الثلاثاء ، ٢٣ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٢:٣٤ مساءً
الدكتور الإرياني: علاقة المؤتمر بالحوثي غامضة ولا تخدم الوطن ولا الحزب ووضع الدولة شاذ بسبب سيطرة طرف بالقوة على مؤسساتها
مقترحات من

في حوار صريح وشامل مع صحيفة ( 26 سبتمبر نت )

الدكتور الإرياني: علاقة المؤتمر بالحوثي غامضة ولا تخدم الوطن ولا الحزب ووضع الدولة شاذ بسبب سيطرة طرف بالقوة على مؤسساتها

قد يعجبك أيضا :

انطلاق منصة (مال) للعملات الرقمية المشفرة برؤية إسلامية

الحوثيون يستنجدون باحفاد بلال لرفد الجبهات...ماذا يحدث؟

مصدر ميداني يكشف حقيقة سيطرة الحوثيين على الجوبه!

شاهد الصور الأولية للحوثيين من أمام منزل مفرح بحيبح بمديرية الجوبه عقب سيطرتهم عليها

عاجل...التحالف العربي يعلن تدمر مسيرة حوثية

الدكتور عبد الكريم الإرياني مستشار رئيس الجمهورية أنه من الصعب تشخيص الحاضر تشخيصًا دقيقًا نظرًا لاختلاط الأوراق، مضيفاً في الحوار الصحفي الشيق الذي أجرته معه صحيفة 26 سبتمبر الأسبوعية أن الوضع الذي نعيشه اليوم هو وضع شاذ بكل ما في الكلمة من معنى وذلك لأن هناك دولة بهياكلها ووزاراتها ومؤسساتها لا تحكم..
 
وأضاف في الحوار الشيق أن هناك فئة سياسية جديدة على المسرح هي التي "تتحكم"، في إشارة إلى جماعة الحوثي، مضيفاً : " وأنا أعرف هذه الفئة السياسية أو الحركة الحوثية أو أنصار الله أنهم يمثلون حركة سياسية غير مدنية تسعى إلى تحقيق أهدافها بالطرق والوسائل العسكرية.، وبالنسبة لي تلك الأهداف غير معلنة أو غير معلومة، وتبدو أنها غير محدودة".
 
 
وأضاف بأن هذا هو الواقع المؤلم الذي نعيشه، على الرغم من التراث الحقيقي لدينا سواءً في الحوار الوطني ومخرجاته أو في اتفاق السلم والشراكة، مؤكداً أنه لدى اليمنيين التراث الذي يسمح بقيام الدولة المدنية الحديثة التي يسود فيها القانون.، لكن ماي يحدث اليوم في كل مؤسسة وفي كل وزارة تصرفات قوة سياسية طابعها عسكري ولا يحكمها القانون، مضيفاً : " يؤسفني أن أكون قاسيًا.. لكن الكذب على الشعب محرم ".
 
وتساءل الدكتور الإرياني مستشار الرئيس عن مفهوم الدولة، وعما إذا كانت تخضع لحركة، أم كل الأحزاب السياسية تخض لأسس الدولة، ولا تخضع لطغيان الدولة، مشيرا إلى أن الخضوع لطغيان الدولة غلط.
 
وأضاف بأنه في حال كان عليهم – الحوثيون - الماضي شكل من أشكال الطغيان فليس لهم الحق أن يهدموا الدولة، لافتاً إلى أنه  " في الوقت الحاضر ليس عليهم أي طغيان ولا ظلم هم شركاء ونحن زملاء "، مؤكداً بأن ما جرى في اليمن منذ مجيئ الرئيس عبد ربه منصور هادي الكل فيه شركاء، متسائلا : " فلماذا تتميز فئة بأنها تتحكم في الدولة دون غيرها".
 
وأوضح الإرياني أن هناك خارطة طريق جاء اتفاق السلم والشراكة مكملاً له، مشيرا إلى أن خارطة الطريق الأساسية هي المبادرة الخليجية، " تلك المبادرة استندت إلى إنهاء الصراع بين الحزب الحاكم والمعارضة كانت هذه هي الخطوة الأولى في المبادرة وانتهى الصراع بين الحزب الحاكم والمعارضة بتشكيل حكومة ائتلافية".
 
