الجمعة ، ٢٦ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٤:٥٤ مساءً

تسريب الامتحانات وماذا بعد ؟!

أحمد غراب
الاربعاء ، ١٨ يونيو ٢٠١٤ الساعة ٠١:٢٥ مساءً
كنا نشكو من الفلتان الأمني فأصبحنا نشكو من الفلتان التعليمي
كنا نصيح من ظاهرة تسرب الأولاد من المدارس وهانحن نصيح من تسرب الامتحانات وليس أي امتحانات إنها امتحانات الثانوية العامة.
فجأة وبلا سابق إنذار انتشرت الأسئلة على مواقع التواصل الاجتماعي وأعتقد والله اعلم أن الوزارة آخر من يعلم بمعنى أن الأسئلة لو لم تكن انتشرت في الانترنت كان التسريب سيمضي وإن كان بعدد اقل ولكن الغش عندنا جماعي وهو غرم كأي غرم قبلي والجميع في الامتحانات يرفع شعار رعى الله من تجمل.
ومن أسباب تخلفنا أننا لم نعمل بحديث النبي صلى الله عليه وسلم عندما قال: من غشنا فليس منا ، بل إن أفعال وتصرفات وجمهرة الناس واحتشادهم أمام المراكز الامتحانية وقبل ذلك كله الخلل الموجود في العملية التعليمية برمتها كل ذلك يؤكد أن الحال أصبح شعاره " من غشنا فهو منا له ما لنا وعليه ما علينا ".
سبق وتحدثت أن ما كان أساسه مغشوشاً فإن كل أعمدته وبنيانه مغشوشة وإن الحزم في العملية التعليمية يبدأ من أول يوم دراسي.
وليس في آخر العام الدراسي وان التعليم عملية تكاملية متسلسلة ومترابطة وان انعدام التأهيل للمعلمين غش ، وضعف الرقابة والتوجيه غش ، وتحول المدارس إلى أماكن احتجاز غش ، وانهيار المعامل في تسعين بالمائة من مدارسنا غش ، وعدم التمييز بين المعلم المجتهد والمعلم المقصر غش ، وبالتالي لايمكن أن نحصد سوى الغش لأن فاقد الشيء لايعطيه.
إن الغش والتسريب في العملية التعليمية كارثة وجريمة بحق وطن وجيل بأكمله وتخفي الكثير من الاستهانة والاستخفاف بأهمية حصانة ومناعة العملية الامتحانية ووجود جهة رقابية عليا عليها.
أما أن يترك الحبل على الغارب لواضعي الامتحانات او للمشرفين عليهم أو لغيرهم فتارة ينزلوا أسئلة من ملزمة تبع مدرسة معينة في حين لم يدرسها بقية الطلاب في جميع مدارس الجمهورية وتارة يتم تسريب الامتحانات فتلك الكارثة.
الشيء الغريب والعجيب والمدهش أننا فعلا أصبحنا في هذا البلد لانمتلك ذرة احساس واحدة بالمسؤولية نريد ولو مرة واحدة مسؤولاً يحترم نفسه ويقدم استقالته ويعترف بتقصيره على الأقل لنؤسس لمبدأ الثواب والعقاب والاعتراف بالمسؤولية عن جيل بأكمله.
إذا فسد التعليم فسد كل شيء وإذا صلح صلح كل شيء
عطروا قلوبكم بالصلاة على النبي