جماعة الحوثي كل الأغطية التي أخفت وراءها نواياها الحقيقية، وباتت أهدافها ماثلة للعيان، لا يخطئها إلا متحالف معها، أو جاهل بما يدور على الأرض.

ولعل نظرة واحدة للمعطيات على الأرض كفيلة بأن تكشف لنا أبعاد المخطط الحوثي لإسقاط العاصمة ومن ثم الدولة والنظام الجمهوري، حيث بدأت الجماعة احتجاجاتها بمحاصرة العاصمة صنعاء في المداخل الرئيسة بمخيمات مسلحة، ثم قام عناصرها بقطع الطرق المؤدية للعاصمة عدة مرات، ثم تطور الأمر إلى قطع شوارع صنعاء بمخيمات شبه مسلحة، ثم تطور الأمر إلى مهاجمة معسكرات الجيش جنوب العاصمة بمنطقة حزيز ، وأخيرا مهاجمة العاصمة من الأطراف الشمالية والشمالية الغربية.

وازدادت الحقيقة الإجرامية لجماعة التمرد الحوثي وضوحاً ليلة أمس حينما هاجمت عصاباتها المسلحة المسنودة لوجستياً من الرئيس المخلوع مجمع التلفزيون بمختلف أنواع الأسلحة، علماً بأن استهداف هذه المؤسسة الحيوية والهامة قد تجدد اليوم، ما يؤكد وجود مخطط لإسقاط الدولة من خلال السيطرة على أهم المؤسسات العسكرية والمدنية كمعسكرات الجيش ومؤسسات الإعلام.

ولو اضفنا إلى ذلك مهاجمة الجماعة الحوثية للنقاط الأمنية القريبة من مطار صنعاء الدولي، فضلاً عن إقامة بمنطقة الرحبة القريبة منه، تكون الصورة قد اتضحت لنا ولم يبقى ما يحتاج إلى توضيح.

إن عصابة التمرد الحوثية ماضية بكل إمكاناتها الذاتية، وبكل ما تحظى به من دعم داخلي من النظام السابق، وخارجي من إيران باتجاه إسقاط الدولة، والنظام الجمهوري، وهذا يتطلب من جميع القوى الوطنية الشريفة استنفار طاقاتها لمواجهة هذا الخطر الداهم الذي يكاد يعصف بكل المكتسبات الوطنية منذ ثورتي سبتمبر وأكتوبر المجيدتين، ومروراً بالوحدة وغيرها من المنجزات .

الخبر التالي : مقتل وكيل وزارة الكهرباء المهندس عقلان في شارع الـ 30 بصنعاء