بالرغم من سيطرة القوات اليمنية على أوكار تنظيم «القاعدة» في محافظتي أبين وشبوة اللتين كانتا بعيدتين عن سيطرة الدولة الكاملة على مدى عامين متتاليين، وبالرغم من تلقي التنظيم سلسلة من الضربات الساحقة منذ انطلاق الحملة العسكرية المكثفة التي أطلقتها الحكومة نهاية شهر أبريل الماضي، إلا أن تصريحات الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي التي أطلقها مؤخرا وأكد فيها أن المعركة التي تخوضها قواته العسكرية مع تنظيم القاعدة «مفتوحة»، تعطي دلالة واضحة على انتقال المعركة ضد «القاعدة» إلى مرحلة ما بعد السيطرة على أوكارها ومعاقلها، وهي مرحلة مفصلية تتطلب توحد كافة أطياف الشعب اليمني وتكاتف الجهود ضد هذا التنظيم الهمجي الذي يسعى لوقف عجلة التطور وزعزعة الاستقرار في البلد الشقيق.
إن ما تواجهه اليمن حاليا من أخطار كبيرة، ممثلة بجماعات العنف المسلحة، كالقاعدة والحوثيين لم يسبق أن واجهته مسيرة الدولة اليمنية طوال عقود ماضية منذ بداية ستينيات القرن الماضي، ومن ثم إعلان اتفاق الوحدة عام 1990م، فضلا عن مراكز القوى النافذة التي تعمل على إجهاض أي توجه حقيقي نحو الدولة.
فحتى اللحظة هناك إمدادات لوجيستية لهذا التنظيم بالمال والسلاح، من متعهدين في الخارج يدعمون التنظيم الإرهابي للإبقاء على الفوضى، وتواجد وبقاء القاعدة هو جزء من مؤامرة مكشوفة تهدف إلى ضرب أمن المنطقة واستقرارها، ولن تستأصل آفة القاعدة إلا بتكاتف اليمنيين وتوحدهم تحت راية الجيش والحكومة وبدعم كامل وحقيقي من الشعب.
