السبت ، ٢٧ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٧:٠١ مساءً
الحوثيون.. تاريخ مملوء بالتناقضات ونقض العهود
مقترحات من

ممارسات الحركة تؤسس لتقسيم اليمن مذهبياً

الحوثيون.. تاريخ مملوء بالتناقضات ونقض العهود

قد يعجبك أيضا :

انطلاق منصة (مال) للعملات الرقمية المشفرة برؤية إسلامية

الحوثيون يستنجدون باحفاد بلال لرفد الجبهات...ماذا يحدث؟

مصدر ميداني يكشف حقيقة سيطرة الحوثيين على الجوبه!

شاهد الصور الأولية للحوثيين من أمام منزل مفرح بحيبح بمديرية الجوبه عقب سيطرتهم عليها

عاجل...التحالف العربي يعلن تدمر مسيرة حوثية

قبل عام 2004 لم يكن لحركة الحوثي أي حضور على الساحة اليمنية، سواء في العاصمة صنعاء أو في بقية مناطق البلاد، إلا أن حضوراً محدوداً كان قد ظهر في محافظة صعدة، المعقل الرئيس للحركة، غير أن الحروب الست التي شنها الرئيس السابق علي عبدالله صالح ضد الحركة، والتي امتدت من العام 2004 وحتى العام 2010 حولتها إلى قوة كبيرة .
 
وخلال هذه السنوات تحولت الحركة من جماعة شبابية صغيرة إلى قوة سياسية ذات تأثير كبير، حيث صارت تتحكم في القرارات المصيرية للرئاسة، بخاصة بعد سيطرتها الكاملة على العاصمة صنعاء في 21 سبتمبر/ أيلول الماضي، ودخولها كلاعب رئيس في العملية السياسية منذ ذلك التاريخ .
 
وعلى الرغم من أن عمر الحركة لا يتجاوز فعلياً عشر سنوات، إلا أن تمددها من الشمال، وحتى بعض المناطق الوسطى من البلاد منحها مزيداً من الحركة والمناورة السياسية، إلا أنها في الوقت نفسه قسمت المجتمع اليمني بشكل أكبر من السابق، وأعادت فرزه على أساس مذهبي في ظل إصرارها على التمدد في المناطق السنية من البلاد .
 
خلفية تاريخية
تعيد بعض الدراسات جذور الحركة الحوثية إلى "حزب الحق"، وهو أحد التنظيمات الحزبية السياسية الزيدية الذي يقف وراء إنشاء "منتدى الشباب المؤمن" الذي يغلب عليه الطابع الفكري، حيث يؤكد أحد مؤسسيه أن الهدف منه مواجهة المد السلفي لاسيما في صعدة، ومن أبرز قادة المنتدى محمد عزان، الذي انشق عن حركة الشباب المؤمن بعد أن اتضحت له مخالفة القادة الجدد للمنتدى على هدف إنشائه، وعلى رأسهم حسين بدرالدين الحوثي، الذي قام بتغييره إلى "تنظيم الشباب المؤمن" ليصبغ عليه صبغة سياسية حركية .
 
قام حسين الحوثي، الذي قتل في وقت لاحق من عام ،2004 وهي الحرب الأولى بين نظام الرئيس السابق صالح وجماعة الحوثي، بجهود كبيرة وبدعم قوي نتج عنهما استقطاب أعداد كبيرة من الشباب إلى التنظيم الجديد، ثم دخل في مواجهات مسلحة مع الحكومة منذ ذلك التاريخ ولا تزال الجماعة تنهج منهج المقاومة المسلحة وترغب في تغيير النظام بالقوة، والدليل على ذلك قيام الجماعة بفرض حصار مطبق على العاصمة صنعاء من جهات عدة .
 
كان حسين بدر الدين الحوثي، الذي كان يمثل حزب المؤتمر الشعبي العام برئاسة صالح في البرلمان، يتلقى مخصصات مالية شهرية حكومية في إطار مسعى من الرئيس صالح لمحاصرة خصومه المتمثلين في جماعة "الإخوان المسلمين"، قبل أن يستقل بالتنظيم استقلالاً كاملاً عام 2000 .
 
منتديات "مذهبية"
شملت أنشطة "الشباب المؤمن" التنظيمية عدداً من المحافظات منها صنعاء وصعدة وعمران وحجة وذمار والمحويت، وتمت عبر المساجد والمراكز الخاصة التي أنشئت لتدريس المذهب الزيدي وفق رؤية الحوثي . وقد عمل تنظيم "الشباب المؤمن" على إحياء مناسبة "يوم الغدير" في محافظة صعدة، بمظاهر تحولت إلى تجمع للقبائل الموالية للحوثي، واستعراض للقوة وعرض لأنواع وفيرة من الأسلحة الخفيفة والمتوسطة والثقيلة، كما أن إحياء المناسبة في محافظات أخرى لم يكن بمعزل عن الحوثي وفكره ودعوته . وعمل تنظيم "الشباب المؤمن" على إقامة المنتديات الصيفية في أكثر من منطقة، وكان بدر الدين الحوثي، والد حسين الحوثي، يضفي عليها الشرعية المذهبية، ويبارك جهودها، ويحث القبائل على تسجيل أبنائهم فيها . 
 