وأضاف بأن المبادرة الخليجية نصت على أن يستقيل رئيس الجمهورية ويسلم صلاحياته إلى نائبه، مشيرا إلى أن هذه الخطوة تمت ، في حين أن الخطوة الثالثة تمثلت في أن ينتخب رئيس جمهورية خلال ستين يومًا وهذه الخطوة تمت، في حين كانت الخطوة الرابعة أن يحضَّر لحوار وطني وهذه الخطوة تمت أيضاً.
 
وقال بأنهم ذهبوا إلى صعدة أثناء التحضير للحوار الوطني، وعرضنا عليه المشاركة في الحوار الذي ليس له سقف، وأن الحوثي رد عليهم بالموافقة على المشاركة، " وجاؤوا وشاركوا في الحوار بكل قواعده ومخرجاته شأنهم شأن أي مكون من مكونات الحوار بعدده التسع الفرق ".
 
وأضاف بأنه حدثت تعرجات وحدثت مشاكل، وتعرضوا للاغتيالات، يقصد الحوثيين، لافتاً إلى أن " هذا أمر لا نستطيع أن ننكره لكنه لا يوقف خارطة الطريق المتفق عليها، وعقب ذلك جاء اتفاق السلم والشراكة لم يخرج عن هذه الخارطة قيد أنملة.
 
وقال الإرياني أنه سواء " ذكرت المبادرة الخليجية في اتفاق السلم والشراكة أم لم يذكر، فكل ما نعمله اليوم وغدًا وبعد غد حتى ينتخب مجلس النواب، من المبادرة الخليجية سواءً ذكرناها في أدبياتنا أم لم نذكرها، لأنه بدونها كان لا يمكن أن نصل إلى حوار وكان لا يمكن لأنصار الله أن يشاركوا في الحوار ولو يتبرأون منها ".
 
وأشار إلى أن اتفاق السلم والشراكة جاء ليضع كثيرًا من الأمور في محلها، ويضع القضايا في نصابها، مضيفاً أنه كان  قد تفاوض مع أنصار الله هو وعبدالقادر هلال حول بعض القضايا، لكنه أعلن فشله.
 
وأرجع سبب فشلهم في التوصل إلى اتفاق في المفاوضات مع أنصار الله إلى أنهم سبق واتفقوا على كل شيء، وأنه وهلال كانوا مصرين على رفع المخيم الذي في "عصر" والمخيم الذي أمام معسكر 48 لأنها كانت أماكن في مواقع الاحتكاك ستفجر كل شيء وكذا رفع المخيم من طريق المطار، لافتاً إلى أنهم تفاوضوا على كل شيء، إلا أنه وعندما وصلوا إلى نهاية التفاوض فاجأهم الحوثيون بالقول أنهم لا يمكن أن يرفعوا  المخيم من أمام الصباحة ولا من أمام حزيز إلا بعد تشكيل الحكومة.
 
وكان الإرياني قد أعلن فشل المفاوضات مع أنصار الله في 11 سبتمبر الماضي، لأن الطرفين كانا قد توصلا إلى صيغة اتفاق يلبي جميع مطالبهم، وأن عبد القادر هلال سألهم عما إذا كان لديهم أي طلب، فرد ممثل الحوثي أنه لم يعد لديهم أي طلب غير ما تم الاتفاق عليه.
 
إلا أن الإرياني أعلن فشله في المفاوضات بعد رفض الحوثيين رفع المخيمات، وبالتحديد مخيمات حزيز والصباحة، كونهما جوار معسكرين.
 
وأضاف الإرياني : " بعد ذلك جاء بن عمر واجتمعنا اجتماعين في فندق موفمبيك ثم تقرر أن جمال بن عمر سيذهب إلى صعدة وجاء بالاتفاقية وتفاصيلها طويلة.. ووقعنا عليها يوم 21سبتمبر بعد أن دخلوا صنعاء.. كيف تفسر هذا الكلام".
 
وأشار إلى أن الحوثيين وقعوا على اتفاق السلم والشراكة ثم ترددوا في القضية الأمنية، ثم بعد ذلك تم تلبية مطالبهم، مشيرا إلى أن القضية الأمنية الملحقة باتفاق السلم والشراكة هي مقياس الالتزام الأول، لكن للأسف جاء تمدد أنصار الله واستمر، وعمليًا هدمت الدولة.
 
