الجمعة ، ١٩ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ١١:٠٧ مساءً
هكذا فعلت الميليشيات الانقلابية.. قصة مأساوية لطفل يبلغ من العمر 6 سنوات (صور)
مقترحات من

هكذا فعلت الميليشيات الانقلابية.. قصة مأساوية لطفل يبلغ من العمر 6 سنوات (صور)

قد يعجبك أيضا :

انطلاق منصة (مال) للعملات الرقمية المشفرة برؤية إسلامية

الحوثيون يستنجدون باحفاد بلال لرفد الجبهات...ماذا يحدث؟

مصدر ميداني يكشف حقيقة سيطرة الحوثيين على الجوبه!

شاهد الصور الأولية للحوثيين من أمام منزل مفرح بحيبح بمديرية الجوبه عقب سيطرتهم عليها

عاجل...التحالف العربي يعلن تدمر مسيرة حوثية

مآسي نراها كل يوم وبات اليمنيون متعايشين معها، غير أن أسرة محمد صالح  تكاد تلفظ أنفاسها الأخيرة معيشياً بعد صمودها خلال أشهر الحرب، على واقع معيشي متدهور ومتبدل ومطالب العلاج المرتفعة، وفقاً لما تركته الحرب من شواهد بارزة المعالم على حاضرهم ومستقبل أطفالهم.

الأسرة المكونة من خمسة أفراد: أب وأم وثلاثة أطفال، بدأت مأساتهم مع اندحار ميليشيات الحوثي وصالح من عدن إثر معارك ارتكبوا خلالها انتهاكات بحق المدنيين، كان أحدها القصف العشوائي الذي أصاب منزل الأسرة وأدى إلى فقدان الطفل الأصغر عماد 6 سنوات كلتا ساقيه، واخترقت شظايا القذيفة جسم عادل ذي العشرة الأعوام وما زالت ساكنة في جسده إلى اللحظة، ففي 28 من شهر رمضان خرج الأب محمد صالح من منزله متجها إلى المسجد لصلاة العصر وفي يده قائمة طلبات الأسرة ( خضروات وخبز) سيذهب السوق لشرائها والعودة إلى المنزل هكذا كان الاتفاق لكن ميليشيات الموت الحوثية لم تترك له فرصة الوفاء بالاتفاق مع الأولاد في المنزل، فقد قال :"وصلت البيت والدمار في كل مكان والغبار يتصاعد وأخي ينبش بين الأنقاض وامسك بسيقان ابني الصغير ورفعها وحيدة بلا جسد"، وعندئذ أغمي على الأب من الصدمة، يقول: "وبعد أن أفقت قبل صلاة المغرب كان قد تم أخذ الأولاد إلى المستشفى، فلحقت بهم، فرأيت ابني الكبير عادل في غرفة الطوارئ والصغير عماد في العمليات".

اعتداء على قيم الانسانية من جماعة لا ترقب الله
برنامج التواصل مع علماء اليمن سعى إلى إبراز وضع الأسرة والتقى بهم ثم توجه نحو الشيخ عبد الله الصبيحي الذي كظم اوجاعة بعد أن عرضنا عليه وضع الأسرة قال أن :"مشهد ذلك الطفل الصغير الذي لا يستغني عن حضن والديه أحزننا كثيرا، وساقاه قد بترتا وهو اليوم معاق عن الحركة في الجارحتين ويطلب المساعدة حتى عندما يكبر، إنه لظلم واعتداء عظيم على البشرية والإنسانية من جماعة لا ترقب الله في الإنسان ولا يملكون ذمة".

كانت معارك التحرير وانكسار الميليشيات تقترب من نهايتها ولم يتبق أمام الميليشيات إلا القصف العشوائي لكل منطقة تصل إليها مقذوفاتهم في انتهاك صارخ لحقوق الإنسان والقوانين الدولية وتحد واضح للشريعة الإلهية فالطفلة الصغيرة عائشة ذات السبعة أعوام تقص علينا لحظات مرعبة مرت بها الأسرة :"بعد الانفجار خرجت مع أمي من الغرفة وأخي الكبير عادل مرمي جانبا من الجدار وعماد كان وسط الخراب والأنقاض ويصيح ويتخبط.. هرولت إليه أمي وحملته إلى حضنها والدماء تسيل علينا".