وتشير مصادر على معرفة بنشاط جماعة الحوثي إلى أن الشباب وأغلبهم من صغار السن كانوا يشاهدون في هذه المنتديات أفلام الفيديو التي تحكي كيفية سقوط نظام الشاه في إيران، وكيف قامت ثورة الخميني، وتظهر صور الممثلين وهم يواجهون زحف الدبابات، ولا ينحنون برؤوسهم أمام كثافة النيران، وتصيب أحدهم الرصاصة فينزف دماً وهو يهتف "الله أكبر، الموت لأمريكا"، وتظهر بعض الصور شباب الثورة قد ربطوا أرجلهم حتى لا يفروا أمام زحف جيوش الشاه .
 
نقض العهود
عندما انخرط الحوثيون في ست جولات من القتال ضد الحكومة بين عامي 2004 و،2010 كانوا الطرف الأضعف سياسياً وعسكرياً، يقتصر نشاطهم على محافظة صعدة، ويطرحون مطالب غير محددة ودون أن تكون لهم أجندة سياسية واضحة .

قبل هذه الفترة كانت جماعة الحوثي تتلمس دوراً ما في الحياة السياسية، غير أن انتفاضة عام 2011 ضد الرئيس السابق علي عبدالله صالح غيّرت الحراك السياسي في البلاد، ودفعت الحوثيين إلى الدخول في معترك العمل السياسي .

تقول دراسة لمجموعة "الأزمات الدولية" صادرة في شهر يونيو/ حزيران الماضي، إن الحوثيين استفادوا من ضعف الدولة والصراع السياسي الداخلي لتوسيع قاعدة دعمهم الشعبي وسيطرتهم على المزيد من المناطق في الشمال، بما في ذلك محافظة صعدة بالكامل، حيث يقيمون نقاط تفتيش، ويحرسون الطرق، ويجمعون الضرائب، ويشرفون على إدارة الحكومة المحلية ويديرون الجهاز القضائي؛ ونظراً لضعف سلطة الدولة، فقد أصبحوا دولة داخل الدولة في هذه المناطق .

خلال هذه الفترة وقعت الحكومة اليمنية مع جماعة الحوثي عددا من الاتفاقيات لإنهاء التوتر ووقف القتال، إلا أن الحوثيين كانوا غالباً ما ينقضون العهود، وفي كل مرة كانوا يستغلون وقف إطلاق النار لمزيد من التوسع وكسب أنصار جدد تحت حجج مختلفة، من بينها تعرضهم للظلم، وقد استخدموا مظلوميتهم هذه خلال السنوات الماضية لكسب مزيد من التعاطف من خارج مناطق نفوذهم، وهو ما حصلوا عليه، خاصة أن الجميع كان يدرك طبيعة النظام الذي كان يديره الرئيس السابق مع خصومه .
 
تهجير السلفيين
خلال العامين الماضيين مارست الجماعة عملية تهجير ضد السلفيين في منطقة دماج بعد حروب معهم أسفرت في نهاية المطاف عن إخراجهم من المنطقة .
 
سياسة الجماعة في تهجير السلفيين إلى مناطق خارج صعدة دفعت بالقاعدة إلى رفع سقف خطابها ضد الجماعة، وانعكس ذلك بشكل جلي في مطلع شهر أغسطس/ آب الماضي، عندما أقدم التنظيم على خطف 14 جندياً جميعهم من أبناء عمران، وإعدامهم جميعاً تحت مبرر أنهم من مذهب الحوثي، جاؤوا إلى حضرموت لقتال أهل السنة، كما نفذ التنظيم عدداً من عمليات التفجير في المناطق التي تقع تحت نفوذ الجماعة، منها الجوف وصعدة، راح ضحيتها العشرات من القتلى والجرحى، وكرست حالة الاستقطاب على أسس مناطقية ومذهبية بحتة .
 
ويرى مراقبون أن الوضع القائم اليوم في مختلف مناطق البلاد قد كرس حقيقة الصراع العبثي القائم على أسس مذهبية ومناطقية، وهو ما كان ليحدث لولا الخطاب التحريضي الذي تمارسه جماعة الحوثي وتنظيم القاعدة على خارطة اليمن الكبير، وهما هنا يلتقيان في هدف واحد يقود البلاد إلى مزيد من التفتيت والتقسيم، وهو انطباع لدى غالبية اليمنيين .
 