وأضاف بأن اليمن دولة معروفة في كل أنحاء العالم وعلمها مرفوع في الأمم المتحدة، ومرفوع في سفارات الدول، أربعين سفارة، وعلمها مرفوع في الجامعة العربية، فكيف يزعم أنصار الله أنه ليس هناك دولة ؟.
 
وردا على سؤال حول ادعاء أنصار الله بأن الدولة تعاني من اختلالات وضعف، قال الإرياني أن الجميع شركاء، فلماذا لن يقوم بإصلاحها إلا هو ، في إشارة للحوثيين، مضيفين أن الجميع متفقون على أنهم شركاء لإصلاح الإخلالات، متسائلا : " فلماذا يعطي الحوثي لنفسه الحق وكأن الآخرين ليسوا شيئًا؟، نحن شركاء في إصلاح الإخلالات، وهذه الإخلالات تصلح عندما نتفق أننا دولة واحدة موحدة قوانينها السارية تسري والناقصة تأتي".
 
وتساءل الإرياني عن الوصاية التي يرفضها الحوثيين، مضيفاً : " نريد أن نوضح حقيقة غائبة عن كثرين وهي انه عندما عاد السيد جمال بن عمر من صعدة جاء بنص اتفاق السلم الشراكة مضافاً فيها فقرة البند رقم (17) من الاتفاق هذا البند لم يكن موجوداً وتم صياغته وإضافته في صعدة وعاد به جمال بن عمر.. ولا ندري لماذا يكثر الحديث عن الوصاية على اليمن".
 
وأضاف بأنهم تم قبول الحوثيين على علاتهم، على أن يقبلوا هم البقية على علاتهم، هذا إذا كنا نريد فعلاً أن نبني اليمن، لكن أن يفرض علينا رأيه ونحن نفرض آراءنا عليه هذه المسألة غير واردة.
 
وأضاف بأن الامتدادات الاجتماعية لا تعطي أي شخص كائناً من كان في الدنيا أن يتدخل في شؤون الدولة التي هو جزء منها، متسائلا لماذا تتدخل جماعة الحوثي في شؤون الدولة، ولماذا تتدخل في أداء موظفي الدولة، وهل هل هناك سابقة وحالة مماثلة في العالم مثل هذه الحالة؟.
 
وتساءل الإرياني عما إذا كانت تصرفات الحوثيين هي السبيل لمحاربة الفساد في مؤسسات الدولة، وهل هذا هو الطريق الصحيح، مشيرا إلى أن ما تقوم به جماعة الحوثي غير معهود في جميع أنحاء العالم، مشيرا إلى أن اليمن اليوم ليست كأي دولة في العالم.
 
وأكد بأنه ليس هناك من يفرض على الدولة أي قرار على الإطلاق، فقرارات اليمن هي لليمن، " كون اليمن تتعاون مع المجتمع الإقليمي والدولي هذا شيء متعارف وطبيعي في العالم كله،  لبنان في مشاكله حلها تعاونه مع المجتمع الإقليمي والدولي، كل الناس الذين يدخلون في مشاكل وصراعات يأتي المجتمع الإقليمي والدولي لحل مشاكلهم ولوضعهم على الطريق الطبيعي لحل مشكلاتهم ".
 
وحول الظهور المفاجئ لأنصار الله وكذا سقوط العاصمة صنعاء،  قال أن هناك من يفسر هذه الظاهرة لضعف في قوات الجيش، لكنه استبعد دور الحاضنة الاجتماعية، مؤكداً أنها خرافة، بأن " ما فيش حد له حاضنة اجتماعية لوحده، لمجتمع حاضن لكل الناس وكل القوى السياسية".
 
وأوضح بأن الحوثيين يتدخلون في شؤون الدولة، ثم يسمعون عن مشكلة ويذهبون ليحلوها خارج القانون في إطار مكاتبهم وفي إطار لجان ثورية وفي إطار لجان شعبية، مشيرا إلى أن الإختلالات الأمنية موجودة في كل مجتمع، لكنها تزداد حدة عندما تضعف الدولة، مضيفاً بأن الدولة اليمنية ضعيفة وهياكلها موجودة وهي لا تحكم، ولكن أنصار الله هم من يتحكمون.
 
وأوضح بأن خاطب صالح الصماد مستشار رئيس الجمهورية عن الحوثيين بالقول : " هل تعتقدون أن ما تعملونه يبني دولة ؟، لا.. هذا يهدم دولة ولا يبنيها"، وذلك خلال حديث الصماد عن دور اللجان الشعبية في اجتماع خاص في الرئاسة، منوها إلى أنه لا يجب أن تخرج اجتماعات الرئاسة إلى الفيس بوك.
 