استذكرت الطفلة الواقعة واستسلمت للحزن الساكن في أعماقها وبكت بكل ضعف الإنسان وأخرجت كلمات تبللها الدمع:"كان بلا أرجل" أي بلا سيقان، الشيخ عبد الله الصبيحي يقول عن الجريمة "هؤلاء يرمون الناس بالقذائف العشوائية في اعتداء واضح من جماعة الحوثي لأن المعروف عنها نكران حق الإنسان والشريعة الإسلامية ولا يحترمون اتفاقات دولية ولا أعراف اجتماعية ولا قبلية ولا يوجد لديهم احترام للنفس الإنسانية وحق الحياة ، لكن ما حدث لهذه الأسرة وغيرها سيكون سبب زوالهم من اليمن".

الحوثية تستهدف المدنيين وتضع المعتقلين دروع بشرية
فيما يتفق أغلب المحللين والمراقبين إنسانيا وعسكريا أن للحروب أخلاقها وقواعدها إلا حرب الميليشيات الحوثية حيث يتفقون على مستويات  الخطر المرتفعة التي سببتها الأخطاء المقصودة وعشوائية القصف في المحافظات المحتلة ، فتصيب المدنيين في انتهاك واضح لمبدأ حصانة المدنيين وكذلك الهجمات التي لا يميز فيها بين الأهداف المدنية والعسكرية، فقد أصابت القذيفة منزل الأسرة مباشرة في الرابعة عصراً، وهنا يقول عادل الأخ الكبير وهو يقص من جهته ما حدث: "كنت جالسا عند باب البيت أنا وعماد جاءت الضربة الأولى  بقرب منزل الجيران وأمي هبت علينا وأدخلتنا البيت وجلسنا في ركن الغرفة وذهبت لتؤدي صلاة العصر وعماد أخي خرج إلى الباب من جديد فلحقته وقمت بسحبه إلى مدخل المنزل وسرت نحو غرفة الجلوس  وفجأة حدث انفجار مدوي والقصف ضرب البيت وقذفني الانفجار على حائط الغرفة  وأغمي علي حينها ولم أعلم ما حدث إلى أن وصلت المستشفى وكل جسدي تخترقه الشظايا".

فإذا كانت القوانين الإنسانية الوضعية تعد ما حدث للأسرة جرائم الحرب وانتهاكات جسيمة للقانون الإنساني الدولي فإن الدين الإسلامي الحنيف يحرمها حيث يؤكد الشيخ عبد الله :" إن موقف الإسلام التحريم القطعي فلا يجوز استهداف المدنيين في أي حال من الأحوال ولا يجوز اتخاذهم دروعاً بشرية كما تفعل الميليشيات عندما تفقد جميع أوراقها فتستهدف المدنيين وتضع المعتقلين دروع بشرية".
والجرائم ضد الإنسانية هي الأعمال الإجرامية الجسيمة التي ترتكب أثناء وقت السلم أو في سياق النزاع المسلح في سياق هجمة واسعة أو منهجية ضد فئة معينة من السكان المدنيين وهو ما قامت به الميليشيات التي يصف ممارساتها الشيخ عبد الله :"هذا قمة الانحطاط حين لا تحترم نظم وقواعد الحرب فالنبي صلى الله عليه وسلم كان عندما يبعث بسرية يوصيهم (أن لا تقتلوا امرأة ولا طفلا ولا راهبا في صومعته) فهل يعرف الحوثة مثل هذه الأخلاق؟ لا أبداً البتة".

