اللوموند الفرنسية: حي «مسيك» بالعاصمة صنعاء مأوى الإرهابيين وحي «الجراف» ميدان الصراع الطائفي المتوقع

قد يعجبك أيضا :

ت الأسابيع الأخيرة في اليمن بارتفاع حاد في معدل أعمال العنف، ففي التاسع من مايو الماضي قتل خمسةجنود يمنيين في هجوم غير مسبوق نسب إلى القاعدة ضد القصر الرئاسي، وفي اليوم ذاته قتل 11 شرطياً نتيجة انفجار قنبلة بالقرب من السفارتين القطرية والبريطانية ، وقبل ذلك بأربعة أيام قتل رجل فرنسي مسؤل عن أمن سفارة الإتحاد الأوروبي في منطقة حدة التي تتمركز فيها السفارات، وفي 21 إبريل الماضي قتل اثنان من اليمنيين إثر إطلاق النار عليهم من قبل مسلحين كانوا يقودون دراجات نارية.

وفي حقيقة الأمر فإن هذا النوع من الهجمات ليس جديداً ففي العام 2013 لقي أكثر من 70 جندياً مصرعهم معظمهم في صنعاء في ظروف مشابهة لما ذكر سابقاً، وفي بداية فبراير تم اختطاف بريطانيين من وسط العاصمة صنعاء، إضافة إلى ألماني، وحتى يومنا هذا لا يزال هناك ثمانية أشخاص مختطفين بمن فيهم دبلوماسي سعودي وآخر إيراني، ونتيجة لما سبق فإن البعثات الدبلوماسية الغربية تعيش حالة من اليقضة الشديدة.

وعلى الرغم من كل هذا فإن اليمن في مرحلة ما بعد الربيع العربي يبدوا أنه حقق نجاحاً جيداً، فلمدة 10 أشهر تم تحقيق حوار وطني جمع قادة من الأحزاب السياسية الرئيسة في اليمن، إضافة إلى ممثلي المجتمع المدني من أجل وضع الأسس اللازمة لحكومة حديثة وديمقراطية إلا أن عناصر التنظيم القديم يشتبه بأنها لا تزال تؤجج الفوضى من خلال الجماعات المسلحة كي تمنع تأسيس حكومة وحدة وطنية.

ولكن في غضون كل هذا حقق الجيش اليمني المدعوم من طائرات بلا طيار أمريكية انتصارات مهمة ضد القاعدة، في معاقلها ولكن القاعدة في شبه الجزيرة العربية تكيفت مع الوضع في المنطقة، وبدأت تشن حرب العصابات، وهي تقوم بتوجيه ضربات جريئة حيث ترى هدفاً متوفراً كما فعلت في 5 ديسمبر 2013م عندما قام أحد قادتها بالهجوم على مستشفى تابع لوزارة الدفاع ونجم عنه مقتل 52 طبيباً وممرضاً ومريضاً.

ويعيش الآن موظفو السفارات في بيوت محصنة، ويتنقلون في قوافل مشكلة من عربات مصفحة، وهم مسلحون دائماً ومتيقظون دائماً على كل السيارات التي تلاحقهم أو تمر بجانبهم، وقبل تشغيل سياراتهم يقوم أفراد من المخابرات بفحصها من الأسفل، أما بالنسبة للسياسيين فإنهم يتجنبون قدر الإمكان مغادرة منازلهم.

ويتفق خبراء منظمة يمن أكثر أمناً على ذلك، وتم إطلاق هذه المنظمة عام 2012م وهي منظمة خاصة نشرت تقريراً مفصلاً حول عمليات خطف الأجانب في اليمن منذ 2010، ويقول رئيس المنظمة نبيل شارفاري " منذ بداية الثورة كانت عمليات الخطف يقوم بها رجال القبائل، بهدف الحصول على الفدية أو المطالبة بتحرير شخص آخر، ولكن هذه المحفزات أصبحت سياسية بصورة جلية، وأولاً فإنهم يختارون ضحاياهم استناداً إلى الجنسية، أو العمل، ومن ثم فإنهم يدفعون المال للجماعات الإجرامية كي يقوموا بخطف الأشخاص ونقلهم إلى القاعدة، وليس وراء عمليات الخطف هذه أي دوافع دينية متطرفة، وهي تستخدم عادةً من أجل الضغط والترهيب.

وبينما يقوم عبد الغني علي الواجي برحلته الليلية في منطقة مسيك غير البعيدة عن سفارة الولايات المتحدة الأمريكية يتوقف بصورة فجائية، ويقول «إنظروا مشيراً إلى مجموعة من الشباب الصغار يتميزون بشعورهم الطويلة، كما أنهم يرتدون معاطف عسكرية، ويقول إننا نرى الكثير من أمثالهم في أبين جنوب اليمن، التي تمثل أحد معاقل القاعدة، وتستطيع هذه الجماعات تجنيد الكثير من الأشخاص في هذه الأحياء الفقيرة التي تجاهلتها الحكومة وتركتها من دون أي حماية أمنية، ومعظم الهجمات الإنتحارية التي وقعت أخيراً جاءت من هذا المكان».

ويتابع الواجي نحو الشمال حيث تقع منطقة الجراف، ويقول محذراً «إذا اندلع النزاع الطائفي فسيكون من هذا المكان حيث يعيش السلفيون مع المتمردين الشيعة الذين يشنون حرباً ضد الحكومة المركزية».

الخبر التالي : وقف تعليق عضوية اليمن في مبادرة الشفافية في الصناعات الإستخراجية «إي آي تي آي»