2016/08/20
صحيفة: صالح على خطى القذافي يهدد تعز قرية قرية
أكد أهالي محافظة تعز في ردهم على التهديدات التي أطلقها المخلوع علي عبدالله صالح بحرق المحافظة، أول من أمس، أنها تأتي لأن تعز أسقطته عام 2011 في ثورة سلمية، رغم امتلاكه جيشا عائليا، وسيطرته على مفاصل الدولة في ذلك الوقت، مشيرين إلى أن تعز رفضت فساد صالح وأتباعه، وأفشلت مشروعه الانقلابي ضد الحكومة الشرعية، عبر التحالف مع جماعة الحوثي المتمردة. 

وقال رئيس عمليات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية في تعز، العقيد عبدالعزيز المجيدي، إن تهديدات المخلوع الأخيرة لسكان تعز وصلت إلى المقاومة قبل أيام، وإن أهالي المحافظة لا يأبهون بمثل هذه التهديدات، لما هو معروف عنهم من شجاعة وقدرة على مواجهة الخارجين على الشرعية في كل مراحل العمل الوطني في اليمن. 

وأضاف بأن تعز التي رفضت العنصرية والسلالية، ووقفت ضد المشروع الإمامي، هي نفسها التي تصدت لمشروع المخلوع الانقلابي، والذي لم يكن يتصور أن هناك من يستطيع أن يسقطه من السلطة، مشددا على أن تعز سترد على حقد المخلوع ، بالنصر الحاسم وهزيمة ميليشياته العنصرية، لا سيما أن النصر الحاسم يلوح في الأفق، بفضل الله، ثم بدعم التحالف العربي وتضحية أبناء تعز، من جيش وعمال وطلاب وأطباء ومعلمين ومهندسين.

تاريخ عظيم
تطرق العقيد عبدالعزيز المجيدي إلى تاريخ تعز ومقوماتها البشرية، والتي تثير حقد المخلوع، وقال "تعز بوابة النصر لليمن ولمن أراد أن يحكم اليمن، بدليل اختيار النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- تعز لتكون وجهة الصحابي الجليل معاذ بن جبل، ليصل إلى اليمن حاملا تعاليم رسالة النبي الكريم، واختيار صلاح الدين الأيوبي لتعز للقضاء على الفاطميين، ثم اتخاذها عاصمة للدولة "الرسولية" التي جاءت في أعقاب الانفصال عن الأيوبيين في مصر".

 وأضاف، تعز محافظة مدنية تشكل ربع سكان اليمن، وأن أبناء تعز يوجدون في كل أنحاء البلاد، يقدمون خدماتهم الطبية والتعليمية والتجارية والخدمية، كما أن تعز تعد عاصمة الثقافة اليمنية السنّية، وأن سكانها يرفضون الظلم والتكبر، ويعملون من أجل بناء دولة مدنية، يتساوى فيها الجميع في الحقوق والواجبات، موضحا، لكل ذلك فإن المخلوع والحوثي اتفقا على محاربة تعز، لا سيما أن المخلوع طوال سنوات حكمه التي بلغت 33 عاما حارب تعز وحرمها من كل المشاريع الخدمية.

سيكولوجية ثورية 
قال القيادي في المقاومة الشعبية الشيخ سعد الجرادي، إن المخلوع صالح هو السبب الرئيسي لكل يحدث في اليمن، منذ اقتحامه غرف السياسة قبل 40 عاما، عاشها في بيئة الإجرام والإفساد والقتل، مؤكدا أن المخلوع يحقد على تعز وأبنائها، وجغرافيتها الغنية بالجبال والوديان والهضاب والقيعان.

وأضاف، تعز تشكل قلقا للمخلوع واتباعه، لأنها تمثل العلم والتعليم والشموخ والثورة والتحرير من البغاة، مشيرا إلى أن تعز تمثل دوما المعادلة الوطنية شمالا وجنوبا، إذ كانت تعز تشارك في كل الحكومات اليمنية بنصف الوزراء في الشمال والجنوب.

وأشار إلى أن تعز تعد مركز الشعر والأدب والفن، وأن أبناءها قادوا التحولات الوطنية، منهم "أحمد محمد نعمان" المؤسس الأول لحركات التحرر، ورئيس حزب الأحرار الدستوري، ورئيس وزراء اليمن من عام 1967 إلى عام 1970، والذي طرد بعد ذلك من اليمن بسبب أنه من تعز، وسحبت الجنسية اليمنية منه، وعاش في سويسرا حتى وفاته، وتم قتل ولده وغيره من السياسيين والعسكريين والأدباء والكُتاب والشعراء والفنانين الذين اغتالهم المخلوع، لأنه لا يريد عقولا نيّرة تناضل من أجل رفعة اليمن.

جغرافيا غنية 
قال الشيخ الجرادي، إن حقد المخلوع على تعز يأتي أيضا لجغرافيتها المميزة، إذ تفصل بين الشمال والجنوب، وبين أهم المحافظات الجنوبية، مثل محافظة لحج والضالع، فضلا عن امتداد موقعها على البحر العربي والبحر الأحمر ومضيق باب المندب. 

