الجمعة ، ٢٦ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٥:٥٤ صباحاً

عواقب التنازع.. مفاهيم قرانية

عبد السلام حمود غالب
الثلاثاء ، ١٣ أغسطس ٢٠١٣ الساعة ٠٣:٤٠ مساءً

(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيراً لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (45) وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلا تَنازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ (46)) سورة الانفال .

مفهوم التنازع :[1]

تنازع القوم في الأمر: اختلفوا فيه. وتنازعوا أمرهم: تجاذبوا الرأي فيه، هذا يدلي برأي، وذاك يدلي برأي وتشاورا فيه

وتنازعا الكأس: تعاطياها. وهذا يعطي صاحبه الكأس، يعطيه الآخر إياها، كأنما يتجاذبانها في مودة وملاعبة.

تنازعت: (حَتَّى إِذَا فَشِلْتُمْ وَتَنَازَعْتُمْ فِي الأَمْرِ وَعَصَيْتُمْ مِنْ بَعْدِ مَا أَرَاكُمْ مَا تُحِبُّونَ) " 152/ آل عمران" (التنازع) ما وقع من الرماة حين قال بعضهم: نلحق الغنائم وقال بعضهم: نثبت في مكاننا.

مفاهيم ذكرتها الاية واداب وأول هذه الآداب والقواعد:([2])

الثبات أمام العدو حين اللقاء معه، بتوطين النفوس على الصمود والصبر على المبارزة وعدم التحدث بالتولي والفرار، ونظرا لأن هذا العنصر أهم عناصر المواجهة الحربية.

والأدب الثاني:

هو ذكر الله كثيرا: بذكره في القلب واللسان، والتضرع والدعاء بالنصر والظفر لأن النصر لا يحصل إلا بمعونة الله تعالى، وذكر الله في أثناء القتال يحقق معنى العبودية لله، ويشعر بمعنى الإيمان والتفويض لله والتوكل عليه، ويقوي الروح المعنوية، فبذكره تطمئن القلوب، ويؤمّل النصر والفرج، وبدعائه تتبدد الكروب والمخاوف، ويحلو الموت في سبيل الله عز وجل.

والأدب الثالث:

هو الطاعة: طاعة الله والرسول في كل ما أمر العبد به ونهي عنه، فما أمرنا الله تعالى نقوم به، وما نهانا عنه ننتهي لأن طاعة الله ورسوله من أسباب تحقيق الفوز والنصر في القتال وغيره، ولأن الطاعة تحقق الانضباط، وتوفر النظام، وتقمع الفوضى والتشتت، وظرف الحرب يقتضي الانضباط واحترام النظام وحبّه في أعلى مستوى وأكمله.

والأدب الرابع:

هو وحدة الصف والكلمة والهدف، وعدم التنازع والاختلاف، فإن توحيد الصف والكلمة أمر أساسي عند لقاء العدو، والتنازع والاختلاف مدعاة للفشل والجبن والخيبة وتغلب العدو.

فإياكم والتنازع لأنه مهدر للطاقات، ومقوّض لبنية الجماعات، وسبيل لإذهاب الحماسة، وتبديد القوة، والعصف بوجود الدولة، وإزالة روح الإقبال والإقدام، فلقد هلكت الأمم باختلافها وكثرة آرائها واعتراضاتها.

والأدب الخامس:

الصبر على الشدائد والمحن، وتحمل بأس العدو، فإن الصبر سلاح القوي المقدام، لذا قيل: الشجاعة: صبر ساعة، والله مع الصابرين يمدهم بالعون والتأييد والنصر.

وهذه القواعد والنصائح السابقه الثبات عند اللقاء، وذكر الله والتضرع إليه واللجوء إلى جنابه، وطاعة الله والرسول، أي طاعة التوجيه الإلهي والقائد الحربي الذي لا يأمر عادة إلا بالصواب والحق والمصلحة العامة، وعدم التنازع والاختلاف، والصبر عند الشدائد، وعدم البطر والرياء والكبر والخيلاء.

والقواعد والاداب السابقه تقود الى النصر وهي من مقومات النصر على الاعداء كما اشارت اليه الاية الكريمه وبغيرها ينعدم النصر ويتلاشي فمما حصل في معركة احد لنا عبرة وعظة مخالفة الامير التنازع الذي حصل بين الرماه ادى الى فقدان النصر وتلقى المسلمين خسائر كثيره .

واخطر ما يقود الى الهزيمة التنازع والاختلاف بين القادة والجند فيحصل به التفرقه وتزداد الفجوة بين القادة والجند ومثالة كما حصل في قتال الروس في افغانستان ما تم النصر فتنازع القادة على الحكم حتى خسروا كل شيء وسفكت دماء ، وشمت الاعداء بالمسلمين .

والمثال الاخر ما حصل في الصومال من تنازع بين قادة الصومال الذين اخرجوا الامريكان وحررو بلادهم ثم تم التنازع فيما بينهم مما ادى الى دمار بلادهم الى الان وانا لله وانا اليه راجعون .

فالتنازع والاختلاف الغير مشروع يودي بحيات الامه وحيات المنظمات والمجتمعات والمؤسسات .

نرى كثير من المؤسسات والمنظمات والشركات تنهار وتنتهي بسبب التنازع بين افرادها وخاصة القياده واصحاب القرار

فالاية الكريمه ترشدنا الى الخير والفلاح والنجاح سواء في حياتنا اليومية او اثناء الحرب والقتال مع الاعداء ولكن نستفيد من الاية بشكل عام التنازع لا ياتي بخير فنحرص على لم الشمل وتوحيد الكلمة والراءى والتناصح وقبول الاخر حرصا على وحده الامه وكذلك نجاح المؤسسات والمنظمات والشركات وبالله التوفيق .