وأضاف بأن الدولة ومؤسساتها هي المخولة بهذا الدور وليس لأحد أن يقوم بذلك إلا إذا كان جزءًا من الدولة، متسائلا عن حكاية مواجهة الإرهاب؟، حيث أفاد بأن الحوثيين يتقاتلون مع مواطنين يمنيين، " وهناك لاشك قاعدة اصطدموا معها في "رداع"، لكن أن يرون أنفسهم أنهم موكلون أو مكلفون ومطلوب منهم القضاء على الإرهاب في اليمن، ونحن نهنئهم إذا كانوا قادرين على ذلك ، لكن الإرهاب ظاهرة لا يمكن أن تواجه بحركة غير منضبطة وغير منتظمة تتقاتل مع الناس أينما وجدت للقتال مبرراً لها ".
 
وأشار إلى أن هذه " أسطورة أنها قادرة على محاربة الإرهاب والقضاء عليه لوحدها، مؤكداً أن ما عمله أنصار الله زاد من عدد المنظمين إلى القاعدة ولم ينقصهم .
 
وقال بأن " دول الإقليم رحبت باتفاق السلم والشراكة، والأمانة العامة لمجلس التعاون بالإضافة إلى المجتمع الدولي، لكنهم بعد أن رحبوا ما رأوا لم يرَ في أي مكان في العالم، فهم يقولون نريد أن نتعامل مع دولة ولكن هناك دولة داخل الدولة، هذا الوضع لا نستطيع أن نتعامل معه، لأن هذا الوضع شاذ وما فيش دولة تتعامل مع وضع كهذا،  فقرروا أن يتوقف دعمهم لليمن وهم رابطون بالالتزام الحرفي لاتفاق السلم والشراكة وأسأل الشعب اليمن كله هل ما يعمله أنصار الله منصوص عليه في اتفاق السلم والشراكة".
 
وأوضح بأن جماعة الحوثي عبارة عن حركة تسعى لتحقيق أهدافها بالوسائل العسكرية، متسائلا عما إذا كانت الجماعة قد حققت هدفًا بطريقة مدنية، فأينما ذهبوا تجدهم بالكلاشنكوف و"العويله".
 
وأضاف " إذا كانت أجهزة الدولة وفي مقدمتها الأمن والشرطة تخضع لرقابة  متعارف عليها ومنصوص عليها في القوانين ويحاسب مجلس النواب، فيا ترى من يراقب ويحاسب اللجان الشعبية «السلطة المطلقة مفسدة مطلقة».. ومن هي الجهة التي يحق لها اقتحام منازل المواطنين رغم حرمتها وتصوير محتوياتها وعرضها على الملأ فهذا يتنافى مع الشرع والشريعة.. ولاشك أن ما جرى للشيخ صادق الأحمر هو النموذج الأسوأ.. من هي الجهة خارج نطاق الدولة التي يحق لها تسجيل بيانات المواطنين وتحركاتهم والاحتفاظ بقاعدة معلومات بذلك لأي غرض ولأي هدف.. كل ذلك خارج نطاق النظام والقانون ولا يمكن على الإطلاق في بناء دولة مدنية حديثة وأساس بناء الدولة هو احترام منظومة القوانين والخضوع لها.. إذا دعتك قدرتك على عدم الخوف من الناس فتذكر قدرة الله عليك".
 
وأشار بأنه في حالة الأوضاع غير المستقرة فإن المجتمعات تعلن انضمامها حتى إلى القاعدة، وليس فقط إلى جماعة أنصار الله، فليس هناك فرق، حد قوله.
 
وأضاف بأن الجميع شركاء متساوون، فليس هناك شريك درجة أولى وشريك درجة ثانية، فهذا لا يجوز وغير مقبول.
 