استدعاء "القاعدة"
تدرك جماعة الحوثي أن سيطرتها وهيمنتها على المناطق الشمالية من البلاد، يفتح البلد على مصراعيها لحضور تنظيم القاعدة بشكل أكبر، ويعطي التنظيم مبرراً كافياً لفتح جبهات صراع جديدة مع الدولة في المناطق الجنوبية من البلاد .
 
كانت معظم المواجهات التي حدثت بين الجيش اليمني وتنظيم القاعدة مبرراً لجماعة الحوثي للتقدم أكثر في مناطق خصومها، حدث ذلك أكثر من مرة، حيث استغل الحوثيون المواجهات التي دارت بين قوات الجيش وتنظيم القاعدة في فترة الاحتجاجات ضد نظام الرئيس السابق علي عبدالله صالح عام 2011 في المناطق الجنوبية، وبدأت في التوسع أكثر والاقتراب من المناطق التي لم تكن قد كسبتها في الحروب الست الماضية .

واستغلت جماعة الحوثي وجودها ضمن ساحات التغيير في العاصمة صنعاء وغيرها في إطار الاحتجاجات عام 2011 لتزيد من رصيدها في أوساط الحياة السياسية، لكنها انقلبت على حلفائها بعد سقوط نظام صالح، ولجأت إلى التصعيد ضد سلطة الرئيس عبدربه منصور هادي تحت مبررات مختلفة، وصارت تتحكم اليوم في القرارات المصيرية للبلاد .
 
أجندة خارجية
قبل إسقاطهم للعاصمة صنعاء في 21 سبتمبر/ أيلول الماضي شن الرئيس هادي هجوماً عنيفاً على جماعة الحوثي المدعومة من إيران، مؤكداً أن لا فرق بين الحوثيين وتنظيم القاعدة، وينطلق هادي من حقيقة أن الحوثيين لا يحترمون الاتفاقات الموقعة معهم، سواء مع السلطة الحالية أو السابقة .

قال هادي أكثر من مرة في معرض هجومه على الحوثيين إنه كلما خاض الجيش حرباً في الجنوب ضد تنظيم القاعدة في الجنوب، وهي معركة مفروضة على الدولة في إطار حربها ضد الإرهاب، فتح الحوثيون جبهة للحرب في الشمال بهدف التوسع والتمدد ووضع البلد في فوهة حرب جديدة .
 
الرئيس هادي كان يدرك أن الطرفين لا يريدان للبلد أن تستقر، وكل طرف منهما يريد الحصول على مبتغاه، فتنظيم القاعدة يريد أن يكون الجنوب ساحة نفوذه، والحوثي يريد الشمال كذلك، حتى وإن لم يعترفا بهذا المسعى، إلا أن تنسيقهما الخفي يبدو على قدر عال من الخبث والمكر .

جاءت ممارسات الحوثيين لتكشف عن هدف خفي وكبير يتمثل في تقسيم اليمن مذهبياً، بدا ذلك يظهر بشكل أكثر وضوحاً في سلوك جماعة الحوثي الأخير، الذي تجسد في "الغزوات" التي قام بها أنصاره ومسلحوه إلى المناطق ذات الغالبية السنية، من بينها البيضاء، أكثر المناطق نفوذاً لتنظيم القاعدة، بالإضافة إلى محافظتي إب والحديدة، حيث ووجه الحوثيون بمقاومة من رجال القبائل المنتمين إلى هذه المحافظات، بالإضافة إلى مواجهات دامية مع تنظيم القاعدة .

سواء كانوا يعلمون أو لايعلمون؛ فإن الحوثيين بدأوا في ترسيخ الصراع المذهبي في بلد كان إلى ما قبل سنوات قليلة لا يعرف شيئاً عن هذا الصراع وعن خلفياته وكوارثه، لكن ما أقدم عليه الحوثيون خلال الأسابيع القليلة الماضية أيقظ "روح الجاهلية" عند الجميع، ويخشى أن تذهب البلاد إلى مزيد من التقسيم والتفتيت تحت عناوين هذا الصراع العبثي .

* الخليج

الخبر التالي : رئيس الوزراء الجديد يتخذ «قرار فريد» من نوعه (نص القرار)

الأكثر قراءة الآن :

هام...قيادي بارز في المجلس الانتقالي يُعلن استقالته(الإسم)

رئيس مجلس الشورى يحث واشنطن على ممارسة ضغط أكبر على الحوثيين !

منظمة ميون تجدد مطالبتها للحوثيين بفك الحصار على مديرية العبديه

بحوزة سعودي ومقيم...السلطات السعوديه تحبط تهريب شحنة مخدرات ضخمة

الخدمة المدنية تعلن يوم الخميس اجازة رسمية

مقترحات من

اخترنا لكم

عدن

صنعاء

# اسم العملة بيع شراء
دولار أمريكي 792.00 727.00
ريال سعودي 208.00 204.00
كورونا واستغلال الازمات