وذكر الشيخ الجرادي أن من أهم عوامل حقد المخلوع على تعز، هو سيكلوجية سكانها الثورية، والتي ناهضت سلطة المخلوع صالح الأسرية الطائفية والتي جلبت الفساد والقمع والاستبداد منذ الوهلة الأولى لاغتصابه السلطة في 17 يوليو 1978، ذلك اليوم الأسود في تاريخ اليمنيين، مشيرا إلى أنه لكل الأسباب السابقة يحقد المخلوع على أبناء تعز، ويدمر بيوتهم ومدنهم وقراهم.

معقل أحزاب المعارضة 
يرى الباحث اليمني زيد جابر أن تهجّم المخلوع على تعز وسكانها ونسائها لأسباب واضحة، منها أن تعز معقل من معاقل أحزاب اللقاء المشترك، وهي أحزاب المعارضة الرئيسية لنظام حكم صالح سابقا، والتي لعبت دورا كبيرا في ثورة فبراير، وما تزال هذه الأحزاب تعمل بنشاط وقوة في المقاومة الوطنية ودعم الشرعية. 

وقال، إن صالح يشعر أنه من الصعب تمرير مشروعه الانقلابي في ظل وجود الأحزاب وقيامها بدورها، مبينا أن صالحا حاول منذ سنين طويلة تشجيع شخصيات تدين بالولاء له ولأسرته باسم مشايخ تعز، مؤملا أن يلعبوا دورا في حشد الجماهير وراء مشروعه الأسري، بيد أن الوعي الثقافي والمستوى التعليمي حالا دون ذلك، وهو ما جعل صالح يعتمد على القوة المسلحة والمعسكرات والألوية العسكرية التي أحاط بها تعز، منذ بدايات حكمه تحسبا لأي تمرد على نظامه، ولولا هذه المعسكرات وما تمتلكه من ترسانة أسلحة ضخمة، لكانت تعز تحررت في بداية العاصفة.

التهديد الجديد لتعز
أكد المخلوع علي عبدالله صالح خلال اجتماعه مع بعض المقربين منه حول تعز أول من أمس، أنه على استعداد للتسامح مع المملكة العربية السعودية والتحالف العربي، ولكنه لن يتسامح مع أهالي تعز وأنه عاهد نفسه ومن حوله بالعمل على تأديب سكانها وجعلهم يندمون جيلا بعد جيل. 

وحسب أكثر من مصدر، فقد أكد المخلوع أنه يستكثر على تعز بناء فصل دراسي، واصفا أهلها بـ" الأوغاد"، وأنه" لن يموت إلا وقد صفى حسابه مع تعز قرية فقرية، وسيدفعهم الثمن غاليا ولو تطلب الأمر ما تطلب "في إشارة إلى إمكانية استخدام كافة الوسائل لضرب تعز"، مضيفا "أنا لا تهمني نهم أو بني حشيش أو صنعاء كل ما يهمني هو تعز. بأي ثمن وبأي وسيلة لن أتركهم".

فيما أكد قائد عمليات الجيش الوطني في تعز العقيد عبدالعزيز المجيدي صحة ذلك، وقال "وصلنا نص هذا التهديد والكلام من أحد الاجتماعات السرية، وانتشر بشكل واسع في الأوساط اليمنية"، مبينا أن سبب الهجوم لكون تعز كانت السبب الرئيسي لإسقاط حكم المخلوع في ثورة 2011.

غزل لتعز قبل عام
جاءت تهديدات المخلوع علي عبدالله صالح متناقضة تماما مع ما ذكره في العاشر من مارس العام الماضي، حيث قال في كلمة موجهة لأهالي تعز "إن هذه المحافظة الوفية والتي تعودنا منها كل الخير لكل أبناء الوطن. إن أبناء هذه المحافظة البطلة منتشرون في كل أنحاء الوطن". 

وتابع المخلوع في نفس الكلمة قائلا "إني أتذكر تعز وأهل تعز الأوفياء فتعز في قلبي، وأنا في قلب أهالي تعز، تعز هذه الوفية أنا لا أمتدح فيها نفاقا أو إطراء، ولكني أتحدث لهذه المحافظة الوفية. هي وفية في كل مكان، هي في الحديدة في تعز في صنعاء في حضرموت في كل أنحاء الوطن تعطي لهذا الوطن ثقافيا وسياسيا واقتصاديا واجتماعيا".

وفي موقع آخر من كلمة المخلوع قال "أنا أأسف أن ناسا في هرم السلطة أو في قمة السلطة يتهجمون على هذه المحافظة وفي حقيقة الأمر ما قد خلق من يهاجم محافظة تعز أو أي محافظة. لن تنجبه أمه بعد، إنه يتهجم على محافظة تعز وبأي حق".
تم طباعة هذه الخبر من موقع يمن برس https://yemen-press.net - رابط الخبر: https://yemen-press.net/news79988.html