ونوه الدكتور الإرياني إلى أن هناك علاقة دبلوماسية قائمة بين اليمن وإيران ، مضيفاً : " لكن أنا لي تجربة عندما تفاوضنا مع أشقائنا أنصار الله، من يوم الثلاثاء مساءً حتى يوم الخميس وكان الاتفاق أننا أنا والأخ عبدالقادر هلال مفوضين تفويضًا كاملاً من رئيس الجمهورية وحدودنا هو الحوار الوطني ، جاؤوا الإخوان أنصار الله وفهمنا أنهم مفوضون واستمرينا نتفاوض من صباح الأربعاء ومساء الأربعاء وصباح الخميس ومساء الخميس بعد أن كنا قد بدأنا مساء الثلاثاء، وكانت الخلافات كثيرة ولكن نتوصل إلى حلول وتفاصيل المحاضر موجودة لدى الأخ عبدالقادر هلال وسكرتارية أمانة العاصمة بالذات" ، مشيرا إلى " أنهم وصلوا الساعة العاشرة والنصف مساء الخميس، وبعد أن كانوا يذهبون يستأذنون صعدة يمكن بالساعة الواحدة مرتين، ثم الساعة العاشرة والنصف مساءً بعد أن كانوا يستأذنون عن كل فقرة وكنا أنا والأخ عبدالقادر هلال صبورين صراحة لأننا مفوضين إلى درجة أنني قلت للأخ مهدي المشاط في حالة من الحالات هل قد رأيتني أو رأيت الأخ هلال يذهب إلى التلفون؟ ".
 
وأضاف: " في الساعة العاشر والنصف جاء النص الذي أقرته صعدة، لكن بدون القبول بإخلاء مخيمي "الصباحة" و"حزيز".. قلت إذًا فشلنا، أنهينا التفاوض بود لأن الفشل لا يفسد للود قضية، وفي يوم السبت ظهرًا جاء إلى صنعاء الوسيط العماني الذي في مكتب السلطان قابوس وهو يذهب ويجيئ للوساطة بين الحكومة اليمنية والحكومة الإيرانية وينقل رسائل لرئيس الجمهورية والرئيس هادي ينقل عبره رسائل، لكن عندما جاء إلى صنعاء يوم السبت, كنا قد فشلنا في الحوار يوم الخميس ليلاً، وجاء الوسيط العماني يوم السبت ظهرًا، هل تصدق أن النص الذي تفاوضنا عليه يوم الخميس الساعة العاشرة والنصف جاء به الوسيط العماني دون أن يتغير منه حرفاً واحداً ماذا يعني هذا،  هذا يعني أننا تفاوضنا في صنعاء وقبل النص في صعدة وأرسل إلى طهران ثم ذهب إلى مسقط ومن مسقط عاد إلى صنعاء.
 
وأضاف بأنه عندما دخل أنصار الله إلى العاصمة صنعاء وسيطروا عليها لم ترحب بذلك الحدث أي عاصمة في العالم لا عربية ولا إسلامية ولا غير ذلك،  لكن كل التصريحات التي وردت من مسؤولين إيرانيين ترحب بسيطرة الإخوة أنصار الله على العاصمة صنعاء، هذا الكلام يثير التساؤلات.

وأعتبر الدكتور الإرياني أن الاتفاق بين الإصلاح وأنصار الله شيء إيجابي، لأنه يساعد في تحقيق الأمن والاستقرار ويخفف من درجة المماحكات والصراعات، مؤكداً أنه لن يغير في خريطة التحالفات، مضيفاً أنهم تفاوضوا لأن بينهم مشاكل خاصة وبالذات مشاكل الإصلاح مع الإخوة أنصار الله هناك بيوت محتلة، مقرات محتلة ولا بد ما يحلوا المشاكل فيما بينهم، مشيرا إلى أن تقارب الإصلاح مع الحوثيين يتضمن مصلحة وليس فيه ضرر، للعمل السياسي، وللبلد إنشاء الله.
 
وحول علاقة المؤتمر بجماعة الحوثي قال الإرياني أن " أي حاجة يكتنفها الغموض لا يمكن أن يكون فيها مصلحة.، الحديث أن هناك تحالفًا أو تعاون ما الذي يمنع من أن نجعله علنًا، لماذا قيادة المؤتمر الشعبي العام لم تعلن عن تحالفها مع أنصار الله كما أعلن التجمع اليمني للإصلاح وأنصار الله، طبيعة هذه العلاقة التي هي موجودة لا يمكن إنكارها على الإطلاق أنا اعتبرها علاقة غير شفافة وغير مفيدة،  لا لليمن ولا لأنصار الله ولا للمؤتمر الشعبي العام ما دامت علاقة مبنية على تحركات خفية" .
 
