2014/09/11
المحلل السياسي محمد جميح: اليمن سيظل ملتهباً ما لم يحصل توافق سعودي إيراني
قال الكاتب والمحلل السياسي محمد جميح المحرر في صحيفة الشرق الأوسط اللندنية أن التمرد الحوثي بات يدفع اليمن إلى شفير حرب أهلية وسط تغييرات إقليمية مطردة تستمر فيها الحرب بالوكالة بين طهران التي تدعم الحوثيين من جهة، والرياض التي الأطراف الأخرى .
 
وأوضح جميح في حوار مع إذاعة صوت ألمانيا بأن الحوثي لم يدع للحكومة أي وسيلة غير العنف للرد على حصارهم لصنعاء وإسقاطهم لعمران وسيطرتهم على صعدة والرد على فتح جبهات جديدة، وكذلك تحريضهم للمتظاهرين باقتحام مقر الحكومة ما أسفر عن سقوط العديد من الضحايا.
 
وأضاف بأن هناك مؤشر على احتمال اندلاع الحرب، وهو أن رئيس الجمهورية ظهر بزيه العسكري وزار إحدى الثكنات العسكرية التي هاجمها الحوثيون في المدخل الجنوبي للعاصمة صنعاء، وهذا ينبئ حد زعمه بأن الرئيس ربما بدأ يفكر جديا في استعمال القوة لصد ميليشيات الحوثي التي لا تزال تحكم حصارها على بعض مناطق صنعاء.
 
وقال بأنه لا يمكن توصيف الحالة اليمنية دون النظر للعوامل الخارجية التي أسهمت بشكل واضح لما وصلت إليه الحالة في البلاد. العامل الخارجي يكاد يكون بارزا، إيران موجودة وكذلك السعودية. إيران حاضرة عبر الحوثيين والسعودية عبر منظومة النظام القائم، لأن هذا النظام نفسه هو قائم استنادا على المبادرة الخليجية والتي هي في مجملها مبادرة سعودية، مضيفاً قوله : "ولعلّ ذلك ما يدفع الإيرانيين إلى إفشال العملية السياسية في اليمن لأنهم يعتقدون أنها مبادرة مبنية أساسا على أفكار سعودية".
 
وأشار إلى أنه ما لم تصل العربية السعودية وإيران لتسويات بشأن الكثير من القضايا الإقليمية، فإن الملف اليمني سيظل ملتهبا، مضيفاً بأن الإشكال اليوم هو أنه وبالرغم من الخروج من حوار وطني استمر عاما تقريبا، اتفق فيه اليمنيون على تأسيس مرحلة جديدة بدستور جديد وانتخابات رئاسية وبرلمانية، مؤكداً بأن ما يحدث اليوم هو عملية انقلاب على ما توافق عليه اليمنيون بمن فيهم الحوثيون الذين وقعوا على وثيقة الحوار الوطني. ويطالب الحوثيون اليوم بإسقاط الحكومة، والحكومة أقيلت فعلا، وطلب منهم المشاركة في الحكومة الجديدة ورفضوا، فالحوثيين لهم مطالب فوق الطاولة وأخرى تحتها.
 
وحول تنظيم القاعدة في اليمن أوضح جميح بأن هذا التنظيم متجذر في اليمن منذ سنوات، وله تأثير على الوضع من حيث إشغال الجيش اليمني، مضيفاً بأن الكثير من ألوية الجيش اليمني التي كان من الممكن أن تكون في صنعاء موجودة اليوم في مناطق الوسط والجنوب لصد هجمات القاعدة، وإضافة لذلك هناك جماعة الحوثيين في الشمال.
 
وأضاف بأن الجيش يعاني من إشكالية الهيكلة بعد الانقسامات التي شهدها عام 2011 بين مؤيد ومعارض لنظام الرئيس السابق علي عبد الله صالح.
تم طباعة هذه الخبر من موقع يمن برس https://yemen-press.net - رابط الخبر: https://yemen-press.net/news35350.html