الثلاثاء ، ١٩ مارس ٢٠٢٤ الساعة ٠٦:١٥ صباحاً

ترمب من بلاد الحرمين إلى أرض الميعاد

أمجد خشافة
الاربعاء ، ٢٤ مايو ٢٠١٧ الساعة ٠٥:٣٠ مساءً
أدى ترمب الرقصة مع العرب والمسلمين بينما في الاراضي المحتلة "إسرائيل" زار حائط المبكى ووضع أمنياته في شق الحائط بكل خشوع وإذلال في صورة تقرب عن الهدف الرئيسي من زيارة رجل سيقود المنطقة خلال السنوات القادمة..
في لقائه بأكثر من خمسين قائد عربي وإسلامي قاله لهم يجب عليكم أن تحاربوا الارهاب، ولن نخوض حربا بالوكالة عن أحد..
والإرهاب هنا ما هو بنظر أمريكا لا بنظر القادة العرب والمسلمين..
فرح الجميع بزيارة ترمب واعتبروها تاريخية لما ستحققه من قوة للمنطقة ضد إيران لكن زيارة الرجل للأراضي المحتلة "إسرائيل" سرعان ما كشفت عن هدف لقاء العرب والمسلمين لم يكن سوى طمأنت إسرائيل...
لقد أعطى القادة العرب والمسلمين في لقاء واحد ما لم يقدمه السادات في 78م وربما لم تتوقع إسرائيل أن يهز القادة رؤوسهم وهو يقول إن حماس جماعة إرهابية، والصفة هنا- الارهاب- ليس لحماس بقدر ما تعبر عن انتزاع صفة المقاومة عن فلسطين وشرعيتها ضد الاحتلال..
أمريكا التي كانت تقول قبل سنوات يجب على حماس أن تشارك في الانتخابات، لما شاركت وفازت اتضح أن أمريكا تؤمن بالديموقراطية لكن لا تؤمن بنتائجها. فقد في بلاد العرب..

لقد انتزع ترمب من العرب والمسلمين، شراكة أمنية ضد "الارهاب"، ورمى بمسؤولية الحرب عليهم.. وقال إن طهران تدعم الارهاب، فيما هو يقوم بالتنسيق مع الحشد الشعبي ويدربهم في العراق .. هذا كلما في الأمر..
أما إسرائيل فقد صلى بحائط المبكى بخشوع فيما ابنته بالغت بالخشوع حتى ذرفت دموعها، وقال سنحمي أرض الميعاد، وهذا مصطلح عقائدي ديني يعبر عن ذهنية صراع الحضارات التي حاول التنكر منها أمام القادة العرب..
إيمانه بأرض الميعاد معناه تأكد لليهود أن بلادكم ممتدة من نهر مصر إلى نهر الفرات، هذا هو معنى أرض الميعاد في عقائد اليهود.
بمعنى آخر صراع الحضارة الاسلامية العربية مع اليهود بسند الحضارة الغربية هي عقيدة متجذرة في ذهنية ترمب..
لا يمكن لأمريكا أن تستغني عن إسرائيل، لأنها تتعامل معها كما لو أنها أرض مقدسة في نييورك تماما كما تعطي إيران أهمية للنجف العراقية من قداسة وعمق ديني..
لذلك بدا ترمب في كلمته أمام العرب أنه يقايضهم بين أمن المنطقة مقابل أمن إسرائيل، وهذا هدفه من زيارته وكلمته "التاريخية"...