وأشار إلى أنه لم يتم عرض أمر العلاقة مع الحوثيين عليه، ولو تم ذلك لأبدى فيه رأيه، مؤكداً أن الغموض يؤدي إلى الشك.
وقال بأن ما يجري في المؤتمر الشعبي العام يخدم اتجاهات عديدة وليس اتجاهًا واحدًا، وهذه الظاهرة يشاهدها  لأول مرة في حياته المؤتمرية، مضيفاً  : " لذلك لا اعتقد أن ما يجري داخل المؤتمر وفي تحركاته يخدم المؤتمر بكل قواه ومكوناته،  المؤتمر الشعبي هو أفكار متعددة يجمعها جامع واحد المصلحة الوطنية العليا، لأن طبيعة نشأة المؤتمر الشعبي العام ليست نفس طبيعة الأحزاب السارية، فأنا أعتبر ما جرى ويجري لا يخدم المؤتمر الشعبي وأي شيء لا يخدمه فهو لا يخدم المصلحة الوطنية العليا"، مرجحاً بأن المؤتمر سيظل يراوح طويلا في المنطقة الرمادية.
 
وأضاف بأن هناك شيء من التفرد في عمل المؤتمر الشعبي العام مثل إضافة أشخاص إلى اللجنة العامة،  " لكن المؤتمر الشعبي العام أفقه واسع لا يضيق بزملائه وإنما ما جرى هو عمل غير نظامي وغير قانوني، وهناك أعمال جرت غير نظامية وغير قانونية"، مؤكداً أن الموافقة الجماعية داخل المؤتمر لا تقاس بما جرى في خيمة، نسبةً إلى القرارات التي اتخذت لإقالته هو الرئيس هادي من قيادة المؤتمر.
 
وأكد بأنه لن يكون هناك تشظي داخل المؤتمر، فقط هناك تباينات كبيرة وهناك أعمال قد لا تكون مرضية للجميع، لكن التشظي هذا غير وارد، مسمياً ما يحدث داخل المؤتمر بأنها  " صرفات اعتبرها خارج لوائح المؤتمر الشعبي العام ".
 
وقال بأنه كان يتمنى ألا يحدث ما حدث من قبل مؤتمريي الجنوب، لكنه واصل قائلاً : " إذا عرف السبب بطل العجب "، في إشارة إلى القرارات المنفردة التي اتخذت في اللجنة الدائمة مؤخراً، نافياً أن يكون للرئيس هادي أي علاقة بتحركات قيادات المؤتمر الجنوبية.
 
وكشف عن عدم مشاركته في اجتماعات المؤتمر الشعبي، سواءً اللجنة العامة أو الأمانة العامة للمؤتمر، مؤكداً أن قرارات فصلهما من قيادة المؤتمر لا أساس لها من الصحة، وأن ما بين على باطل فهو باطل.
 
وأكد ثقته في أن المؤتمر الشعبي العام قادر على أن يحافظ على وحدته وتماسكه وأداء دور في خدمة هذا الوطن، مشيرا إلى أنه  تم الاتفاق على عدم تدخل رئيس المؤتمر والنائب الأول الأمين العام في الشأن اليومي للمؤتمر الشعبي العام، وتم تكليف النائب الثاني والأمناء المساعدين بإدارة المؤتمر..
 
وأضاف : "تمكنا خلال أشهر معدودة من رسم خطة وإستراتيجية لعمل ونشاط المؤتمر الشعبي للحفاظ على تماسكه وتعزيز دوره الوطني والسياسي.. ومعالجة كافة المعضلات التي تعيق دوره.. والعمل على التحضير الجيد للمؤتمر العام الثامن، بحسب نصوص النظام الداخلي، والمفارقة أن اجتماعات الأمانة قد اتخذت 64 قراراً تنظيمياً نفذ منها 14% فيما 78% تعثرت بفعل فاعل وبتساهل ممن أسندت إليهم.. الذين يبدو أنهم لا يريدون أن تنفذ أو هكذا بدا.. مما تسبب في إعاقة وتعثر عمل ونشاط المؤتمر الشعبي في هذه المرحلة المهمة من الحياة السياسية".
 
