2011/10/06
السلطان .. والثائر الشهيد ( أ. عبدالله البردوني)

أسكن كــــــــالموتى يا أحمق

نم . . . هذا قبر لا خندق

لا فر ق لديك ؟ نجوت إذن

واخترت المـــــــتراس الأوثـــــــق

تدري مــــــــــــا الموت ؟ ألا تعفو ؟

أقلقــــــــت الــــــــرعب ومــــــــــا تقلق

هــــــــل تنسى قتلتك الأولى ؟

وإلى الأخرى تعـــــــــدو أشـــوق

مـــــن ذا أحيـــــــــاك أعيدوه ؟

أعييــــــت الشرطـــــــــــة والفيــــــلــق

هــــــل كنت دفينـــــــا ؟ لا سمة

للقـــــــــبر . ، ولا تبـــــــــدو مـــرهــق

دمـــك المهــــــدور ـــــ على رغمـي ـــــ

أصبحــت بـــــــه ، أزهــى أأنــــق

أمـــلى بــــالعافيــــــــة الجـــــــذلى

ومــن الرمــــح ( الصـــعدي ) أرشــــــق

* * *

مـــــــن أيــن طلعــــت أحــــــــر صـــبــا

وأكـــــــــر مـــــن الفرس الأبــــــلـــق ؟

قـــالوا : أبحــرت عـــــــلى نعــــش

ويقــال : رجــعـــت عــــــلى زورق !

أومــــــــا دفنــــــــــوك وأعلـــــــنا ؟

فلمـــــــــــاذا تعـلو ، تتألـــــــق ؟

أركـــبت المــــــدفن أجنحـــة

ونسجـــــت من الكـــفــن البيــرق ؟

* * *

مـــــــــاذا يبـــدو ؛ مـــــــن يخدعـــــــني ؟

بصـــــري أو أنــــت ؟ مـــــــن الأصـدق ؟

شـــئ كــــــــــــا لحيــة يلبــســــــــني

سيف يجفـــــــــوني يتعلــــــــــــــــق

* * *

مــــــن أين تبـــــــــاغتني ؟ أنأى

تدنـــــــو ، أستـــخفي ، تتسلـــــــــــق

تشويني منـــك رؤى حمـــــــــر

يتهــــــــــددني سيـــــــف أزرق

شبـــح حربــــــــــاوي ، يرنــو

يـــغضـي ، يتـتقــزم ، يتـــعمـــلــــق

مــــن أي حــجــيم تتبــــــــــدى ؟

عـــــــن أي عيـــــــــون تتفتــــــــق ؟

الــــوادي بــــــــــــاسمـك يتـحد ى

والتــل بـصـوتـــــــك ، يـــــتشـدق

الصــخر ينــث خطــــبـــــــاك لظـــى

الــريح العجــــــلى ، تتــبــنــــــدق

أبـــكل عيـــــــــــون الشعـــب ترى ؟

أبـــكل جوانحــــــــــه تعشـــــــق ؟

تحــــمر هنــاك ، تــمـوج هنــــــــا

مـــــــــن كــل مكـــــــــان تتـــــــــد فـــق

* * *

قــــالــــــــوا : أخفــــــي . . . أصبــحـــت على

سلطـــــــــاني قراره جمــجــمــــــــــتي

فــــــــأذوب . إلــــــى نعـــــــــلي أغــــرق

أردي ، لا ألقــــــى مـــــــــن يفـــــــــنى

أسبقـــــــــــت إليــــك ؟ فكــــــــنت إلى

تقــــــطيـع شراييــــــــــــني أسبــــــــــــق ؟

شـــكــــــــكـــــت المـــــــــــوت بمهنتـــــــــــه

لا يـدري يبـــــكي أو يـــــــعرق !

هــل شــــل القتــــــــل لبـــــــــاقتــه

أو أن فــــــــــــريستــه ألبـــــــق ! ؟

هــــل مـــــن دمــــــك اختضبـــــت يـــده

أو أن أنـــــــــامـلــه تـــحــرق ؟

* * *

أقتـــــلــــــت القتـــــــــل ولـــم تــــقتــــــل ؟

أوقعـــــــت الخطــــــــــة فــــي مـــــــــأزق

ألقتـــــــــل بصنعــــــــــا مقتـــــــــول

وروائــحــــــــه فيهــــــــــا أعبــــق

الآن عــــرفــــــت . . . فمـــــا الجـــــدوى ؟

ســـــــقط التـــنسيــق ، ومــــــــن نســــــق

أضحــــى القتـــــــــــال هــم القتــــلى

أرديـــــــت ( القــــــــــائـــد والملــــــــحق )

* * *

كالبـــــــــذر دفنـــــت ، هنــــا جســـــدي

والآن البــــــــذر هنـــــــــا أورق

فلقلـــــــب التـــــــربة أشـــــواق

كــــــــالــــورد ، وحلــــــــم كالزنبـــق

لأنـــوثتـــــــها ــــــ كالنــــــــاس ــــــ هـــــــوى

يتلظــــــــى ، يــــخبــــو ، يــــــــترقــرق

* * *

عمـــقــــــــت القــــــــــــبر فجـــــذ رني

فـــــــبزغــــت مــــــــن العـــــــمــق المغــــــــلــق

الســــــطح إلى المــــــــــاضـي ينــــــــــمــو

وإلـــى الآتـــــــى ، ينـــــــــــمو الأعمـــــــــق

مــــــــن ظلمتـــــــــه ، يأتــــــــــى أبهـــــــى

كــــــــي يبتـــــكـر الأبهــــــى الأعــــــــــــر ق

* * *

هــــل أهمــــــس بـــــــوحــي أو أعلــــــى ؟

مـــــــــا عــــــــاد الهمــــــــس ، هـــــو الألـــــــــيق

يــــــــا مــــــــن مـــزقنــــي ، جمعـــــــــــنا

ـــــــ في خـــط الثـــورة ـــــــ مـــــــــن مـــــــزق

* * *

مـــــــــاذا حقـــقـــــت ؟ ألا تــــــــدري ؟

وطـــــنـــــي يــــــــدري ، مــــــا ذا حـــقـــق

ويــــــعـي مـــــــــن أيـــــــن أتــــــــى وإلى . . .

وعلـــــــى آتـــــيـــــــــه يتفـــــــــــــوق


1977 م
تنبيه :
من البيت الأول إلى البيت 33 على لسان السلطان ، ومن البيت 34 إلى آخر القصيدة على لسان الشهيد.

تم طباعة هذه الخبر من موقع يمن برس https://yemen-press.net - رابط الخبر: https://yemen-press.net/news3415.html