شيع أبناء مديرية حراز يوم الخميس الماضي جثماني القتيلين الذين سقطا برصاص جنود الحماية الرئاسية قبل أكثر من شهرين في جولة المصباحي جنوب العاصمة صنعاء، إلى جانب مواطن سعودي كان بصحبتهما وأصيب شخص ثالث إصابات بليغة.

 

وأوضح الشيخ عبد الله علي عمر أحد مشائخ قبيلة حراز أنه تم تشييع جثمان الشهيد نادر عبد الله محسن الشمراني ووليد علي عبد الله الشمراني يوم الخميس الماضي بحضور رسمي وشعبي كثيف من قبل السلطة المحلية وكذا مشائخ ووجهاء قبائل محافظة صنعاء.

 

وبحسب الشيخ عمر فقد تم تشييع جثماني الشهيدين بعد التوصل إلى اتفاق مع الدولة، تم بموجبه إقفال ملف القضية بعد أن قدمت الدولة التعويض بما يرضي أولياء أمور القتيلين والجريح الثالث طارق علي الشمراني.

 

وأوضح بأن الإتفاق جاء بعد تدخل عدد من مشائخ محافظة صنعاء وفي مقدمتهم الشيخ ربيش علي وهبان العليي عضو مجلس النواب والشيخ منصور الحنق وآخرين، حيث قام هؤلاء المشائخ بتحكيم أولياء أمور القتلى، ومن ثم تواصلوا مع وزير الدفاع، والرئاسة، حتى تمكنوا من وضع حد لهذه القضية بعد شهرين من وقوعها.

 

وأضاف بأن هذه الجهود نجحت بعد فشل لجنة رئاسية يقودها محافظ محافظة صنعاء الشيخ عبد الغني حفظ الله جميل في إيجاد حل للقضية يتضمن إنصاف أولياء أمور الضحايا.

 

وكانت اللجنة الأمنية العليا قد أعلنت في تاريخ 10 / 5/ 2014م مقتل 3 قالت حينها بأنهم من تنظيم القاعدة في جولة المصباحي بالعاصمة صنعاء، إلا أنها تراجعت بعد يوم واحد من إعلانها هذا، لتؤكد لاحقاً بأن القتلى الثلاثة والمصاب الرابع سقطوا عن طريق الخطأ نتيجة اشتباه الجنود بهم، مقدمةً حينها اعتذارها لأولياء أمور القتلى، إلا أن ذلك لم يكن كافياً لدى أولياء أمور الضحايا.

 

حيث سارع آل الشمراني والمتعاطفين معهم إلى قطع طريق صنعاء الحديدة للتعبير عن رفضهم للجريمة التي لم يكن اعتذار الأمنية العليا كافياً فيها، وهو ما زاد الأمر تعقيداً ووضع الدولة في موقف محرج، سيما وقد بادرت في حالات مشابهة وربما أقل وضوحاً إلى تحكيم أسر ضحايا بمبالغ والتزامات خيالية.

 

قطع طريق صنعاء الحديدة أدى إلى تضرر حركة المرور بين صنعاء والحديدة، وهو ما جعل الرئاسة تبادر لإرسال لجنة برئاسة محافظ صنعاء، إلا أنه فشل في أيجاد حل مرضي لأولياء دم الضحايا خلال المهلة التي منحوه إياها والمحددة بأسبوعين.

 

بعدها عاد أهالي القتلى إلى قطع طريق صنعاء الحديدة، الأمر الذي دفع وزارة الدفاع إلى إرسال حملة عسكرية من اللواء العاشر لفتح طريق صنعاء الحديدة، إلا أن الأهالي قاموا باحتجازها في منطقة القدم حيث تم قطع الطريق، واستمرت المواجهات مع الحملة لعدة ساعات حتى تدخل الشيخ ربيش العليي عضو مجلس النواب، ليفك الحصار عن الحملة ويفتح طريق صنعاء الحديدة، بموجب تحكيم شخصي منه لأولياء الدم.

 

حيث تعهد العليي لأولياء الدم بإيجاد حل لقضيتهم في أقرب وقت، وحكمهم بسيارته الخاصة.

 

وبدأت الإتصالات مع وزير الدفاع منذ ذلك الوقت، حتى نجحت الوساطة بعد انضمام عدد من المشائخ إليها في إيجاد حل جذري للقضية، بعد أن قامت وزارة الدفاع بدفع ديتين لكل قتيل وكذا التزمت بتكاليف علاج الجريح طارق الشمراني.

 

الجدير بالذكر أنه تم تشييع جثمان المواطن السعودي الشهيد محمد جروان الغامدي الذي قتل في نفس الحادثة أثناء تواجده برفقة آل الشمراني في العاصمة صنعاء، وذلك بعد الحادثة بأسبوع واحد في مسقط رأسه في محافظة بيشه بعد أن تمت الصلاة عليه في الحرم المكي بحسب المصادر.

 

صور: