الخميس ، ٠٢ مايو ٢٠٢٤ الساعة ٠٤:٢٨ مساءً
ما لايعرفه كثيرون عن اليمــــن
مقترحات من

الإعلام الغربي لا يتذكره إلا حين تتعرض المصالح الغربية للهجوم أو التهديد

ما لايعرفه كثيرون عن اليمــــن

قد يعجبك أيضا :

انطلاق منصة (مال) للعملات الرقمية المشفرة برؤية إسلامية

الحوثيون يستنجدون باحفاد بلال لرفد الجبهات...ماذا يحدث؟

مصدر ميداني يكشف حقيقة سيطرة الحوثيين على الجوبه!

شاهد الصور الأولية للحوثيين من أمام منزل مفرح بحيبح بمديرية الجوبه عقب سيطرتهم عليها

عاجل...التحالف العربي يعلن تدمر مسيرة حوثية

ينظر كثيرون إلى وجود مسلحي تنظيم «القاعدة» في شبه الجزيرة العربية على أنهم تبرير موازٍ لاستمرار الهجمات التي تشنها الطائرات الأميركية بلا طيار في اليمن والتدخلات الأميركية. وفي شهر أبريل الماضي وحده قتل 63 يمنياً نتيجة غارة شنتها طائرة أميركية بلا طيار. تتحكم في الأحداث التي يشهدها اليمن المصالح وعوامل أخرى، منها الموقع الاستراتيجي لليمن الذي يطل على خليج عدن والبحر الأحمر، ومن ثم فإن استقراره هو صمام الأمان لمصادر النفط في شبه الجزيرة العربية، وضمان لاستمرار تدفق البترول على الولايات المتحدة خصوصاً والغرب بصورة عامة.
 
ويمكن القول إن لكل منطقة أو إقليم من اليمن أهميته الإستراتيجية، وبمنطق المصالح فإما النفط وإما النقل والمواصلات البرية والبحرية والجوية، فما هو مطل على بحر العرب له أهميته، وما هو مطل على خليج عدن له أهميته، وما هو ممتد شمالاً نحو الحدود مع السعودية وشرقاً نحو سلطنة عمان له أهميته كذلك، ولكن الإعلام يتحدث عن تلك الأهمية وفقاً لما يناسب أهواءه.

إحصاءات مخيفة وصادمة
 
كان الحراك والنشاط السياسي العام في اليمن غطاءً لأمر آخر هو الإحصاءات والارقام المخيفة والصادمة في هذا البلد، الذي يعد 25 مليوناً، هناك 54% يعيشون تحت مستوى خط الفقر، وتصل نسبة البطالة في صفوف الشباب إلى 60%، وإلى 40% في صفوف الشعب اليمني عموماً، ويعاني الملايين من أبنائه سوء التغذية بمعدلات عالية تضع اليمن في المركز الثاني عالمياً، إضافة إلى أربعة ملايين ونصف المليون يمني مهددين بالجوع، ولا يحصلون على وجبات الطعام اليومية كاملة، ونحو نصف الأطفال اليمنيين يعانون اضطراباً أو توقفاً في النمو.
 
