2013/12/18
الألعاب الإلكترونية.. الخطر في متعتها
لم يعد مستغرباً انجذاب الأطفال نحو الألعاب الإلكترونية على حساب الألعاب الأخرى التقليدية، فهذه الألعاب أصبحت تستحوذ على عقول الأطفال وتفكيرهم. وقد انتشرت بسرعة هائلة في المجتمعات العربية بوجه عام، والخليجية على وجه الخصوص، فلا يكاد يخلو بيت في الخليج منها، بعد أن أصبحت جزءاً من غرفة الطفل، وبات الآباء والأمهات يجلبونها معهم أينما ذهبوا، ليزيدوا الأطفال إدماناً على مشاهدتها.

إحدى الشركات المتخصصة في تطوير ألعاب الهواتف النقالة والمواقع الاجتماعية كشفت عن أرقام تؤكد أن عوائد صناعة الألعاب عبر الإنترنت في الشرق الأوسط تجاوزت 100 مليون دولار أميركي، وذلك أثناء إعلانها عن بدء انطلاقتها في أسواق الشرق الأوسط، وأنها بدأت في تعريب ألعابها كبداية لاستهداف اللاعبين في منطقة الشرق الأوسط والمنطقة العربية.

وأضافت الشركة إن هناك نحو 1.6 مليار لاعب عبر الإنترنت حول العالم، منهم 38% من العالم العربي، مع توقعات بزيادة نسبة اللاعبين بحلول 2015، إذ سيرتفع عدد مستخدمي الإنترنت في العالم العربي إلى 150 مليون مستخدم بدلاً من 70 مليون مستخدم حالياً.ألعاب الفيديو والكمبيوتر، كما يؤكد علماء الاجتماع، سلاح ذو حدين.

فكما أن فيها إيجابيات، فإنها لا تخلو من السلبيات. فهي لعبة العصر التي يفضلها الولد على الألعاب التقليدية التي طالما اعتاد أن يلعبها مع أقرانه الأطفال، لتطغى وتفرض نفسها عليها. وإذا كان اندفاع الطفل نحو ألعاب الفيديو والكمبيوتر يحمل في طياته الكثير من الأمور الإيجابية، فإن الأمر لا يخلو من بعض المخاطر الصحية والسلوكية والدينية التي ينبغي الالتفات إليها.


 ظاهرة تستحق الدراسة

فاطمة السجواني الاختصاصية النفسية بمنطقة الشارقة التعليمية تؤكد أن التعامل مع الألعاب الإلكترونية يحتاج إلى فطنة وحذر كبيرين، فهي من أكثر التقنيات جذباً لمختلف المراحل العمرية، مشيرة إلى أن ثورة المعلومات والاتصالات وانتشار الإنترنت في البيوت والمؤسسات والمقاهي، تعد ظاهرة تستحق الاهتمام والدراسة، لمعرفة آثارها الاجتماعية والنفسية.

وأضافت إن من أسباب إدمان الأطفال على الألعاب الإلكترونية، وقت الفراغ الطويل الذي يعيشه الطفل في الوقت الحاضر، فلا يجد بديلاً غير الجلوس أمام الألعاب الإلكترونية، التي يرى أنها جديرة بأن تملأ وقت فراغه وتشغله، في ظل عدم توافر البرامج والمناشط الأخرى التي لا شك في أن وجودها سيسهم بدرجة كبيرة في صرف اهتمام الصغار عن هذه الألعاب..

وعدم عناية الوالدين بوقت الفراغ عند الأطفال، وعدم إدراكهم لخطورة بقائهم أمام شاشة الأجهزة الإلكترونية، أياً كان نوعها لوقت طويل. ويزداد الأمر خطورة عندما نعلم أن البعض ربما يفرح ويستبشر بذلك لما يترتب عليه من حصول شيء من الهدوء في المنزل.

وتضيف السجواني إن الألعاب الإلكترونية تقدم السم لشبابنا، وقد أحدثت نتائج سلبية فيهم، منها عدم التوازن في إدارة الوقت الذي نلاحظه على جيل الأبناء، والاستسلام للإدمان. فهي لا تسمح لهم بممارسة الأدوار الحياتية الطبيعية، ومنها الأدوار الاجتماعية خارج البيت وداخله، والأدوار التعليمية والثقافية والاجتماعية والدينية من تعبد وتعلم، فضلاً عن التورط في علاقات افتراضية تصبح هي المهيمنة على المراهق .

بحيث لا تفسح مجالاً لممارسة العلاقات الواقعية بشكل سوي ومشبع، وزيادة العزلة الاجتماعية، وتهتُّك العلاقات الأسرية، وزيادة حالات القلق والاكتئاب حتى ظهر ما يسمى باكتئاب (الفيس بوك) في بعض كتب الطب النفسي، وتمتلئ هذه المواقع بالعلاقات الضارة، وبالمواد المدمرة أخلاقياً ودينياً، إلى جانب أنها لا تسهل عملية التنشئة الاجتماعية والدينية.
تم طباعة هذه الخبر من موقع يمن برس https://yemen-press.net - رابط الخبر: https://yemen-press.net/news25166.html