2017/05/06
عدن تحت سيطرة الضالع
ترضح العاصمة اليمنية المؤقتة عدن تحت حكم فئة معينة من ابناء الجنوب وبالأخص ما يطلق عليهم في عدن مسمى "الضليعة" وهم ابناء محافظة الضالع.

والضالع هي منطقة صغيرة كانت تتبع الشمال حتى انتزعتها بريطانيا في عشرينيات القرن الماضي من الإمام يحيى بالقوة العسكرية، وأصبحت جزء من محافظة لحج خلال فترة ما قبل الوحدة وبعدها، قبل أن تصبح محافظة مستقلة وتضم لها عدد من مديريات محافظة لحج واب وغيرها.

والضالع التي تسيطر على مدينة عدن حالياً ليست محافظة الضالع مجملاً وانما منطقة الضالع التي تعتبر مركز المحافظة وهي منطقة مقفرة لا توجد بها أي ثروات، يطغى على أهلها العمل في المجال العسكري والتعصب لبعضهم البعض.

اثناء فترة حكم المحافظ عيدروس الزبيدي الذي ينتمي إلى منطقة الضالع لمحافظة عدن عمل على تعيين مقربين منه أغلبهم  من ابناء الضالع في المناصب الهامة في ديوان عام المحافظة والمؤسسات الآخرى وتم إقصاء الكوادر التي تنتمي إلى المحافظات الآخرى أو إلى محافظة عدن.

وتم الإتفاق عقب تحرير المدينة من ميليشيا جماعة الحوثي والمخلوع صالح على تجنيد 6 الف من ابناء المدينة المنخرطين في المقاومة الشعبية كقوات أمنية لضبط المدينة ولكن مع وصول عيدروس الزبيدي وشلال شايع إلى منصب المحافظ ومدير الأمن قاما بإقصاء ابناء المدينة وتجنيد 6 الف لقوات الأمن كلهم من ابناء الضالع.

يتململ ابناء عدن من سيطرة الضالع على مدينتهم وإقصاءهم من كافة المناصب وتسليم منصب المحافظ ومدير الأمن لغير ابناء المدينة، بل وصل الحد إلى اعتبار ان الضالع هي من حررت ابناء عدن من الحوثيين.

وادى السلوك العنصري في عدن من قبل قيادات الضالع إلى تحويل المدينة إلى منطقة صراع مناطقي جنوبي - جنوبي كما أفرزت الحساسيات بين ابناء الضالع وعدن.

كما لم يهتم المحافظ عيدروس الزبيدي ببناء المدينة وتحسين الخدمات فيها بل عمل على نهب ايرادات المدينة وخاصة ايرادات شركة النفط التي كان يديرها أحد اقاربه إلى الضالع لتشكيل جيش ضالعي وهو ما نجح فيه عيدروس حيث أسس عدة ألوية كلها من ابناء الضالع على حساب ابناء عدن ومن ايرادات محافظتهم وتخلى عن عمله كمحافظ.

وبعد إقالة عيدروس الزبيدي من منصبه وجد تضامن محدود أغلبه من الموالين له من ابناء الضالع او من قبل بعض الأطراف الموالية للإمارات، وكانت سياسة عيدروس العنصرية هي أحد أهم اسباب فشل فعالية عزله الخميس الماضي وعدم حضور سوى اعداد بسيطة أغلبها قدمت من الضالع او من ابناءها المتواجدين في عدن.

وما تزال الضالع حتى الآن تحكم قبضتها على عدن حيث ما يزال عيدروس الزبيدي يسيطر على منزل المحافظ ومن غير الواضح إذا كان سيسلم مبنى المحافظة للمحافظ الجديد من عدمه، كما ما تزال قيادات كبيرة في مؤسسات محافظة عدن من ابناء الضالع وعلى رأسهم شلال شايع مدير الأمن.

وفي الأونة الأخيرة فضح الصحفي فتحي بن لزرق كيف يقوم الأمن التابع لشلال شايع بنهب المحلات التجارية وأراضي عدن منها اراضي المملاح او فرض السيطرة عليها بالقوة او حماية النهابين من ابناء الضالع في تسجلات صوتية لإتصالات مع مدراء المديريات أحدثت ضجة كبيرة في الشارع العدني.

وحتى وقت قصير كانت محافظة عدن الوحيدة التي يتولى منصب المحافظ بها شخص من غير ابناءها، ومن غير الواضح حتى الآن إلى أين سيصل السلوك المناطقي بعدن.
تم طباعة هذه الخبر من موقع يمن برس https://yemen-press.net - رابط الخبر: https://yemen-press.net/news96056.html