رغم أن الرئيس هادي حاول إعطاء صورة مغايرة في وقت سابق عن الوضع في عمران عقب سقوطها بيد الحوثيين، من خلال زيارته إلى المحافظة بعد يومين من سقوطها، وعقده اجتماع مع السلطة المحلية غاب عن الصورة فيه ممثل الحوثيين، رغم حضور مسلحيه في كل أزقة وشوارع المحافظة، رغم كل ذلك يأبى كل زوار محافظة عمران، حتى أولئك الذين هم محسوبين على جماعة الحوثي إلا إثبات أن رسالة الرئيس هادي كانت مغلوطة وتحوي قدر كبير من التضليل.
سيطرة الحوثي على عمران عززها حضور القائد الميداني للحوثيين أبو علي الحاكم الإجتماع الأول الذي عقده المجلس المحلي للمحافظة منذ سقوطها بيد الحوثيين، بقيادة الأمين العام الشيخ صالح المخلوس الأسبوع الماضي.
أبو علي الحاكم بدى في الاجتماع وكأنه الحاكم الفعلي وهو كذلك، ناسفاً بذلك ما كان قاله الرئيس هادي خلال زيارته من أن عمران تنعم بالسلام، وأنها بخير.
الإعلامية منى صفوان المقربة من جماعة الحوثي أبدت قدر عالٍ من التجرد وعدم الإنحياز في شهادتها التي روتها مؤخراً حول زيارتها لمدينة عمران، حيث أكدت بان كل شيء في المدينة صار حوثيا، إلم يكن طوعاً فبالإكراه.
وأشارت أن نقاط الحوثي هي الموجودة، وبيوت الإصلاحيين ومقراتهم ومصالحهم فضلاً عن مقرات ومصالح ومباني الدولة هي وحدها المدمرة، مشيرةً إلى عملية «تحويث»جرت ولا تزال على قدم وساق لمدينة عمران بقوة السلاح.
الحوثيون من جانبهم بدوا محرجين جداً بعد تزايد حالة التشكيك في وجود الدولة في عمران، التي دخلوها بعد أن سحقوا لواء كامل من ألوية الجيش، خصوصاً بعد تناول وسائل الإعلام والمنظمات الحقوقية قضية إعدام مواطن من قبل جماعة الحوثي بطريقة وحشية بدون محاكمة، وبدون حتى عرضة على مؤسسات الدولة المعنية التي يدعي الحوثيون أنهم إنما انتزعوا عمران من مخالب القبيلة ليضعوها برفق في يديها.
لذلك بادر الحوثيون إلى مطالبة محافظ المحافظة محمد صالح شملان إلى استلام مهامه كمحافظ، وفعلاً تم لهم ذلك، حيث وصل المحافظ شملان إلى عمران، ولم يكن في مقدمة مستقبليه قيادات السلطة المحلية، بل قائد الحوثيين الحاكم الفعلي للمحافظة، وظهر شملان وكأنه ضيفاً في عرس أبو علي الحاكم.
ورغم حرص الحوثيين على إبراز قضية وصول المحافظ إلى المحافظة، إلا أن الجميع يدرك أن المحافظ لن يكون أحسن حالاً ولا أكثر سلطة من محافظ صعدة الشيخ فارس مناع الذي لا يستطيع أن يمضي قراراً حتى ولو بصرف مرتب موظف عادي إلا بموافقة السيد عبد الملك الحوثي.