وحول علاقة اليمن بالمحيط الإقليمي قال الإرياني أن مجلس التعاون الخليجي جاء وانضمت إليه الأمم المتحدة لإخراج البلد من أزمته.. لم يأتوا هم ليفرضوا أنفسهم.. ولعلمك أن المبادرة الخليجية من بنات أفكار اليمنيين.. ولا أنكر أن للرئيس السابق دور كبير وأساسي فيها.. لم يفرضها أحد علينا.. ذهبنا نقول لهم أتوسطوا بيننا كحزب حاكم ومعارضة وهذا شيء طبيعي.. كيف حلت مشكلة لبنان من خلال اتفاقية الطائف.. اليمن دخلت في أزمة ودخلت في مشكلة.. وهناك دماء تسيل وتريد أن نقول لا نريد أحداً يعاوننا ويقف معنا.. لو كنا وقفنا مثل هذا الموقف لكنا نتحارب ونتقاتل حتى اليوم.. لما كان اليمن في أزمة.
 
ونفى أن يكون جمال بن عمر جزء من المشكلة، مؤكداً أن بنعمر أدى عمله بحيادية، مستشهداً باتفاق السلم والشراكة الذي اعترف بأنه فشل فيه، فيما جمال بن عمر عندما طلع إلى صعدة ثبت الانسحاب من "الصباحة" و"حزيز" .
 
وأضاف الإرياني  بأن " عدم التزام الحوثي بتسليم الأسلحة الثقيلة والمتوسطة التي أخذها من عمران أولاً ثم من صنعاء ثم من الحديدة وربما من يريم.. عدم الالتزام بهذه القضية تجعل من ثقة العالم باتفاق السلم والشراكة منعدمة سواءً إقليمياً أو دوليًا.. اليوم الحوثي يمتلك من السلاح والذخائر أكثر مما يمتلكه الجيش اليمني.. هل هذه وضع طبيعي.. هل هذا التزام باتفاق وقعنا عليه.. قلت لأحد الإخوان فيما يخص وضع أخذ السلاح الثقيل والذخائر يشبه موقف الإمام المتوكل على الله إسماعيل قبل أربعمائة سنة.. هذا الإمام خاض حروبًا كبيرة من رداع إلى يافع والبيضاء وعمل ما عمله فقال له أحد الفقهاء: ألا ترى في ما تفعله شبهة.. قال بالحرف الواحد: "لا يحاسبني الله على ما أخذته منهم ولكن على ما تركت في أيديهم".
 
وحول مطالب الجنوب، قال بأنه " في أول يوم ناقشنا فيها المبادرة الخليجية كانت قضية الجنوب وقضية صعدة حاضرتين وعندما بدأنا نحضر للحوار الوطني كان البند الأول القضية ا لجنوبية وقضية صعدة ليس هذا تدويلاً.. هذا اقتراب وإحساس أنه ظلم قد وقع وأنه يجب أن يرفع".
 
مشيرا إلى أن مخرجات الحوار الوطني هي الوسيلة لرفع الظلم سواءً عن الجنوب أو عن صعدة وكل ما تم الاتفاق عليه لابد أن ينفذ كاملاً، مضيفاً بأن " الحقوق الكاملة تأتي عبر دستور لا تأتي عبر قرار ولا تأتي عبر لجنة بل تأتي عبر قانون البلد الذي يحكم الجميع وهو الدستور.. وهذا الدستور لا يجوز أن يشذ عن مخرجات الحوار وسوف يناقش في هيئة الرقابة على تنفيذ الحوار.. هو المفتاح الأساسي لكل ما ورد في مخرجات الحوار.. هو أن نتفق على دستور ومنه تنطلق جميع القوانين القادمة للجمهورية.. خصوصًا وأننا اتفقنا أنها ستكون دولة اتحادية".
 
وأضاف : " هناك نصوص موجودة ولا يجوز الخرج عنها فنحن أمام مرحلة هي التي سترفع المظالم ولا أقول الظلم، لأنه حتى في بعض مناطق الشمال كان فيها مظالم لماذا ننكرها.. لكن الدستور الجديد ونظام الحكم الجديد هو منطلق لرفع المظالم ولإيجاد الدولة المدنية الحديثة العصرية التي يسود فيها القانون.. وعمليًا يحكم المواطن نفسه بنفسه ويدير شؤونه بنفسه.. دون تدخلات قسرية من المركز والأساس في هذه الفوضى كلها "قسرية المركز".
 