شرارة الثورات من اليمن
 
لا بد لأي مؤرخ منصف أن يخبرك بأن الثورة في اليمن بدأت قبل تونس ومصر بوقت طويل، فقد استعرض الشباب اليمني العاطل عن العمل والرجال والنساء رغبتهم القوية في التظاهر والاحتجاج ضد الظلم والفساد، وللمطالبة بالمساواة والإصلاحات والحرية والديمقراطية. وتحول اليمن إلى بلد ثوري أمسك فيه الشباب بزمام المبادرة والتحرك والقدرة على حشد جموع المتظاهرين، وتحفيز الشعب اليمني وإلهامه بالتظاهر والقدرة على التنظيم السياسي، والحشد بعيداً عن العنف والمواجهة مع الحكومة والشرطة والجيش، وتجلى هذا واضحاً في يناير 2011، إذ لم يكن باستطاعة أي قوة تفريق هذه الحشود والتظاهرات والاعتصامات من الميادين والساحات العامة، وكلما سقط المزيد من القتلى منهم ازدادوا تصميماً على البقاء في الساحات والميادين وإبداء المقاومة السلبية بعيداً عن العنف، بل وتضاعف عددهم بسرعة أكبر.
وقبل عام 2000 لم يكن الغرب يعرف ما يكفي عن اليمن حتى تمت مهاجمة وتفجير السفينة الحربية الأميركية «يو إس إس كول» في ذلك العام، ما أسفر عن مقتل 17 من أفراد المارينز، ثم أصبح ذلك الهجوم رمزاً لتدخل أميركي متزايد في اليمن، وفي الواقع فإن «الحرب الأميركية على الإرهاب» وصلت إلى اليمن قبل سنوات من غزو العراق، حيث عوقت عشرات الآلاف من المدنيين الأبرياء من ابناء الشعب اليمني الفقير بقسوة بالغة على جرائم لم يرتكبوها.
 
ولم يطلق أحد على ما يجري في اليمن اسم «الحرب على اليمن»، لأن الطبقة الحاكمة فيه وجدت طريقاً للتعايش مع المصالح الأميركية حتى لو اقتضى ذلك التعامل بعنف وبغارات الطائرات بلا طيار. واستغل الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح هذا الوضع لتنظيم استفتاء لتعديل الدستور، لتعزيز المركز السياسي لنفسه ولأسرته، حيث دفع عدد كبير من اليمنيين حياتهم ثمناً لذلك دون ان يسترعي ذلك انتباه واشنطن أو يدفعها إلى التدخل. وفي نوفمبر 2001، وخلال زيارته لواشنطن أعلن صالح وهو يقف بجانب الرئيس الأميركي آنذاك جورج بوش الابن، أن اليمن انضم رسمياً إلى «الحرب الأميركية على الارهاب»، والتي جرت تظاهرات احتجاجية ضد استمرارها في لندن ونيويورك وليس في المدن اليمنية.
 
ولم يكن أحد يشعر بوجود الحرب على الإرهاب في اليمن على الرغم من كل الغارات والهجمات الجوية بطيارين ومن غير طيارين، وجثث القتلى التي يتم تجميعها وإحصائها يومياً. ومقابل هذا اليمن هناك يمن آخر فقير وثائر ومتمرد على أوضاعه، وفخور بشعوره الوطني تهدده الحرب الأهلية والانقسامات والخلافات التي يبدو أنها لا تنتهي.
 
وفي 2010 ظهر ما يسمى نادي «أصدقاء اليمن»، تعبيراً عن التفهم لما يجري من تظاهرات وتحركات سياسية تشارك فيها جموع الشعب اليمني، وتعاطفاً مع مطالب هذه الجموع، غير ان هذا النادي يعمل لخدمة أجندة سياسية تقوم على تحقيق التوازن بين الحرب الأميركية على الإرهاب وما يجري في اليمن من حراك عام من أجل الاصلاح والتغيير، كما كان هذا النادي يتصرف كأن الحرب الأميركية على الإرهاب ليست من مكونات الأزمة التي يعيشها اليمن الذي لا تتوقف فيه المناقشات حول الفقر والفساد والإخفاقات، وضعف أو انعدام الإنجازات، والملايين من اليمنيين الذين شردهم وهجرهم نظام صالح وأجهزته الامنية والغارات الجوية الأميركية، وهناك من يسأل: أليس غريباً حقاً ألا تكون الحرب الأميركية ضمن أجندة ذلك النظام او ذلك النادي الذي يقول أعضاؤه إنهم أصدقاء لليمن؟ وبعد تسليم صالح السلطة لنائبه عبدربه منصور هادي في نوفمبر 2011، واصلت الحكومة اليمنية حديثها عن الإصلاح والحوار، لينعقد مؤتمر الحوار الوطني في يناير الماضي بعد 10 شهور من المناقشات المكثفة والمتواصلة. وفي فبراير الماضي وافقت لجنة حكومية على توصية بتحويل اليمن إلى دولة اتحادية من ستة أقاليم، وذلك يعني الخطوة العملية الأولى لانتقال اليمن إلى شكل سياسي جديد مختلف عن الدولة الحالية، يداعب مشاعر مناطق جنوب اليمن ورغبتها في الانفصال عن الشمال.
 
