من عجائب الشعر أن قصيدة رائعة للشاعر اليمني الكبير عبدالعزيز المقالح تنبأت بمصير الرئيس اليمني المخلوع علي عبدالله صالح قبل 42 عاماً.

 

القصيدة التي عنونها المقالح بعنوان "إلى الفأر" والتي نشرت قبل عشرات السنين تنطيق أواصفها وأبياتها بشكل كبير على المخلوع.

 

وتحدثت الشاعر في مطلع قصيدته مخاطباً الفأر الذي هو عبارة عن رمز بقوله "ذهبت مثلما أتيت ملعون المساء والنهار" وهي عبارة أقرب ما تنطبق على العهد الذي حكم فيه المخلوع، كما يمضي الشاعر في قصيدته قائلاً "يا قاتل الأطفال يا مهدم الحياة والديار"، ثم يتسأل الشاعر قائلاً "ماذا صنعت للبلاد؟" وهو السؤال الذي يتسأله أغلب ابناء الشعب اليمني وبسببه ثاروا على عهد المخلوع.

 

ومن أغرب ما قاله الشاعر في قصيدته "أصبحت كومة من الرماد"، وهي عبارة تتطابق مع محاولة الإغتيال التي تعرض لها صالح في جامع دار الرئاسة وأصيب خلالها بحروق شديدة.

 

ونشرت القصيدة في ديوان (مأرب يتكلم) بالاشتراك مع السفير عبده عثمان عام 1972م، كما نشرت القصيدة مرة أخرى عام 1976م في ديوان عبد العزيز المقالح (الأعمال الكاملة)، وأعيد نشر القصيدة في الأعمال الكاملة مرة أخرى عام 2004م .

 

يمن برس يعيد نشر القصيدة:

 

ذهبت مثلما أتيت ملعون المساء والنهار

 

أيامك الطوال عار

 

وعهدك القصير عار

 

أكبر منك نملة

 

أشهر منك ريشة على جدار

 

يا أمسنا الذبيح

 

يا فأرنا القبيح

 

يا قاتل الأطفال يا مهدم الحياة والديار

 

ظننت أنك الإله .. أننا العبيد

 

تفعل ما تريد

 

تعبث في مصائر العباد

 

فخانك الظن وخانك الرشاد

 

أصبحت كومة من الرماد

 

تنام في انفراد

 

تصحو على انفراد

 

تسألك الريح ، يسألك الجماد

 

ماذا صنعت قل ..

 

ماذا صنعت للبلاد؟

 

ماذا تركت من ذكرى على ضميرها ومن أمجاد؟

 

لا شيء ياصغير

 

لا شيء غير لعبة المزاد

 

رفاقك القرًاد والقوًاد

 

وعاصف الفساد

 

ماذا تركت للذين يقرأون؟

 

ماذا سيكتب الأطفال عنك حين يكبرون؟

 

سيكتبون .. مر من هنا منتفخا

 

فأر صغير يرتدي ثوب مغامر جلاد