وأكد بأن النظام السياسي الجديد سيرفع المظلومية عن الجميع.. الظلم الذي حصل بالفعل يجب أن يصحح بالفعل ولا يحتاج إلى نص دستوري مثلا: بيت تخرب يجب أن تعوض صاحبه.. لذا الأسس الدستورية للدولة الجديدة هي التي تصحح المظالم!! لكن أنا أقول مظلومية صعدة.. طيب ومظلومية تهامة غير موجودة.
 
وحول الإقليمين قال الإرياني أن الإقليمين انفصال مؤجل، مضيفاً أنه في أحد الاجتماعات الرسمية قال: "إقليمان انفصال مؤجل.، وأنا أفضل المعجل على المؤجل.. وما زال هذا رأيي لم افرضه على أحد لكن هذا رأيي".
 
وحول وضع الجيش قال الدكتور الإرياني أن الوضع الذي يمر به الجيش في هذه المرحلة وضع مؤسف،  متمنياً أنه لم يرى مثل هذا الوضع، مضيفاً : " لكن أنا على يقين الدولة المدنية الحديثة سيكون لها جيشها الوطني الذي يجمع اليمنيين من "حوف" إلى "ميدي".. هذا أنا واثق به.. آلياته وتمثيلاته.. صراحة أنا في الشؤون العسكرية لست مؤهلاً للخوض فيها".
وأشار إلى أن الانشقاقات داخل الجيش أضرت بهويته ومهامه، مضيفاً : "جيش منشق فيما بينه، كيف ستتم هيكلة جيشًا بعض ضباطه وقادة كتائبه لا ينفذون الأوامر العسكرية ويذهبون إلى أماكن أخرى.. خلينا من (........) أنا لا أريد أن أزعل العسكر.. هيا خلاص".
 
وحول رسالته لليمنيين في هذه المرحلة قال الإرياني  "لا فضل ليمني على يمني إلاَّ بالعمل الوطني، لكن هناك من يفضل نفسه بعمل غير قانوني.. وأنا أمنيتي أن يقتنع اليمنيون جميعًا.. بأن "لا فضل لأحد منهم على أحد إلاَّ بالعمل الوطني".. ولا يوجد أحد أفضل من أحد في مكافحة الإرهاب وفي مكافحة الفساد وكلنا ضد هذه الظواهر التي لا نقبلها ونعمل يدًا بيد حتى نستطيع أن نزيلها.. لكن يد تقول أنا الذي أعملها وأنت مالك دعوة وجنّب إرادتك وأوقف أوامرك.. هذا شيء لا يمشي"..
 
وأشار إلى أن الدعوة إلى الإنتخابات المبكرة وإلى مجلس رئاسي هي عبارة عن انقلاب بامتياز، مشيرا إلى أن  الحوار الوطني لم يأت بالانقلاب, وإنما بالحوار، ومن يطرح هذا وهو انقلابي وهو يخرج عن الحوار جملة وتفصيلاً..
 
وأضاف بأن فكرة الانتخابات المبكرة هي  فكرة انقلابية.. " والانتخابات تمت وانتخب الرئيس هادي.. والمرحلة الانتقالية ممتدة بحكم الواقع وبحكم الاتفاق لا ينتهي دور وحضور رئيس الجمهورية حتى ينتخب رئيس جمهورية آخر.. ولا ينتهي دور مجلس النواب حتى ينتخب مجلس نواب آخر.. وآخر سلك مثلاً بلبنان.. اللبنانيون تحاربوا ثلاث عشرة سنة, وكان هناك رئيس أوقات كانوا يتفقون معه.. وأوقات يتأخرون عنه.. لكن مجلس النواب في لبنان كان رمزاً للشرعية.. ونحن في اليمن لدينا رمزان رئيس جمهورية منتخب ومجلس نواب منتخب طال عليه الزمن وهذا هو الواقع".

الخبر التالي : كيف تمكن نجله جلال من تهريب الطائرة الرئاسية: أسابيع معدودة لإنقلاب عسكري يطيح بهادي

الأكثر قراءة الآن :

هام...قيادي بارز في المجلس الانتقالي يُعلن استقالته(الإسم)

رئيس مجلس الشورى يحث واشنطن على ممارسة ضغط أكبر على الحوثيين !

منظمة ميون تجدد مطالبتها للحوثيين بفك الحصار على مديرية العبديه

بحوزة سعودي ومقيم...السلطات السعوديه تحبط تهريب شحنة مخدرات ضخمة

الخدمة المدنية تعلن يوم الخميس اجازة رسمية

مقترحات من