السبت ، ٢٧ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٢:٠٨ صباحاً

كيف تسيطر على السلطة في ستّة أيام

كامل الخوداني
الثلاثاء ، ٠٨ نوفمبر ٢٠١٦ الساعة ٠٤:٤٠ مساءً
لايحتاج الأمر للكثير من الامكانيات والدعم والأموال، المسأله في غاية البساطة:
- مجموعة كتائب مليشاويه مسلحة
- مجموعة شعارات وطنيه تلامس هموم المواطنين والناس
- عشرة زوامل
- خمسة كيلو بردقان
- عشرين شاص
- أطراف متصارعة حمقاء.
إعمل بداية الأمر على تغذية الصراع والأحقاد بين هذه الأطراف المتصارعه وبين القيادات العسكرية والمدنية والأحزاب.
وزع القيادات البارزة في جماعتك لمجموعات، كل مجموعة تفتح خطوط تواصل مع طرف من الأطراف تبني معه علاقه مشتركة وحلفاً خفياً، وتوحي إليه بتبني نظريته وفكرته وتوجهه بنفس الوقت الذي تظهر فيه اختلافها مع المجموعات الأخرى وتعلن عداءها للأطراف التي يختلف معها الطرف الحليف.

إعمل على تغذية الخلاف بين الأطراف وادفع بقياداتك الموزعة بين الأطراف لقطع أي عملية اتصال أو تواصل بين الأطراف المتصارعة وعرقلة أي اتفاق أو تفاهمات قد تحدث ما بينها.
قم بتحركك العسكري بعد أن تكون قد نجحت بعزل الأطراف عن بعضها البعض وأظهرت لكل طرف منها أن تحركك العسكري هذا لا يستهدفها بل يستهدف الطرف الآخر؛ العدو المشترك.
إبدأ بالطرف الأضعف ثم الأقوى فالأقوى، حتى تستكمل القضاء على كل الأطراف الواحد تلو الآخر.


وجه القيادات التابعة لك، والتي قامت بعقد التحالفات والاتفاقيات مع الأطراف، بإغلاق تلفوناتهم أو الاختفاء من المشهد لحظة استهداف الطرف الحليف لهم، ومن ثم الظهور لاحقاً ليبرروا أن الأمر كان خارج سيطرتهم وأنهم غير راضين بما قامت به جماعتهم من استهداف لحليفهم..
إرفع شعارات الوطنية والشعارات التي تلامس وجدان الناس، وأظهر نفسك بالمنقذ الذي جاء لتطهير الدولة من الفاسدين ويعيد الحقوق للناس وينصر المظلوم ويعين المحتاج وينشر العدل والمساواة.

وجه أتباعك بالقيام بعمليات انتشار لكل المؤسسات والوزارات والجهات بحجة الحفاظ عليها وعلى ممتلكاتها وعلى أموالها من النهب، والرقابة على إدارتها ومساعدة قياداتها، ثم سيطر عليها وعلى قراراها بعد أن عزلت منها الأشخاص والقيادات المؤثرة بداخلها.
لضمان استمراريتك بالحكم وتوغل نفوذك وسيطرتك في كل مفاصل الدولة، ولضمان عدم حدوث أي ثورة ضدك، قم بتعيين أشخاص غير مؤهلين وغير أكفاء وممن لا خبرة لهم، وانتشلهم من الشارع، بمناصب ومراكز عليا وبكل أجهزة الدولة العسكرية والمدنية، وبهذا تكون قد ضمنت عدم اعتراضهم لأي قرار تتخذه وضمنت خضوعهم وتبعيتهم لك إضافة لسعيهم وعملهم المتواصل لكسب رضاك وودك كونك قد منحتهم مناصب لم يحلموا حتى مجرد الحلم بالوصول إلى أصغرها إن لم يكن الحصول على مجرد وظيفية عادية، كونهم غير مؤهلين للحصول عليها.

إستخدم كل وسائل القمع ضد معارضيك ومنتقديك. إستهدفهم بلقمة عيشهم. فجر منازلهم لتبث الرعب في قلوب الآخرين. إملأ السجون بهم. وجه إليهم التهم التي لا يمكن أن تخطر على بالهم: قضايا جسيمة، مخدرات، حشيش، عمالة، خيانة عظمى، إختلاس، سرقة... إقطع كل عمليات التواصل ما بينهم وبين أهلهم.
سيطر على وسائل الإعلام. إشغل الناس بقضايا أخرى، واستكمل سيطرتك على ما تبقى من مؤسسات الدولة ومناصبها وأموالها. أوصل الناس إلى مرحلة الجوع والاضطرار لبيع أسلحتهم وممتلكاتهم، حتى تضمن عدم قدرة أحد على مواجهتك في حال حدوث انتفاضة أو ثورة ضدك، بعد أن أصبحت المتفرد بالقوة والمال والسلاح.
إستخدم كل وسائل الضغط على معارضيك الواقفين ضد ممارساتك وحكمك من الوجهاء والمشائخ والقيادات العليا، وادفع بهم إلى مغادرة البلد ثم وجه إليهم تهمة الخيانة والارتزاق والعمالة لدول العدوان، التي صنعتها أنت.

إعمل على تفكيك وتفتيت كل قوة عسكرية موجودة، تبعيتها ليست لك، وقم بإفراغها من قوتها عن طريق نهب أسلحتها وذخائرها واستهداف القيادات التابعة لها، وسرحها من معسكراتها ومواقعها، ثم قم بقطع مستحقاتها ورواتبها لتضعهم أمام خيارين، إما الجلوس في منازلهم أو الالتحاق بركب مليشياتك، ليتقدموا صف المواجهة والموت من أجل أهدافك، وبالمقابل قم بإنشاء قوتك العسكرية الخاصة المدربة والمدعومة بالسلاح والامكانيات والمال والعقيدة القتالية التي تقودهم وتوجههم.
قم بالعودة إلى المربع الأول، وكرر السيناريو مجدداً مع الأطراف المعادية لك. أقسم قيادات جماعتك لمجموعات، حتى الاعلاميين والناشطين، كل مجموعة تفتح خطوط تواصل واتصال مع طرف خارجي أو داخلي يظهرون لهم قربهم ويوهمونهم الوقوف إلى صفهم. عزز ثقة هذه الأطراف بدفع المجموعات لعقد الاتفاقيات السرية والعلنية مع كل طرف على حدة. إجعلهم يقدمون التنازلات الظاهرية ويظهرون تبنيهم لفكرة ورؤية هذا الطرف ووقوفهم ضد هذا، وبنفس الوقت ادفع بكل مجموعة للوقوف ضد المجموعة الأخرى لاكتساب مصداقية الطرف الحليف لهم. إستغل كل الأطراف المعادية لك لدعم جماعتك وغير مسار مواجهة الأطراف لك إلى مواجهتها لبعضها. إستكمل القضاء على من تبقى من أطراف داخلية يشكل وجودها عقبة أمام سيطرتك واستكمال بسط نفوذك بعد أن تكون قد أفرغتها من قواها وتغلغلت في مراكزها وتحكمت في أعلامها وقياداتها وعرفت نقاط ضعفها وقوتها، بعد أن تكون قد عزلتها عن كل الأطراف الخارجية والداخلية وأفقدتها ثقة أتباعها وجماهيرها ومناصريها وحلفائها، ومن ثم احكم ولا تبالي.