الجمعة ، ٢٦ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٥:٠٣ مساءً

العيد الحقيقي للاستقلال لم يكتمل بعد

عبدالحميد جريد
الأحد ، ٠١ ديسمبر ٢٠١٣ الساعة ٠٩:٤٠ صباحاً
يحتفل الشعب اليمني بيوم ال30 من نوفمبر في كل عام بهجة بخروج آخر جندي بريطاني من جنوب اليمن في 30 نوفمبر 1967م وماكان هذا ليحدث لولا تضافر جهود جميع أبناء الشعب اليمني في الشمال والجنوب والالتفاف تحت رابه واحده هدفها تحرير البلاد من الاستعمار البريطاني وبالرغم من ذلك لم تكتمل الفرحة لان الاستقلال من الاستعمار ليس بخروج الجنود من الدولة المحتلة وإنما بتحرير سيادة الدوله من شتى وسائل الاستعمار حيث يعرف الاستعمار بأنه : استيلاء الدول الاستعمارية سياسيا واقتصاديا على مناطق واسعة في جميع القارات الأخرى، بما في ذلك إخضاع الشعوب القاطنة فيها لحكم الدول الاستعمارية واستغلال كنوزها الطبيعية وعمل السكان المحليين لصالح الدول الاستعمارية . وليس ببعيد ماتحققه الدول الاستعمارية اليوم على دولة الجمهورية اليمنية من خلال سيطرتها المحكمة في شتى المجالات الأشد خطرا من استعمار شركة الهند الشرقية على عدن في عام 1839م وذلك بسبب تثبيت سياسة التفرقة وزرع الصراعات والحروب بين أبناء الشعب الواحد وهاهي الدولة اليمنية تعيش تحت الوصاية الدولية لا تملك من سيادتها شيء وذلك عدم اهتمامها بالشأن الداخلي مما أدى إلى تقاقم الكثير من الأزمات الداخلية المتمثلة في أزمة التغلغل ( عدم بسط الدولة لنفوذها وسيطرتها على أطرافها) في بعض محافظات الجمهورية ومنها محافظة صعدة نموذجا بالإضافة إلى أزمة الهوية والمتمثلة فيما يطالبه اليوم أبناء الجنوب بالانفصال عن الدولة اليمنية , وأزمة مواطنة تتمثل في شريحة كبيرة من اليمنيين تتمثل في شريحة المهمشين وشرائح أخرى تدعو إلى المواطنة المتساوية بالرغم من أن المواطنة المتساوية لازالت غائبة على الكثير من أبناء الشعب اليمني وكل هذه الأزمات ماجاءت إلى نتيجة إتباع سياسات خاطئة اتبعها النظام السياسي اليمني عبر مراحله المختلفة وكل هذا هو ماجعل اليمن لقمة سهلة تجاه الدول الاستعمارية والتي جاءت بطريقة استعمارية جديدة تختلف عن الطريقة القديمة القائمة على إرسال الموارد المادية والبشرية إلى الدولة المستعمرة الذي كبدهم خسارات فادحة بينما الطريقة الاستعمارية الجديدة تمثلت في مصطلح (دمر نفسك بنفسك ) والمتابع للمشهد اليمني اليوم يثبت بان الطريقة الاستعمارية الجديدة قد حققت هدفها الاستعماري بمساعدة قيادات سياسية فاسدة في النظام السياسي أدت إلى عدم اكتمال الاستقلال النوفبمري وفي الأخير أقول لكل أبناء الشعب اليمن إذا أردتم أن يكتمل الاستقلال وتعيشون دائما بعيدين عن الاستعمار يجب أن تكونوا يدا واحده وان تتركوا العصبية والطائفية العمياء على جنب وليكن شعاركم جميعا وطن واحد وشعب واحد مهما كانت الظروف بهذا ستحققون مجد الاستقلالية والانتصار على الاستعمار بشتى وسائله وتعيشون في سلام دائم , حفظ الله اليمن وأهلها .