ويتهم مواطنون مليشيا الحوثي، بالاستئثار بالمخزون النفطي التابع لشركة النفط الحكومية، والاقتصار على تزويد مركبات مليشياتهم العسكرية؛ بذريعة خوضهم حرباً، (ضد تحالف عمليات "عاصفة الحزم" التي انطلقت في 26 مارس/ آذار الماضي وانتهت في 21 مايو/ نيسان لتبدأ عمليات "إعادة الأمل") في وقت منعت تزويد الأهالي بما يحتاجونه من مادة "البنزين"، وأغلقت محطات الوقود لذلك السبب.

 

ومنذ سيطرت مليشيا الحوثي على صنعاء في 12 سبتمبر/ أيلول 2014، بالتحالف مع قوات الرئيس السابق علي عبد الله صالح، ساءت الحالة المعيشية والاقتصادية للمواطنين، بل إن مختصين اعتبروا ما يعانيه المواطن اليمني كارثياً.

 

في المقابل يدعي الحوثيون، أن سبب أزمة الوقود في البلاد، يعود إلى قيام قوات التحالف العربي الإسلامي، بفرض حظر بحري على الموانئ اليمنية، ومنع سفن المواد الغذائية والوقود، من الوصول لليمن.

 

- استئثار وسوق سوداء

 

مواطنون أكدوا في أحاديثهم لـ"الخليج أونلاين" أن الوقود متوفر لدى شركة النفط، لكنها لا تزود المحطات بالكميات المطلوبة التي يحتاجها الأهالي، وهو ما أكده حميد الضلعي، الذي قال: إنه رأى بعينه عربات مليشيا الحوثيين يتزودون بالوقود من المحطات دون أي اعتراض.

 

وأضاف الضلعي، مستغرباً، أن الوقود ينعدم من المحطات المنتشرة في صنعاء، في وقت تزدهر السوق السوداء، حيث وصل سعر العبوة من البنزين سعة 20 لتراً، إلى نحو مئة دولار، في حين أن سعره الرسمي هو 3 آلاف ريال يمني، ما يعادل أقل من 14 دولار.

 

ويقول خبراء اقتصاديون: إن إنتاج اليمن من النفط توقف من قبل شركة "صافر"؛ بسبب الحظر البحري على السفن التي تستورد النفط من ميناء "رأس عيسى" بمدينة "الحديدة".

 

كما أن شركة "بترومسيلة" الحكومية هي من ينتج النفط الخام، ويتم تسويقه من ميناء "الضبة" بمحافظة حضرموت، وقد غادرت الشركات النفطية الأجنبية بعد سيطرة الحوثيين على صنعاء في سبتمبر/ أيلول 2014.

 

وهناك كميات من النفط المحلي تصل إلى اليمن، سواء عبر اتفاقات سابقة لشركة النفط اليمنية، أو ما تنتجه شركة "صافر" بمدينة مأرب، وتقوم مصفاة مأرب بتكريرها وهي كمية لا تصل إلى عشرة آلاف برميل يومياً، وتستخدمها شركة "صافر" لعملياتها الإنتاجية.

 

- ورقة لابتزاز المواطنين

 

وقال الكاتب الاقتصادي محمد الجماعي، في حديث لـ"الخليج أونلاين": إن الكميات الحالية من النفط الموجود لدى شركة النفط اليمنية، بما فيه المخزون بالمحافظات، بات تحت قبضة مليشيا الحوثي، ويستخدمونه لعملياتهم الحربية.

 

وقد نشرت وسائل الإعلام المحلية الكثير من الأخبار التي تؤكد سيطرة الحوثيين على كل شيء، حتى شملت تلك السيطرة على الأسبقية في طوابير المحطات المحلية في صنعاء والمدن الأخرى؛ وذلك لتعبئة عربات مليشياتهم العسكرية وسيارات أتباعهم وبكميات كبيرة، مما أثار حنق واستياء المواطنين الذي يتمنون عبوة واحدة فقط لأجل تشغيل سياراتهم المتوقفة منذ أسابيع.

 

وأضاف الجماعي قائلاً: "لقد صار يقيناً أن مليشيا الحوثي لا يستخدمون الوقود فقط لحاجتهم الحربية، بل كورقة ضغط وابتزاز للمواطنين؛ لتكريس مزيد من الغضب الشعبي ضد "عاصفة الحزم" و"إعادة الأمل"، التي تضرب الحوثيين وقوات حليفهم صالح".