علاج الأطفال حق إنساني وواجب على الدولة
كان من الضرورة الجلوس مع الأم المكلومة، نبادلها أطراف الحوار، نتغلغل في أعماقها الإنسانية فلا يوجد كالأم ممن يشعر بوجع الأبناء طلبناها أن تتشجع، وما إن بدأت بالكلام حتى توقفت لتجهش ببكاء لم تقاومه مشاعرنا وخانتنا أدمعنا، قالت :"أمرهم لله من عملوا بعيالي كذا"، ثم صمتت ليزداد النحيب والبكاء وأغرقت النقاب الذي يغطي الوجه :"لم يكن فينا شيء ومن تلك اليوم ونحن نعاني معاناة لا قبلها ولا بعدها ابني الصغير والكبير أعالجهم وأجري بعد علاجهم كل مكان".

وفي هذا السياق كان لا بد للعلماء من كلمة حق يقولونها في سبيل علاج جرحى الحرب وأحدهم الطفل عماد ،فقد قال الشيخ عبد الله الصبيحي :"نحن نهيب بالدولة تسعى جاهدة إلى الإسراع في علاج عماد وكل الجرحى بشكل فوري لأننا لا نريد أن يجتمع عليهم الجرح المادي والحسي الذي يعاني بسببه ولا يجدون قيمة تضميد جراحهم".

أم عماد أكملت كلماتها :"ايش نسوي أمرهم لله ربنا بيخرج حقنا، حرموه احلامه الله يحرمهم حياتهم كان يمشي ولا يخلي مكان". وهي لا تطلب كثيراً غير " مساعدة في تركيب سيقان لابني ويرجع يمشي ويخرج كالسابق". في هذا الصدد يشدد الشيخ عبد الله على :"المطالبة من الدولة السعي جاهدة توفير المستشفيات المؤهلة وتعالجهم وبما أن الحرب حتى اللحظة لم تضع أوزارها على الأقل تعمل على نقلهم إلى الخارج لأنه حق مشروع لهم".

عادل الأخ الأكبر يدرس في الصف الرابع الابتدائي يتوجع كثيرا من بقاء شظايا القذيفة داخل جسده: "يا ليت أن المستشفى أخرجوا الشظايا من جسدي ..كل يوم وأنا أتألم من الشظايا داخل أقدامي وتعوق حركتي"، فهو لا يتمنى سوى:" تركيب سيقان لأخي عماد كي نذهب للمدرسة مع بعض ونلعب زي زمان".

في الكلام  عن الدور الذي يمكن للجمعيات والمؤسسات الخيرية تقديمه لمعالجة جرحى الحرب في سبيل دمجهم في المجتمع والشد من أزرهم لتجاوز مأساتهم، يفيد الشيخ عبد الله في تصريحه لبرنامج التواصل :" حسب علمي الجمعيات والمؤسسات الخيرية لم يكن لها الدور الذي ينبغي تجاه الجرحى هي قدمت في سبيل الإغاثة لكن تقصيرها تجاه الجرحى ربما يعود لقلة الموارد المالية أو من حيث تسهيل عمليات التحرك إنما يجب أن يقدموا العلاج والإعانة الشهرية للجريح المقاوم أو المدني في الأخير هو مسلم له حق نمد يد العون له". ويختتم الشيخ الكلام بـ" فأنا والله أعرف بعض الناس لا يجد حق المواصلات التي يذهب بها لتضميد جراح ابنه أو بنته كل ثلاثة أيام مع أن التضميد مجاني لكنه يحتاج إلى حدود 15 ألف ريال يمني للمواصلات فلا يجدها، لهذا يجب أن تلتفت الجمعيات الخيرية والمؤسسات إلى مثل هؤلاء وتجعل مساعدتهم من برامجها الدعوية والإغاثية".

الخبر التالي : المخلوع صالح يغادر العاصمة صنعاء ويقطع الاتصالات بعد تهديدات الحوثيين باعتقاله

الأكثر قراءة الآن :

هام...قيادي بارز في المجلس الانتقالي يُعلن استقالته(الإسم)

رئيس مجلس الشورى يحث واشنطن على ممارسة ضغط أكبر على الحوثيين !

منظمة ميون تجدد مطالبتها للحوثيين بفك الحصار على مديرية العبديه

بحوزة سعودي ومقيم...السلطات السعوديه تحبط تهريب شحنة مخدرات ضخمة

الخدمة المدنية تعلن يوم الخميس اجازة رسمية

مقترحات من