الجمعة ، ٢٦ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ١٢:٣٨ مساءً

الثورة السلمية واجمل مافي القبيلة اليمنية

عبدالله غراب
السبت ، ٢٩ ديسمبر ٢٠١٢ الساعة ٠٧:٤٠ مساءً
لا أفضل تمييز منطقة بعينها عند الحديث عن دور كل محافظة في العمل الوطني.. في الثورة .. في تضحيات شباب يمنيين لأجل الوطن فرضت احترام العالم.

ذمار حظيت بنشاط ثوري بارز جداً منذ انطلاق الثورة في فبراير من عام 2011تجربتي الشخصية في التغطية الإعلامية للنشاط الثوري في ذمار حافلةبالكثير من عناصر انفراد هذه المحافظة بعمل ثوري استحق احترامكل اليمنيين.

ذمار تميزت بحماية قبائلها الشرفاء لشباب الثورة ،ففي التظاهرات الأولى خرج الشباب يهتفون في شوارع مدينة ذمار لأجل إسقاط النظام وعند مهاجمتهم من قبل من يسمون شعبيا بالبلاطجة كان الرد حاسما من حماة الثورة من أبناء ذمار حيث تدخلوا بتأديب أصحاب المنزل الذي أطلق منه الرصاص باتجاه المتظاهرين ومن يومها حرص بعض حماة الثورة على اصطحاب السلاح بشكل غير مستفز لحماية الشباب فكان رادعا قويا للبلاطجة حيث توقفت الهجمات على المتظاهرين دون الإساءة لسلمية الثورة في نفس الوقت.

هذه واحدة من عناصر التغطية الخاصة بتظاهرات ذمار التي افردنا لها مساحة كبيرة،مشهد آخر لن أنساه ما حييت وهو خروج ثوار ذمار لاستقبال مسيرة الحياة على مشارف مدينة ذمار ويومها شاهدت بنفسي كيف عكسوا أجمل ما في القبيلة اليمنية من قيم الكرم وحفاوة استقبال الضيف وحمايته وتأمين احتياجاته حتى توديعه.

يومها توجهت إلى ذمار لتغطية مسيرة الحياة وأدهشني كثيرا حجم مشاركة قبائل ذمار من كل مناطقها في استقبال المسيرةعلى مشارف المدينة ،أطلق بلاطجة ممن يدعون "أبناء عمران" خمس رصاصات فيالهواء وهم على سفح إحدى التلال لتخويف المسيرة فهبت قبائل ذمار الحرة بأسلحتها لحمايتهم وتمكنوا من طرد أولئك المتطفلين على المسيرة حتى غادرشباب مسيرة الحياة محافظة ذمار.

مشهد آخر زرت فيه ساحة التغيير في مدينة ذمار بشكل مفاجئ عصر أحد الأيامفي أكتوبر 2011 وهناك وجدت حماسا رائعا ونقاء ثوريا يستحق التقدير لدىشباب الثورة الذين وجدناهم في الساحة من غير من كانوا منشغلين بتناولا لقات داخل الخيام.

زرت المركز الاعلامي لألتقي بشباب رائعين طالما تواصلوا معي هاتفيا منذبداية الثورة وأمدوني بتفاصيل الأحداث وصوروا التظاهرات ،توجهت الى المركز وسالت عن الزميل العزيز معاذ راجح ،لم يكن موجودا وكان تلفونه مغلقا حينها غادرنا الساحة وغادرنا ذمار أيضا وتوجهنا الى محافظة إب ضمن تغطياتنا الميدانية.

في بداية نوفمبر 2011 عدنا الى ذمار ثانية وغطينا تظاهرات طغى عليها حماس الشباب وقد جمّلتها شعارات ظريفة عكست خفة ظل أبناء ذمار التي عودونا عليها حتى وسط زخم جدية العمل الثوري لكني تألمت كثيرا لانقسام بدا واضحا في تظاهرات خاصة بالحوثيين وأخرى ببقية التيارات الثورية وهي انعكاس للمشهد الميداني الحاصل حينها في غالبية الساحات.

زرت صديقي العزيز وزميل الدراسة لسنوات في القاهرة الدكتور محمد الرخميرئيس قسم اللغة العربية بجامعة ذمار الى مسقط رأسه في قرية رخمه أكثر من مرة خلال زياراتي لذمار وهناك وجدت أنقى الناس ووجدت مثقفين ومتابعين للثورة وللتغطيات الاعلامية وكأنهم خبراء توقفت كثيرا عند قراءتهم للمشهد وتأكدت أن الانسان اليمني أصيل أينما وجد وغني بفكره وقيمه الأصيلة أينما حل، وفي طريق رخمة عرّفني الدكتور محمد على قرية الرجل الوطني الرائع والحر عبد العزيز جباري ووقفت أمام القرية لحظات احترام وإجلال لذلك الرجل الحر والانسان النبيل وأنا أدعو له بالشفاء فقد كان مسافرا حينها خارج البلاد لتلقي العلاج شفاه الله وهو ذات الحب والتقدير لرموز عظماء ونبلاء من ذمار كالأستاذين عبد الرزاق الهجري وعلي العنسي وجميعهم قدموا الكثير لهذا الوطن.

كما لا أنسى وصول مسيرة الدراجات النارية من ذمار إلى صنعاء وتغطيتناالمميزة لها رغم تعرضنا لمضايقة بلاطجة قرب تقاطع شارع الرباط في صنعاءلكننا أصرينا على مواصلة التغطية لأهمية الحدث.

كل الحب لأهلي وأحبتي وزملائي في ذمار.. لن أنسى ذمار ونبضها الثوري الصادق بصدق القبيلة وبراءتها والذي مسحكثيرا من السخط الشعبي على بلاطجة ذمار التابعين لكثير من رموز الفساد فيالبلاد الذين أمدوا صنعاء بكثير من الدمار والبلطجة أكثر مما أمدوا ذماربذلك النوع من الأذى بمبرر حماية الشرعية الدستورية.