واليمن دولة تتميز بانقسامات سياسية حادة وماض دموي من الوحدة والانفصال. ولكن لماذا نحن مترددون جداً لنروي قصة اليمني كما هي بكل تعقيداتها وتفاصيلها؟ وهل نحن ممتنعون عن ذلك بسبب التعقيد الهائل للقصة؟ أم لأننا نتذكر اليمن في مناسبة صغيرة أو كبيرة سواء كان ذلك مناسباً او مقنعاً أو لا؟ فالإعلام الغربي يعرف اليمن حينما يهدد تنظيم «القاعدة» المصالح الغربية أو حين يقدم مسلحون من رجال القبائل يعانون من الإحباط والإهمال من السياسة الأميركية أو سياسة الحكومة المركزية في صنعاء على نسف وتفجير خط لأنابيب النفط. وقامت وسائل الإعلام العربية بتغطية يومية دقيقة وشاملة لما يجري في اليمن معظم العام 2011، في سياق تغطيتها لثورات ما يسمى «الربيع العربي» مع الأخذ في الاعتبار قليلاً من الخصوصية التي تميز ما يجري في المغرب عما يحدث في غيره من البلدان العربية، فاليمن كان مهملاً ومنسياً كما كان قبل ذلك بوقت طويل.
 
كما أن الأمم المتحدة تتذكر اليمن في واحد من تقاريرها الفصلية أو الموسمية وتلقي فيه الضوء على أرقام الفقر ونقص التغذية والبطالة التي ترسم صورة قاتمة، لكن رغم كل شيء فإن هناك يمناً واحداً وقصة واحدة لليمني، هي قصة الحرب والتدخل الغربي والمصالح والفساد والانقسامات والبطالة والإرهاب والفقر والثورة. نعم كل هذه الأمور هي عناصر قصة اليمن الواحد واليمني الواحد، والتي تجيب كلها مجتمعة بصورة حكيمة وعقلانية على السؤال: لماذا يعيش اليمن في هذه الازمة العميقة المؤلمة؟ وحتى نفهم كل هذا فإن اليمن سيستمر في حكايات وقصص جزئية عدة كل منها ترسم مساراً، لكنها في النهاية تلتقي جميعاً لتروي حكاية اليمن الواحد.
 
مزي بارود - كاتب ومترجم صحافي فلسطيني، رئيس تحرير موقع «بالستاين كرونيكل»، والمقال منشور في موقع «فورن بوليسي جورنال»

الخبر التالي : رحالة «يمني» يقطع 11 محافظة بدراجة هوائية.. لأجل «الأمن»

الأكثر قراءة الآن :

هام...قيادي بارز في المجلس الانتقالي يُعلن استقالته(الإسم)

رئيس مجلس الشورى يحث واشنطن على ممارسة ضغط أكبر على الحوثيين !

منظمة ميون تجدد مطالبتها للحوثيين بفك الحصار على مديرية العبديه

بحوزة سعودي ومقيم...السلطات السعوديه تحبط تهريب شحنة مخدرات ضخمة

الخدمة المدنية تعلن يوم الخميس اجازة رسمية

مقترحات من

اخترنا لكم

عدن

صنعاء

# اسم العملة بيع شراء
دولار أمريكي 792.00 727.00
ريال سعودي 208.00 204.00
كورونا واستغلال الازمات